المقالة

البديل الوهمي للثقافة

محمد اسويسي

من أعمال التشكيلي الليبي جمال الشريف (من معرض دمى)
من أعمال التشكيلي الليبي جمال الشريف (من معرض دمى)

ما أشد حاجتنا لترسيخ ثقافة المواطنة العميقة من خلال استسرار الذاكرة لكون العدمية التاريخية ادت الى معرفة ناقصة ويبدو ان تجاهل الكتاب لايزال هما معلنا دون اسم مما يجعلنا لا ندري شيئا عن بديل الثقافة…

هل ثقافتنا تنتج مثقفا يتجاهل واقعه كونه جاء من رحم ثقافة تنكر واقعها.. ثقافة المناقلة منهجه للأمية والاستنساخ التثاقفي قد لا يتفق مع المعاصرة.. ثقافة الثورات الثأرية هي تكريسا للتخوين وللتخريب ومصادرة المواطنة من اجل ترضية التحولات السياسية.. ثقافة تأكيد الاوضاع الانتقالية وتوطين خيار المفاضلة بالأسوأ وتكريس صبر الانتظار بلا جدوى..

ثقافة تحميل جميع الأخطاء والسلبيات للأوضاع السابقة التي ابعدت عن الحكم ببدائل الديمقراطية دون مراجعة واقعنا في مدى ما نحن عليه بين الحقوق والواجبات وما نحن عليه وما يجب ان نكون عليه.

ثقافة الادمان على النت (النتية) المسماة بالتواصل الاجتماعي التي هي بسلبية استعمالاتها تحولت الى وسيلة تباعد اجتماعي.. ثقافة عدم قبول الاخر والتقليل من مكانة شراكته التي هي من ساندت في ترسيخ ملامح الهوية منبت الوطنية. بل ان هذا التنوع الفسيفسائي التاريخي سبق وأن وحدها ضد الغزاة…

ثقافة وطنية الجهوية قد ترسخ الثقافة الانفصالية بتفتيت الوطن.. ثقافة المواطنة الولائية المجاهرة بالنفاق وخطورة تكريسها كظاهرة مقبولة مجتمعيا. الثقافة السلبية نتيجة لتكرار القهر الاجتماعي والسياسي.. ثقافة المواطنة الريائية محاولة تكريس الولاء الريائي باسم القبيلة او العائلة او الجهة وحتى الاحزاب.. ثقافة المواطنة العرقية العنصرة لا تنتج غير الكراهة بين ابناء الوطن…

ثقافة قانون القوة تعطل ثقافة قوة القانون.. الثقافة (الهلتيه) شرعنة اللصوصية.. ثقافة الاستهلاك التي تتنكر لثقافة الانتاج والتحول النهضوي بالإنتاج…

ثقافة النظافة الشخصية لا البيئية والتي تعتبر حدود النظافة تبدأ بالشخصية وتنتهي عند عتبات البيت والسيارة.. ثقافة مشاركة مسمى الوطني مع المنتج الحيواني (حولي وطني) وارجو ان لا تمتد الى بقية دوابنا.

هيمنة الثقافة الاستشراقية وسدنتها من الليبيين الذين تمنهجوا بها. تلك الثقافة الظالمة التي ارادت اخراجنا من التاريخ بكذبة وحي دلفي المزعوم…

واخيرا ثقافة انتظار شخصية البطل الاوحد المخلص والتي من خلالها حرم المواطن الذي هو روح الوطن من دوره الحقيقي في بناء الوطن. فحين يسود الخواء يتصدر المجتمع اللذين يتحكمون في مواهبهم التي يجيدون اختيارها لتنال اعجاب السذج…

ولم يبقى للمواطن من خيار سوى اما ان يلعب دور التأييد الولائي الريائي او الصمت النهائي. ويبقي لمن يتداولون على الكراسي الحاكمية انتظارهم لعصا موسى التي اخفتها السماء   بعد ان انهت مهمتها. وعيش بالمنى ياكمون…

مقالات ذات علاقة

صورة وكلمة

سالم الكبتي

دعوهم يحتفلون.. فاحتفالهم لن يعيد “جماهيرتهم”!!

خالد الجربوعي

مسقط وحكاية «واتس آب»

فاطمة غندور

اترك تعليق