متابعات

الهوية الوطنية على طاولة نقاش صالون الصباح الثقافي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة (مدخل لدراسة الهوية الوطنية) صالون الصباح الثقافي

نظم صالون الصباح الثقافي ندوة في ضيافة المركز الوطني لدعم القرار جاءت بعنوان (مدخل لدراسة الهوية الوطنية) شارك فيها “نوري العبار”، وحضرها لفيف من المثقفين والكتاب، وذلك صباح يوم الأحد 18 من الشهر الجاري بطرابلس وتطرق فيها العبار لعدة موضوعات متشعبة حول قضية الهوية الوطنية حيث استهلها بتحديد جوهر الهوية من خلال السمات المشتركة التي تتقاسمها الجماعة والسمات المعممة والسمات المكتفى بها، وتمثلاتها في الوعي التضامني ورأس المال الرمزي، وسلطة النفي والاعتراف بالانتماء للجماعة، كما استعرض العبار مسألة الهوية والمجال ذاكرا البُعد السلال العرقي والبُعد الاجتماعي والتجربة التاريخية والمجال الجغرافي، وما تجمعه المنظومة العقدية والأيديولوجية والقيمية ومنظومة الثقافة واللغة باعتبارها الوعاء النفسي التاريخي المشترك.

أنواع الهويات
وأشار العبار لأنواع الهويات كالهوية القبلية كونها من أرسخ وأعمق الهويات، والهوية المناطقية وانحياز الجماعات البشرية عبر التكتل في مجموعات وانتماءات بسبب العامل الجغرافي، والهوية الجهوية والعرقية والسياسية المتحيزة والدينية والطائفية والمذهبية وما نحوها، وأضاف العبار في معرض مشاركته بأن أي هوية تتميز بسمات وملامح تميزها عن غيرها من الهويات وتتوافر هذه السمات في أي فرد من أفرادها، وهذه السمات والملامح هي موجودة ضمنا، ولا يتطلب الأمر عناء إيجادها أو خلقها من العدم بقدر ما يتطلب ترسيخ الوعي بها لدى الجماعة، وأوضح العبار أن هوية أي أمة ما هي إلا إطار جامع لكل الهويات الصغرى التي بداخلها وبالتالي فإن أكبر خلل يمكن أن يحدث للهوية الجامعة هو أن تتضخم الهويات الصغرى أو إحداها إلى درجة تجعلها قادرة على الخروج من هذا الإطار أو التصادم معه أو تغييبه في ذهنية الجماعة.

إشكاليات الهوية
فيما لفت عرّج العبار على إشكاليات الهوية بدءا من الجهل بسمات الهوية فالاشكال حسب رؤيته يعزى لجهل النخب سواء النخب المثقفة أو النخب التي في السلطة لأنها هي المنوط بها ترسيخ الوعي بسمات الهوية في لاوعي الجماعة عن طريق الإعلام والتعليم، مضيفا بالقول أن عملية ضبط العلاقة بين الهويات الصغرى والهوية الوطنية الجامعة هو أهم ما يمكن العمل عليه لإحداث تناغم داخل المنظومة المجتمعية، لتلافي أي خلل أو اضطراب، وأردف قائلا : أنه يمكن حصر التموضعات المحتملة للهويات الصغرى من الهوية الوطنية عبر ثلاثة احتمالات أولها تموضع حركي معاكس بأن تكون الهوية الصغرى في حالة تصادم مع الهوية الوطنية، وثانيها التموضع الموازي وهو أن تكون الهوية الصغرى منافسة للهوية الوطنية، وثالثها التموضع المثبط وهو أن تكون الهوية الصغرى عائقا للهوية الوطنية.


إعادة تشكيل الهوية
في المقابل قد بيّن العبار أن عبارة تشكيل الهوية أو إعادة تشكيل الهوية تبدو مستفزة إلى حد ما ومعيقة إلى حد كبير كونها أقوى وأعتى العوائق التي تكون في أوائل العمل، وأن أسوأ النقاشات هي التي تكمن في العناوين، وبالتالي لكي لا نجابه باعتراضات من قبيل أن الهوية متشكلة أصلا وقائمة فعلا اخترنا أن نكون مستأنفين لعمل ربما لا يصبح موجودا ومكملين لجهد لا نعلم بوجوده فقط لكي نضمن سلامة البداية، كذلك أكد العبار على أن كل كتلة بشرية متساكنة لفترة طويلة لابد أن توفر لنفسها مستوى من مستويات الوحدة، وشكلا من أشكال الإرادة الجماعية(نوعا ما) جتى يتسنى لها صناعة تموضع خاص يميزها عن غيرها من الجماعات البشرية الأخرى.

مقالات ذات علاقة

عمر غلام يدعو لإعادة قراءة طوق الحمامة في قالب فكري جديد

مهند سليمان

«تخريف ثنائي» على مسرح السنابل ببنغازي

المشرف العام

“أن تكون متوسطيّاً..مقاربة لهوية مشتركة” محاضرة بقاعة فايسغراد بكراكوف عاصمة الأدب العالمي

المشرف العام

اترك تعليق