متابعات

علي باني يقول: هذا أنا .. بكل الألوان

استطلاع وتصوير: رامز النويصري

احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب "علي باني".
احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب “علي باني”.

في حضور غصت به قاعة (عبدالمنعم بن ناجي)، بدار حسن الفقيه حسن للفنون، انطلقت صباح اليوم، بداية من الساعة الحادية عشر، فعاليات حفل توقيع كتاب (هذا أنا)، للكاتب “علي باني”، الذي افتتح هذه الاحتفالية بكلمة رحب فيها بالحضور، لتنطلق من بعد رحلة تعريفه بالكتاب، التي استمرت لأكثر من ساعة، استمتع فيها الحضور بتنقلات الكاتب بين فصوله، وذكرياته، وشذراته والتقاطاته.

من (رمزية المكان) انطلقت الرحلة، حيث كشف الكاتب “علي باني” سبب اختياره لدار الفقيه حسن لاحتضان هذه الأحتفالية، ففي أحد غرف هذه الدار -مشيرا إليها من مكانه- كانت تسكن عائلته. وفي ذات المكان تشكل وعيه، بعد أن قام أحد الجيران (العزابة)، العم مصطفى، بشراء حقيبة المدرسة له، لتبدأ رحلة الحرف والرقم. ليقرأ الكاتب مقدمة الكتاب.

في تعريفه بالكتاب، أكد الكاتب على إنه لم يرد أن يكتب سيرة اعتيادية، بقدر ما سعى لكتابة سيرة يستفاد منها ومن تجاربها، لذا أرد أن تكون سيرة ملونة، كما المنظار الملون، الذي تتغير فيه الألوان، في أطياف لا نهائية، ولا محدودة، ولتوضيح فكرته أكثر، استشهد الكاتب بمسلسل (كاليووسكوب)، وهو مسلسل مكون من 8 حلقات، تحمل كل حلقة اسم أحد الألوان، ولا يتطلب مشاهدة المسلسل ترتيباً معينا لمشاهدة هذه الحلقات، بشرط أن تكون الحلقة البيضاء هي الحلقة الأخيرة، وهذا ما يريده الكاتب من الكتاب، أن لا يوجد شرط للخول إليه، فمن أي مكان وبأي ترتيب يمكن قراءة الكتاب.

كتاب (هذا أنا) للكاتب علي باني
كتاب (هذا أنا) للكاتب علي باني

ثم توقف الكاتب مع بداياته في الكتابة، التي تعود إلى بداية الثمانينيات، مؤكدا أن الكتابة عمل جديّ، مستشهداً بنماذج من البدايات، حيث قدم قراءة نصان، تاريخ الأول 1981، والثاني 1984، ملمحاً أن هذه السنوات الثلاث التي دأب فيها على الكتاب، والتي كان يظن إنها قد تنتهي استمرت حتى اليوم، ليوجه الدعوة لكل من يقدر على الكتابة أن يكتب، ويستمر، ثم عرض لبعض تعليقات صديقه وزميله الدكتور مصطفى المزوغي، على كتاباته في تلك الفترة. ليبدأ من بعد عرض فصول الكتاب، الذي رأي أن يكون وجداناً، وعقلاً، وروحاً.

الوجدان؛ هو عنوان الفصل الأول من الكتاب، والذي يقدم في جزءه الأول منه، شخصية (الطيب) أو حكايات الطيب، والذي هو في الأساس شخصية حقيقية، مكونة من أجزاء من كل مكونات المدينة، لذا فإن (الطيب) يجمع كل الشخصيات وتجده في كل الشخصيات، هذا الجزء تكون من 15 نصاً، منها 8 نصوص كتبت من فترة طويلة، لتعود هذه الشخصية من جديد في 7 نصوص كتبت مؤخراً، ولنتعرف إلى شخصية (الطيب) أكثر قرأ الكاتب النص الأول من هذه المجموعة.

الجزء الثاني من هذا الفصل، جاء بعنوان (بوح)، أو ما أسماه الكاتب، ادب الاعتراف، وتكون من 15 نصاً كتبت جميعها في العام 2022م، تسجل لمجموعة من الأحداث والوقائع التي عاشها الكاتب، ورأى أن يعيد كتابتها، مقدماً بعضا من هذه الاعترافات؛ قراءة.

الفصل الثاني من الكتاب، جاء بعنوان (العقل) وهو أكبر فصول الكتاب، الذي جمع فيه الكاتب 82 نصاً، بعضها قديم نشر سابقاً، وبعضها حديث، وهي كما يقول الكاتب، فصل يتناول فيه مجموعة من القضايا والموضوعات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبعضا القراءات لبعض الكتب، ويضيف معرفاً؛ هو فصل فيه مباشرة وأفكار متنوعة تناسب الجميع، ليقرأ من هذا الباب (قشور).

مقدماً للفصل الثالث، الروح، توقف الكاتب مع اللوحة التي اختارها لهذا الفصلـ وهي من أعمال المهندس الفنان خليل الطاهر القمودي، شارحاً رؤية الفنان لليبيا ثمانينيات القرن المنصرم.

احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب "علي باني".
احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب “علي باني”.

الروح، يضم 5 نصوص، يقول الكاتب إنها قد تكون قصة قصيرة، حيث كل نص يرصد حادثة معينة، صيغت في قالب قصصي، حاول أن يستحضر فيها روح اللحظة.

في ختام عرضه للكتاب، توقف الكاتب “علي باني” مع اللوحات الثالث التي احتضنها الكتاب، منبهاً إلى احدى هذه اللوحات، وهي لوحة الفنان أحمد امبيص، طالباً من جهاز المدينة القديمة الاحتفاء بهذه الشخصية من خلال إطلاق اسمه على أحد القاعات التابعة للجهاز، لما قدمه هذه الفنان، خاصة وأنه ابن المدينة القديمة، التي لم يفارقها.

من بعد، فتح المجال لمن يرغب بالتعليق أو السؤال، فكانت أولى الإشارات من الأستاذ المحامي محمد العلاقي، الذي أشار إلى أحد مقالات الكاتب “علي باني” المعنونة (عدالة الكرة) ولماذا لم تدرج ضمن مادة الكتاب، نلته من بعض الأستاذة “أسماء الأسطى” التي توقفت عند بعض افشارات المهمة في الكتاب، خاتمة مداخلتها بطلب أن يطلق الكاتب يديه على لوحة المفاتيح، فالطيب جدير بان يتحول إلى رواية. من بعد تحدث الأستاذ “أكرم” عن مقدمة الكتابة واهميتها في التعريف بالكتاب، طالباً من الكاتب أن يتك نشرها على منصات التواصل تحفيزاً على قراءة الكتاب. من المداخلات المهمة مداخلة الأستاذ “عبدالحكيم المملوك” الذي تحدث عن تميز هذا الكتاب في كتب السيرة الذاتية في ليبيا، خاصة وإن هذا النوع من الكتابات لم يحط بالاهتمام، حتى من قبل الأدباء الكبار إلا من بعض النماذج.

في ختام هذه الاحتفالية، بدأ الكاتب “علي باني” توقيع كتابه المحتفى به (هذا أنا)، في تفاعل جميل ومميز.

احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب "علي باني".
احتفالية توقيع كتاب (هذا أنا) للكاتب “علي باني”.

مقالات ذات علاقة

انطلاق أعمال المنتدى الأول للتنمية المكانية والصحراوية بغدامس

مهند سليمان

الاجتماع التحضيري للمنتدى الأول للتنمية المكانية والصحراوية مدينة غدامس (نموذجا)

مهند سليمان

المحكي الليبي يتألق في الملتقى العربي السادس للأدب الشعبي

المشرف العام

اترك تعليق