يَا لَعَينَيكِ

يَا لَعَينَيكِ هَدْأَتِي وَاضْطِرَابِي
وَجُمُوحِي وَحَيرَتِي … وَارْتِيَابِي
.
يَا لَعَينَيكِ وَالصَبَاحَاتُ ظَمْأى
وَالمَحَاذِيرُ تَحْتَفِي بِاغْترَابِي
.
يَالَعَينَيكِ وَالمَسَاءَاتُ تَحْبُو
بِالمَرَارَاتِ … وَاجْتِرَارِ العَذَابِ
.
قَاسِمُ الشَوْقِ بَينَنَا لَيسَ … إلاَّ
نَزْفَ شِعْرٍ وَشَدْوَ هَمْسٍ مُذَابِ
.
لا أَظُنُّ السُطُورَ جَفَّتْ … وَفِيهَا
عِطْرُ يُمْنَاكِ … وَاحْمِرَارُ الكِتَابِ
.
صُغْتُ فِيكِ البُحُورَ أَوْتَارَ عِشْقٍ
سَاجِعَاتِ الرُؤَى بِلَهْفِ الشَبَابِ
.
وَسَكَبْتُ الأَنْخَابَ حَرْفًا فَحَرْفًا
مُسْتَثِيرًا … قَطَائِفًا مِنْ رُضَابِ
.
كَيفَ شَاءَ الهَوَى وَكَيفَ انْتَشَينَا
كَيفَ غِبْنَا عَنْ فَاجِعَاتِ الغِيَابِ
.
ذَاكَ حُلمٌ جِنَانُهُ … لَمْ تخَلدْ
وَوُلوعٌ … وَمِيضُهُ كَالسرَابِ
.
أَترَى نازَعَتكِ أَنْفَاسُ ذِكْرَى
ذَاتَ صَيفٍ بوِزْرِهَا المُسْتَطَابِ
.
أَمْ ترَاهَا أَمَاكِنُ اليَومِ … أَذْكَتْ
لَفْحَ لُقْيَا … توَشَّحَتْ بِالعِتابِ
.
أَنْكِريهَا … فَقَدْ تكُونُ فِخَاخًا
لِحَنِينٍ … عِفْنَاهُ وَقْتَ الذَهَابِ