يتهمونني بالقصيدة
بينما أنا أوصل المعادلات الضالة
إلى شواطئها الآمنة ..
كلما مر مستقيم بنقطة
تذكرت حضن أمي ..
كلّما هجعت
قيمة إلى منحناها
تذكرت دفء الطفولة ..
كلما انبثق شعاعٌ
أيقظ الرعدَ في ذاكرة الليالي الماطرة ..
كلما هام خط على وجهه
في متاهة الوجود
ممتطيا بساط اللانهاية
استشعرتُ رهبة الكون ..
كلما اقترب الناتج من صفر
تجمدت رؤوس أصابعي ..
كلما توالت الأرقام
في أنساقها
هبت نسائم الخريف
وهو يسوقنا صوب مدارسنا
إيذانا بانتهاء مواسم اللعب ..
كلما رسمت دائرتين غامقتين
تذكرت عينيك ..
كلما آلت دوال إلى نهاياتها
أو تقاطع خطان
في نقطة الأفق البعيد
تفجرت ينابيع الخيال ..
كلما حذُفت قيمة
تذكرت النيازك التي سقطت
والغائبين الذين خلفوا حزنا لا يزول ..
أنا معلم رياضيات
تتجاور في ذاكرتي الحروف والأرقام
وأستعير من المنطق الرياضي
صدق مشاعري ..
أبحث عن الرقم الحل
وعن شقيقته الكلمة
حين تحقق معادلة المعنى ..
“هذا النص مهدى إلى الصديقة العزيزة الدكتورة مارية نوح ولكل الذين يشيرون إلى علاقة القصائد بالرياضيات !”