متابعات

الدكتورة سالمة عبد الجبار تستعرض تاريخ مدرسة قورينا ومذهب التوحيد الأريوسي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

الدكتورة “سالمة عبد الجبار” والدكتور “عبد الحميد الهرامة” رئيس مجمع اللغة العربية بطرابلس

أقام مجمع اللغة العربية بطرابلس ضمن برنامجه العلمي والثقافي لعام 2022م، محاضرة بعنوان (مدرسة قورينا ومذهب التوحيد الأريوسي) ألقتها الدكتورة “سالمة شعبان عبد الجبار” أستاذة الفلسفة والأديان في كلية الآداب جامعة طرابلس، وذلك صباح يوم الخميس 19 من شهر مايو الجاري, وأدار وقدم المحاضرة الدكتور “عبد الحميد الهرّامة” رئيس المجمع الذي وجّه تحية شكر وتقدير للحضور واستهل كلمته التقديمية بأن كلمة الأريسيين وردت في رسالة الرسول الأعظم إلى هرقل، موضحا إن الأريسيون ينتسبون إلى فرقة نصرانية تؤمن بالتوحيد وتعارض من يؤله نبي الله عيسى عليه السلام وهو ما جعل الرسول الأكرم يوصي بهم ويحذر الملك من إثم الحيلولة بينهم وبين رسالة الدين الإسلامي مضيفا إنه قد ورد في موسوعة الأديان الميسرة أن أريوس هو أحد رجال الكنيسة في القرن الرابع الميلادي وأن أصله ليبي حيث ولد في مدينة قورينا الليبية ثم هاجر لمصر والقسطنطينة واصطدم بالآراء المناهضة لمذهبه مما عرضه للعزل والنفي.

وفي سياق محاضرتها تناولت الدكتورة سالمة مسألة التعريف بمدرسة قورينا والدور الذي لعبته في التاريخ الحضاري والإنساني وحجم إثرائها لحركة الفكر الإنساني إبّان تلكم المرحلة التاريخية القديمة، وأشارت الدكتورة سالمة إلى أن مدرسة قورينا شكلت في مرحلة ما مركزا للحضارة الإغريقية الفلسفية وأخذت تنافس مدرستيّ أثينا والأسكندرية، وذاع صيتها منذ القرن الرابع قبل الميلاد حيث كانت ملاذا لأشهر الفلاسفة والعلماؤ في مجالي الرياضيات والفلك.

كما لفتت الدكتورة سالمة لإرتباط وجود مثل هذه المدارس لاسيما مدرسة أثينا بظهور وانتشار الدين المسيحي في شكله الكنسي وكان لبروز شخصية بولس دور أساسي في انحراف المسيحية أو النصرانية وتحولها من التوحيد إلى التثليث مبيّنة أنه ساهم بشكل فعال في إدخال مجموعة من المبادئ الدينية الطارئة على الدين النصراني التي أصبحت مع مرور الزمن العقيدة الأصلية وأضافت إن الكثيرين يجمع على أن بولس هو مؤسس المسيحية الحاضرة.

من جانب آخر أكدت أن للنزعة السياسية دورا كبيرا في هذا التحول التاريخي لقواعد العقيدة المسيحية، وتابعت مستعرضة أبرز الأفكار والأطروحات التي لاقت رواجا في مدرسة قورينا مما أهّلها للعب دور هام في تكوين أرضية ثقافية متوازنة مشيرا في ذات الوقت أن مدرسة قورينا كانت تعارض بشدة مبادئ الدعوة التي جاء بها بوليس للكنيسة وتراها خطيرة داعيا لفكرة الإله الواحد وأن نبي الله عيسى ماهو إل بشر يوحى إليه.

وتوقفت الدكتورة سالمة بشيء من التفصيل عند جوانب من دعوة أريوس الليبي المولد والنشأة للتوحيد وعبادة الله الواحد بيد أنه وعرضت لحالة الصدام التي واجهها أريوس مع الدولة الرومانية وهيمنة الأفكار الدينية الداعية لتأليه نبي الله عيسى عليه السلام واتهامهم إياه بالردة والالحاد ما عرّضه للعزل والنفي لكن في المقابل تضيف الدكتورة سالمة بأن الدعوة الأريوسية أخذت في الانتشار والتوسع إزاء التنظيم الكنسي المناهض لأهداف دعوتها فدخلت في صراع مفتوح مع سلطات الدولة الرومانية ومع الإمبراطور أنذاك (قسطنطين) وتطرقت الدكتورة سالمة لمراحل هذا الصراع وتطوره ومآلاته المؤثرة على أوروبا وشبه الجزيرة العربية .

مقالات ذات علاقة

جدران ليبيا تؤرخ لمرحلة الصراع.

المشرف العام

الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون تلحق وتعتمد جائزة كاليماخوس القصصية السنوية

المشرف العام

الندوة العلمية الأولى حول الأدب الليبي

المشرف العام

اترك تعليق