إهداء : إلى أحمد الفيتوري
ليبية الوجه والعينين والكف
ليبية الوهم
كلما وعدت سلالنا أخلفت
وكلما دنت قطوفها
همست إلينا .. ..
اغدوا على شوق صارمين
قالت الريح .. . لا …
لا للشفاه التي أطبقت على السؤال
لا للسرير الذي حرثته الأحلام.
ليبية تمشط أيامها
وترتق ما توسع فيها
لا مستنبحا،
يرد عنها ” قرة العنز”1
ويسوق الغيم عنوة،
بالأحذية والعصي و “الفرجيات” 2
لعينيها يقاتل “القبلي” 3
ويمسح عن قدميها
رهج المعارك، وألسنة الملح.
ليبية أحمرها الليلي
لا يعرف الحياد
كلما نهدت …
بدد الخوف ألوانها
بين صحراء لا تمل السفر
وبحر لا يكف عن العواء
نامت دون غزل
شربت عريها على مهل
واتكأت على
“صبر الحمير” 4.
ليبية بزنارها الأبيض
وعينها الموصوصة5.. تسعى
في نهار يرطن بغيرها
وليل عن أقراطها يتمطى
كلما هدها عطش
صالحت سمرتها
بفجر مرتعش
وكحل لا يغني عن الصهيل .
ليبية شدت على حدب المهاري،
عواءها
ليلها مخملي
وأسودها مهندم
يضيق بأسيلها المهدور
كلما أسكرها الظلام
استيقظ عشبها
وراودها رمانها
عن واوها المفقود6…
فراهنت على مهوى عطرها
وتمادت في اللعب.
درنة: يناير 2002 م
_________________________________
هوامش:
1- ليالي شديدة البرودة عند الليبيين وهي ليالي: 13، 14، 15، فبراير – في فترة الاحتفال بعيد الحب – وتقول الحكاية الليبية: أن العنزة سخرت في آخر الشتاء من الشتاء وقالت ها قد انتهيت أيها الشتاء وأنا لم أشعر بك . فرد الشتاء بدهاء قائلا : سنرى ” مازال قدامك القرة ” ، ومنذ ذا سميت تلك الليالي من شهر فبراير بـ ” قرة العنز”.
2- الفرجيات مقام يوجد ببلدة العجيلات غرب ليبيا يزار ؛ وهو مقام يضم رفات عذروات صالحات من قبيلة العجيلات وتقول الحاكيا القديمة أن الليبيين استعانوا بالعذروات الصالحات في مواجهة القحط والجفاف الذي ضرب البلاد بأسياطه ، فوقفن في وجه الغيم الذي يمر بالبلاد عابرا وركبن صهواته وأرغمنه على النزول على الحقول وذر مائه على الأرض العطشى ، ومنهن جاء الفرج وبعد الكرب ولذا أطلق عليهن كنية الفرجيات.
3- القبلي رياح تنسب للجهة التي تأتي منها وقد ذكر هيردوت أن رياح القبلي جففت ما كان في أبار قبيلة البسلى من مياه ، فتركتهم ولا ماء لديهم بالمرة لأن ديارهم كانت كلها ضمن صحراء خليج سرت الكبير ، ونتيجة لذلك انعقد مجلسهم وقرر بالإجماع إعلان الحرب على رياح القبلى فساروا في الصحراء حيث عصفت بهم تلك الريح ، ودفنتهم في الرمل .. كما ذكر هيردوت .
4- إشارة إلى مثل درناوى – نسبة لمدينة الشاعر درنة – يقول : “عطك صبر حمير عيت الحصادي واحد يأكل ولاخر يتفرج”.
5- إشارة إلى حال المرأة الليبية التي ترى بعين واحدة ؛ حيث أن الزي الوطني – والتقليد الاجتماعي – يتيح لها اختلاس النظر من فرجة واحدة.
6 – مدينة واوا هي أطلنتس المفقودة عند الطوارق الليبيين ، وكذا وردت في إبداع الكاتب الليبي إبراهيم الكوني.