طيوب عربية

أتناديني؟

د. عبد الفتاح العربي | تونس

صورة من أعمال المصورة آية الحضيري
صورة من أعمال المصورة آية الحضيري

سألته: أتناديني، كيف أجيء إليك؟
قال: أترك نفسك واحمل روحك وتعال
أترقبك.
لا تتعجل، أعلم أنك آت لا محالة
أنصحك، لا تحمل اصرا
لا تفكر كثيرا
أغمض عينيك وامشي في طريق
هو طريق ليس ككل الطرق
فيه ثنايا، بقايا من أشياء
لا تلتفت، لا يمنة ولا يسرة
حتى الأشياء والأصوات والأضواء
والرنين
تفقدك التركيز، وتنبهك
لا تكترث، لا تبتئس
فأنت آت لا محالة
تمضي الهوينا، مثقل
تتثاءب، يعيش ظلك داخلك
قبل أن يكون فيك
يحملك تارة وتحمله أخرى
لا تبتئس فأنا أراك
وأنت لا تراني
أناديك، اقترب مني
لا تسرع فأنا أبقيك، في كل لحظة
أناديك
في كل لحظة تولد وفي كل لحظة تموت
وتحيا مرة أخرى
تأتيني وانا أترقبك
أين وصلت فنصف الطريق
جعلته قصيرا لك
أردت أن يكون بقاءك
كلقائك
تقابل نفسك وتتركها
تدفنها في تراب
تحمل بقاياك مما تبقى
من شيء ولدت به
من فطرة غرست فيك
من بذرة طيبة
ما تلوث فيك
لا يلزمني
ناديتك فات بدون جسد
اتركه لهم يواروه التراب
فأنا أعلم أنك آت
روح ونفس مطمئنة
أرجع
فأنا أعلم أنك آت لا محالة

مقالات ذات علاقة

حدثني البحر

حسين عبروس (الجزائر)

صدور العدد الثالث من مجلة العربية لساني

مهند سليمان

في تأمّل تجربة الكتابة.. بؤس التحرير وسوء الحظ الذي يلاحقني

فراس حج محمد (فلسطين)

اترك تعليق