متابعات

المهدي إمبيرش بين أفلاطون وأرسطو وكانط وهيجيل

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

الدكتور “المهدي إمبيرش”

استضاف المعهد العالي لتقنيات الفنون بطرابلس مساء يوم السبت 5 من شهر نوفمبرالجاري ضمن أنشطته الثقافية، محاضرة للدكتور “المهدي إمبيرش” بعنوان (اللاهوت القديم وأثره في مقولة الجمال بين أفلاطون وأرسطو وكانط وهيجل)، من تقديم وإدارة “أمل بن ساسي” حيث أشار في توطئته الاستهلالية لمصطلح المدينة عند أفلاطون لافتا إلى أن هذا المصطلح يخرج للمدينة بغية إصلاحها كون أفلاطون يرى بأن المدينة محكومة من قبل الديمقراطييين والدهماء وبالتالي لابد من مدرسة تعد الناس لنموذج كهذا لاسيما وأن تلاميذ أفلاطون تولوا السلطة لكنهم لم يفلحوا فنجحوا كمنظرين بينما أخفقوا في الحياة العملية، وأوضح الدكتور إمبيرش بأن من أنقذ أفلاطون من العبودية هو هيجيل، متابعا أنه عندما جاء تاليس في القرن الخامس قبل الميلاد ألقى محاضرة بروسيا أمام الكهنة اللذين كانوا وقتذاك يكتبون ويقرأون باللغة الهيروغليفية وهي لغة التراكمية الدينية للكهنة.

ملحمة جلجامش
من جهة أخرى أكد الدكتور إمبيرش على أن فلسفة قصة إيزيس وأوزريس تؤكد وتوثق لإرتباط مصر بعملية البناء، وتابع إنه عندما نتحدث عن البعث في العراق لا نقصد به الجانب السياسي الحزبي بل نقصد نظرية البعث المتمثلة في ملحمة (جلجامش)وهي جذر أصيل في تكوين الفكر والثقافة العراقية القديمة، والبعث في العراق بعيد عن مصطلح النهضة وهذا المصطلح أصله إيطالي يعني عودة حلم الإمبراطورية الرومانية وأمجادها من جديد فقد راج وشاع هذا المصطلح خلال الفترة التي كانت فيها روما في حالة تقهقر وتراجع كبيرين، ومكافيلي كان يطالب بالتنحي عن المسيحية والعودة إلى الوثنية في العبادات والطقوس الدينية.

مطارحات ميكافيلي
وأضاف الدكتور إمبريش بأن فكرة التاريخ يعيد نفسه عند مكافيلي كانت لأجل رجوع روما إلى عهود مجدها الأولى، وعبارة الغاية تبرر الوسيلة ليست خطابا براغماتيا بقدر ماهي دعوة لتحرير روما وإرجاعها لكنف الوحدة والاستقرار، مشيرا إلى أنه نسبة لمؤرخ الإمبراطورية الرومانية جاء في كتاب (المطارحات) لمؤلفه ميكافيلي أنه عندما أتينا لليبيا (عندئذ كانت حدود ليبيا التاريخية تمتد من بلاد النوبة وحتى جبل طارق) وجدنا القبائل في تلك الفترة تُشيّد الأعمدة بعدما فررنا من بطش يوشع بن نون بفلسطين، موضحا بأن أول عملية طرد لليهود قام بها الليبيين القدماء مما جعل اليهود يخشون الليبيين.

نظرية المحاكاة
فيما تطرق لحديث أرسطو عن الوسط الذهبي وهي القوة النظرية متسائلا لماذا ؟ فأرسطو لا يتناول مشروع المدينة الفاضلة إنما يتناول مشروع الإمبراطورية لتلميذه الإسكندر المقدوني والإسكندر تحرك بالقوة العسكرية، إذ يتصور أرسطو أن الفضيلة وسط بين رذيلتين ويرى بأن أطروحة السفسطاية المادية وأطروحة التجريد الأفلاطوني رذيلة وهنا تجلى أرسطو كمفكر آخر وأضاء الدكتور إمبيرش على رؤية أفلاطون للفن قبل سقراط فالأخير يرى بأن النفوس هبطت من عالم المدن وبالتالي كل ما نراه أمامنا يعد صورة للحقيقة في عهد سقراط، ولفت الدكتور إمبيرش أن المحاكاة هي ابتعاد الفنان حينما يكتب عن الحقيقة، وقبل اختتام المحاضرة ثم فتح باب النقاش للمداخلات والتعقيبات التي شارك في إثرائها نخبة من الحضور.

مقالات ذات علاقة

مجمع اللغة العربية يستضيف محاضرة عن تحليل الصوت اللغوي

مهند سليمان

ليبيا والدور الإقليمي الجديد

المشرف العام

(دار الفرجاني) من (الحنين الظامئ) إلى (خرائط الروح)

حواء القمودي

اترك تعليق