مفتاح سعد امعيزيق شاعر ليبي ولد عام 1973 بمنطقة قندولة بالجبل الأخضر وهو من الشعراء الذين التزموا بمدارس الشعر العربي الموزون ولم يحيد عن هذا الاتجاه انطلاقا من عشقه اللا متنامي للغة العربية…
وكان لهذا العشق رافد. اخر وهو ان الشاعر كان ملازما لمدرجات العلم لينال -لاحقا- ليسانس آداب/ لغة عربية من جامعة عمر المختار الليبية ومن ثم تولى مهام تدريس اللغة العربية.
وبهدف الاثراء الموضوعي سنشير الى ان الشاعر واثناء دراسته الجامعية كان قد نال الترتيب الأول في الشعر الفصيح ضمن المسابقة الفكرية الأدبية العاشرة لطلبة الجامعات والمعاهد العليا كان ذلك سنة 2001 كما وتحصل على الترتيب الأول في الشعر الفصيح في مسابقة بلال بن رباح عام 2010.
وقد سبق وتناولنا الشاعر مفتاح امعيزيق حين حديثا عن قصيدة اخرى سبق التطرق إليها وقلنا وقتها انه وحين تناوله الحديث عنه سيلزمنا ذلك على الاشارة بأن الشعر فى مجمله لا وكر له او موطن.. وان الشعر يتكلم كل لغات العالم ليمتهن العشق كمتجول ينشد الاصالة ويستعذب لحظات التلقي اوان انتقاء حقول عباد الشمس وهو فى هذا فى لحظة القبول على ثغر الفخامة اعتراف بممالك البلاغة.
والشاعر مفتاح امعيزيق علمنا بدون ان يدري الى الوصول لقاعدة أن المنشد المجيد هو من يشير الينا تحبها الى قواف بطعم سنابل مواسم الحصاد وتقابل مع عذوبة طيف من أمس بنكهة حاضر وسمفونية رهافة احساس مترفع.
وهنا فى قصيدته “يخاطبك الفؤاد بلا لسان” نجد تلك المعرفة بمسافة شاء ان يحتفظ بها وفيها هذا النوع من الحذر الذي يصاحب القصيدة المتمكنة وان كان السؤال فى حضور.
وشاعرنا ايضا هنا ظلت لديه غيمة بعيدة الانحاء كانت تتراوح بينه وبين المخاطب بمسافة زمن او هوة من عمر او خطاب داخلي متعدد تفسيره في نفسه ولطرف مقابل لا ينتظر منه جوابا.
وما من قصيدة مثل هذه الا وقد اشبعت سفرا وغياب وان كان قسريا.. والا وقد صافحت رياح من هوى لازال فى عزفه معلنا وجود لواقع ليس في براءة من حيرة تتلظى فى جنبات الناشد.. وهكذا كانت “يخاطبك الفؤاد بلا لسان”.. قصيده حلت بروح لحياة اشبعت هوى وان ظل فى ركن من التزام بمشيئة شاعر.
ان الشاعر كان المتحاشي لأي صنف من صور الضعف وان على ضجيج القصيدة فجاءت الصورة وقد اكتملت فى هوى يقرا دون مباشرة مع قدر من صيغ لم تبتعد عم ماض معاش…
فليس بعد ذلك بد من القول بأن شاعرنا مفتاح امعيزيق كان ارض لقطرة من سماء ابداع أنبتت قصائد لا تنتهى. يقول فى قصيدته:
بعيدٌ منكِ عمري أم قريـــــبُ
أم الأعمــــــار تطويها القلوب
يُخاطبك الفـــــــؤاد بلا لسان
ويُلجمه عن البوح المشيـــبُ
ولي أسفٌ على مافــــات منّي
وهذا الجسمُ تنحته الخطوبُ
وليس بمدركٍ بـــــدراً بوصلٍ
لنا شمسٌ يودّعها الغــــــروب
إذا ما غبتِ عن عيني زمــــاناً
فوجهكِ عن خيالي لا يغيــب