عبد الحميد المجدوب
المكتبة الليبية الان تتصدرها او يتصدرها عمل ثقافي يعتبر من الاعمال المهمة كثيرا على طريق تنمية العقل الجمعي الليبي والنهوض به وتحريره من الاغلال وسجون الانعزال والتقوقع الفكري وعلى طريق ارشفة واقعنا وتاريخنا الماضي بكل شفافية وموضوعية
العمل هو رواية الشاطئ الرابع ” للكاتبة البريطانية “فيرجينيا بايلي” التي صدرت بترجمة المترجم الليبي الأستاذ فرج الترهونى، عن دار الفرجاني الرواية التي اتمنى ان احصل قريبا على نسختي للاطلاع عليها لكن من خلال متابعتي لما كتب عنها وما تناوله النقاد والكتاب خصوصا الليبيين منهم تعتبر الرواية عمل أكثر من رائع وأكثر من مهم لإثراء المشهد الليبي وتحسين نضجه ونموه واتساع ادراكه لكل الحقائق والاشياء بشكل موضوعي
الرواية حسب وجهة نظري هي تضاهى كتاب ترياق الثعابين لـلكاتب الإيطالي البرتو دينتي دي بيرا – اينو ايضا من منشورات مكتبة الفرجاني ورواية الحب البدوي الصغير للروائي الإيطالي “ماريو دي جالسين” او قصة مبروكة الزنجية للطبيب النفسي الإيطالي “أنجيلو برافي”، الذي عمل في طرابلس بين عامي 1935 و1943. قدم كتابه الشهير Frammenti di psichiatria Coloniale (1937)،
وهى كلها اعمال نقلت لنا واقع ذاك الزمان بكل مصداقية واستطعنا عن طريق متابعة تلك الاعمال ان نتخلص من حالة الفصام التي تعلقت بنا نتيجة تعرضنا بزمن جماهيرية الرغيف الرخيص لثقافة مهجنة موجهة جعلتنا نكتسب روح بها تعالى على الاخر ونردد ترهات واقوال لا تمت للحقيقة بأي صلة الى ان ولجنا لزمن العولمة الرقمية من اوسع ابوابها وتعرفنا على الاستاذ قوقل والسيد ياهو وهوتميل وانطلقنا في البراح الإلكتروني الواسع لتحدث لنا الصدمة الكبرى ونكتشف حقيقة الاشياء وحقيقة انفسنا ومدى فداحة ما كنا نرتكبه ونردده بكل حماقة وسذاجة والنتيجة اننا تصالحنا مع انفسنا ومع عالمنا ومحيطنا ومع الحقيقة والتاريخ والانسان والانسانية وادركنا ان رقم 1 رقم أزلي لا يمكن ان يكون الا بالذات الالهية العظيمة وبقية الارقام هي فقط من تتداول بين البشرية وهى التنوع والمساواة والحرية واختلاف الآراء في ظاهرة هي صحية ويجب احترامها مهما كنا مختلفين معها.
رواية الشاطئ الرابع عمل حي ينقل لنا نحن جيل السبعينات الصورة للواقع الليبي بكل تفاصيله وبكل شفافية وموضوعية ويبين الجوانب المظلمة عن طبيعة العلاقة الاجتماعية والتمازج الديموغرافي بين السكان المحليين والمستوطنين الطليان رغم بشاعة الاحتلال الامر لا يخلو من وجود جوانب بها بقع ضوء تضئ الزمان والمكان بذاك الوقت.
شكرا لكل من قام بإخراج هذا العمل للنور بأي صورة كانت سوى كان بالنشر او الكتابة حوله والنقد والتحليل والتوصيف