تمر علينا اليوم الذكرى الـ20 لوفاة الكاتب والأديب كامل حسن المقهور
لا بد لي من القول بادىء ذي بدء، أن فـاصـلا يحجب بي وبين العنوان الذي اخترته لتدخلي في هذا الملتقى. حاجز أولى يتمثل في عنوان التـدخـل.. فقد ورد مفهـوم التدخل في العنوان جمعاً للثقافة.. قـولا بـالثقافات الوطنية والاندماج المغربي وفي نظري أن الثقافة التي يمكن توجيه النظر إليها في إطار اتحاد المغرب العربي.. ثقافة واحدة.
حاجز آخـر يجعلني اتردد أن يكون تدخلي على نطاق ضيق وفي حدود زمن غير كاف للخوض في مثل هذا الموضوع.. وهو حاجز يتطلب التعريف بالمقصود بالثقافة في إطار اتحاد المغرب العربي على نحو ما ارتضاه واضعـو معاهـدة مراكش 1988م، أو على نحو ما نرتضيه عند مناقشة معطيات المغرب العربي على نحو تفصيلي، تاريخي أو معاصر
بعض عناصر أخرى تقف حجر عثرة في سبيل تناول الموضوع على نحو مرض ، إذ إن تناول الأمـر عـلى مستـوى المثقفين الخصـوصيين، مسـتـوى مـا تـعـارف الـنـاس على تسميته نشأت والانتليجينسيا»، تلك الفئة التي نشأت في إطار مرحلة النضال في سبيل الحصول على الهوية الوطنية لكـل قطر من أقطار المغرب العربي، أو تلك التي ناضلت بعد ذلك في سبيل ترسيخ الهوية الوطنية بمعناها الضيق، ثم تطورت في ممارستها إلى خوض غمار مرحلة وحدة المغرب العربي على حياء منها ووفق منهج. بتلك المرحلة.. وهنا لابد من القول بأن هذه المحاولة سوف نجر إلى القول بأن الثقافات الوطنية على هذا المستوى هي خليط من ثقافات متعددة وعالمية، تبعد بها عن أن تكون أصيلة أصالة تامة ، أو مرتبطة أشـد الارتباط بالثقافة الوطنية المغربية على مستـوى خاص والاتحاد.
على أنني سوف اتناول الأمر بتوسيع مجال الثقافة الـوطـنيـة لتكون واخصاب وتنمية إمكانيات الفكر والممارسة البشرية بتنميتها وتهذيبها بالتعليم والتدريب، وفي هذه الحالة يكون البحث عن وحـدة الثقافة في اتحاد المغرب العربي أشمـل يضم العـادات والتقاليد والتراث وممارسة الحرف، وأنماط الحياة الاجتماعية بما في ذلك مجال التقنين والتشريع والتعليم… إلخ.
ولا يمكن لمشـاهـد فـضـلا عن البـاحـث، أن يغـفـل عن الازدواجية الثقافية، في دول العالم الثالث.. كما لا يمكنه أن ينهض في مـواجهـة الانفصـام الثقـافي بين المثقـفـيـن بـمـعنـى والانتيلجيسيا،، وثقافة الجموع الحاشدة التي تشكل أرضية الوطن في المغرب العربي.. إذ إن ذلك إغفال للتاريخ من جهة.. ودعوة ة إلى إيقاف حركة الثقافة العليا لفترة لا يسمح بها القرن الذي نعيشه والقرن الذي يوشك أن نندرج في طياته.
لقد انقضى الزمن الذي يسمح فيه أن تكون المـلامـة دوماً عنصـراً في تناول خصوصياتنا الاجتماعية، بايعازها إلى عصـور الانحطاط أو عصر الاستعمار. تلك حقيقة واضحة لا تحتاج لأن تكـون مبرراً لاستمرار عصر الانحطاط إلى بداية القرن الـواحـد والعشرين أو أن يكون الاستعمار شرطياً يقودنا إلى السير في دربـه دون مخالفة قواعده أو أنماط ثقافته.
إن الملامة يجب أن تـوجه بـالدرجة الأولى إلى ماهية العمل الثقافي بعد انقضاء فترة تقارب نصف قرن من حصـول دول العالم الثالث والمغرب العربي، بل الوطن العربي، على هويته الوطنية. كما أن الملامـة يمكنها أن تواجه المثقفين في علاقتهم بالجمـوع التي تشكـل صلب هذا الوطن.. ملامـة ليست بمعنى النقد، بل هي ملامة للتوجه الذي اتخذته الطبقة المثقفة في مواجهة هذه الازدواجية الحضارية.
لا بد للمشاهد أيضاً أن يقتفي أثر الثقافة الوطنية بعد الحصـول على الهوية الوطنية، فقد كان الاتجاه اعتباطاً إلى اقتفاء أثر الثقافة الأوروبية، وهي في الأساس ثقافة استعمارية، غير ذات علاقة بالمغرب العربي أو الوطن العربي، ثقافة إن اتجهت إلى دراسة العلاقات الاجتماعية أو نشر المعرفة، فإنما يكون القصد منها تقصي ظروف البلدان المستعمرة لأحكام السيطرة عليهـا أو بث جذور معرفية لدى فئة معينة لتواصل السير في الطريق ذاته. وما انفصام اللغة العربية ومتابعة التوجه إلى استخدام اللغات الأجنبية إلا سيراً في ذات الطريق الذي اختارته القوى الدولية منذ القرن التاسع عشر لحصر المعرفة في نطاق واحد أو جعل المنبع لديها.. ولا يمكنني أن أغفـل عن المقارنـة، فقـد كـان على الصين أن تحارب الاستغراب واليابانية، وكان على اليابان، بل كوريا أن تحارب النمطية دون أن تغفل عن المعرفة، وبدا واضحاً أن اندماج كـل منهـا في إطـار عـالميـة المـعـرفـة لم يلحقهـا على المستـوى الحضاري أو الثقافي بلغة ما أو نمط ما من الأنماط التي بدأت منذ القرن التاسع عشر واستمرت في القرن العشرين بل إن بعض أنماط الفكر التي كانت حكراً على العالمية الأوروبية خضعت للمعطيات المحلية في نطاق الثقـافـة والاستعمال. وهـاكم الماركسية.. الماركسية التي بدأت أوروبيـة غـربيـة انتهت إلى الماركسية اللينينية البلشفية ثم إلى ماركسية لينينية ومادية صينية – وهكذا دواليك فمن تحوير وتبديل وفقاً للصين.. ثم عودة ربما تكون قاضية عليها في الغرب.. وربما تزدهر بعد ذلك في آسيا.
وإذن..
فهل يمكن أن يطلق على الثقافة العليا مفهوم ثقافة وطنية؟
وهـل يمكن أن تكون هذه الثقافة ذات الجذور الغـربيـة في مفهومها العام وليس في تفصيلاتها هي «إخصاب وتنميـة للفكر والممارسة البشرية بالتعليم والتدريب،؟ وهـل لا يمكن أن نطلق على هذه الثقافة العليا السائدة في المغرب العربي، بل الوطن العربي، بل العالم الثالث ترديدا لإخصاب وتنمية الفكر الغربي.. عن طريق «التعليم والتدريب،.. وهي تماماً لأن تكون الثقافة التي يجب ان تسود منطقة الوطن العربي البشرية، بأن تكون السند لوحدة ثقافية فيه.
من منطلق آخر…
يمكننا أن نتجه إلى فكر الإنسان وممـارسـاتـه في المغرب العربي.. وخصـوصيـة المغرب العربي ليست مقصـودة، وإنما أملاها العنـوان.. وكان الأجدر أن تكون خـاصـة بفكـر الإنسان وممارساته في الوطن العربي، ويمكن في هذا الصدد استبعـاد العواصم وبعض المدن الكبرى ـ مراكز استقطاب الثقافة العليا التي رأينا بعضاً من جذورها.
وفكـر الإنسان وممارساته في الوطن واحـدة وإن لم تكن متشابهة ـ وفي المواطن التي لم تتداخل مع مفهـوم الثقـافـة في العاصمة والمفروضة بموجب تشريعات وتقنين يستمد جذوره من الخارج.. تتشكل قاعدة ثقافية واحدة وإن لم تكن متشابهة.. نـالـجـذور الاجتماعية التي قد تكـون قبليـة في بعض الأحيان واحـدة.. والحرف والاتجاهات الاقتصـاديـة ومـراسم العلاقات الاجتماعية، والفنون التشكيلية التي قد تكون بدائية لها أصل ونمط واحد، والحكاوى والشعر والنمط الموسيقي قبل أن تفسده الأنماط الغربية ترويجاً له في العواصم يتسم بطابع التجانس، ويطرب في أحيان كثيرة وإن لم يفهم.. وتمتد الرحلة ـ سيراً على الأقدام ، كما فعل الرحالة العرب فيما قبل ـ ليشمـل ليس فقط الواحات وقرى المغرب العربي، بل واحـات المشرق وقـراه.. وهي على هذا المستوى ثقافة وطنية واحدة قصر المثقفون الذين تولوا مقاليـد الأمـور عن الاتجاه إلى تنميتهـا وإخصـابهـا عن طريق التعليم والتدريب..
لحظة تأمل واعتذار عن أن ما سبق ليس إدانة للثقافة العليا.. بقدر ماهو توجيه لمسار الثقافة في المغرب العربي، اعتباراً إلى أن الدول في المجتمع الحديث لا تقوم على فرد أو مجموعة متناثرة بقدر ما تقوم على مؤسسات لا تتخذ من العاصمة مقراً بقدر ما نطاقاً واسعاً لممارسة مهامها. المجتمع تتخذ من
فإذا اتجه المرء ببصره إلى التعليم لبـان له أن التعليم ينحـدر في توجهه من العاصمة ليصل إلى مراحل الانعدام في المحيط الأوسع حتى داخل القطر الواحد، هذا فضلا عن انقطاع الصلة بين المؤسسات التعليمية على مستوى الأقطار الأخرى.
ولو نظر الإنسان إلى التدريب لـرأي أن اتجـاهـه ليس تنمية الفكر الإنساني وقدرات الإنسان وممارساته بقدر ما هو نجـيـد عناصر بشرية لمصانع استوردت جاهزة من الخارج.. ويقتصر التدريب على وسائله الأقـل تنميـة والأبخس معـرفـة.. ولو رأى الإنسان علاقة صنوه بالآلة لـرأى أنها علاقة مـوسومة بالمعـرفـة السطحية لكيفية تشغيلها دون أن ينصرف هم التدريب والتعليم إلى تطوير الآلة أو معرفة جدية بها بحيث يكون أساس المعرفة تتبع التطور الإنساني في الخارج وانتظار تطويره وتنميتـه.. واستيراد وليس تنمية المعرفة، وما الدعوة إلى نقل الثقافة أو التقنية إلا دعـوة إلى التبعيـة.. لغة وفهمـا واستقبـالا.. دون أن تكـون دعـوة للإبداع.. بتطوير المعارف الأولية القائمة أو المساهمة في تطور المعرفة العالمية.
ولم يقتصر الأمر على هذه الآلات الجهنمية الصماء.. بل تعداه إلى محاولة إجهاض تطوير النظم الاجتماعية والفكر، ونظرة إلى تباين قواعد تنظيم الحياة الاجتماعية تدل على أنه على الرغم من وحدة هذه القواعد في هذا الوطن، إلا أن معالجة تطويرهـا إن كانت في حاجة إلى تطوير يتم عن طريق استـدعـاء قـواعـد من مجتمعات أخرى.. تتباين فيما بينهـا وتخلق فجوة في المعاملات الزوجية وعلاقات الأسرة على نحو مغاير لمـا كـان يجمع القواعد من وحدة.. ناهيك عن المعالجة الاقتصادية التي يمكن القول بأنها تختلف في المشارب والأهداف، بل هي في القواعد المبدئية التي وضعتها العواصم تنفيذاً لمفاهيم ثقافية عليا.. فسياسة للتصنيع في بلد يعتمد على الـزراعـة.. تفـد الزراعة ليتم استيراد الغذاء.. وإهدار للمواد الطبيعية لإخصاب التجارة الهامشية.. وترجمة للكتب المراجعية وتحرير للثقافة لأميين أو أنصـاف أميين، في وقت يتم إهمال الحرف الأصلية ونمنكس الـزراعـة.. وتنـوء المدارس عن أن تجمـع بين فصـولهـا آلاف الطلاب، ويبقى الجهل وليس الأمية سائداً على مستوى ثقـافة لا تتجاوز ساعات من الإرسال المرئي، نصفها مخصص لتفاهات من الموسيقى الغربية وبعضها بـرامـج تتعلق بأحكام السيطرة على الفضاء في وقت لم يغادر فيه الإنسـان قـريتـه على ظهـر دابة إلا قليلا.. ولربما سمح الزمن بأعمال. العنف والجنس.. والكيفية المثلى لتناول المخدرات دون ملاحقة من الشرطة.
فهل يمكن على هذا الأساس التحدث عن الثقافات الوطنية واندماجهـا ـ إن الثقافة على المستوى الأعلى متحـدة لانـدراجهـا تحت غطاء العالمية الثقافية، ومعايشتها للمجتمعات التي تربت في أحضانها…. والثقافة الحقيقية الخصبة بقيت على حالها من البدائية دون أن ينالها التطوير والتنمية بالتعليم والتدريب.. بقيت متحدة في هذا الوضع. وقد لا تكون صالحة في مستوى القرن لكي تكون من دعامات اتحاد المغرب العربي. دعامة
ملاحظة متأملة أيضاً ـ أنني أدرك أن أقصر طريق للخطا التعميم أو حتى محاولة التعميم إذ لا يمكن أن يغفـل الإنسان عن مجهودات فردية أو جماعية على نحو محدود قام بها بعض من الذين اتجهوا للثقافة بمعناها الحقيقي، أو تلك الجهود التي قامت بها المجموعات البشرية في محاولة لتطوير معرفتها دون القضاء على جذورها.. إلا أن الحديث على النحو الذي ارتضيته إنما ينصب على المؤسساتية، التي كان لابد من قيامها لإنشاء الدولة الحديثة، والتي تنكبت في رأبي وفي رأي الكثيرين مسارها استسهالاً وادعاء بالسير في منهاج العصر هو
وكما لا يمكن تحقيق أي عمل عن طريق الأمـل أو النقـد أو التشفي فإنه لا يمكن بنـاء الـدولـة الحـديثـة عن طريق الخطاب السياسي وحده، أو الأمنيات أو ترويج المطبوعات والبرامج إن فهم الواقع على حقيقته أمر لابد منه لكي يمكن تطويره وتنميته بـوضـع بـرامـج تعليميـة وتـدريبيـة. لإخصاب فكـر الإنسان وممارساته.
وربما تكون المشاق أكثر لو اتجهت النية ـ وهي متجهـة بفعل معاهدة مراكش – إلى إقامة المغرب العربي طريقاً إلى وحدة الوطن العربي – إلا أن طريق جهنم مملوء بالنوايا الطيبة وإذا كان من الجائز القول ان جماهير الثقـافـة على مستـوى المغرب العربي أو على مستوى الوطن دخلت في خضم واكتسبت ممارسة، وازدواجية لا يمكن تجاوزهـا في فترة قصيرة في الوقت الذي يشغل هذا الوطن نفسـه بـالـلـحـاق بـالـعـالـم ـ ولا أدري أي لـحـاق ـ فإن الأمل في بقاء الجذور الثقـافيـة والروابط النفسية والاجتماعية بين الجموع الغفيرة على نحو يسمح بأن تتجه الجهـود الثقافية إلى اللحاق بالقرن القادم أو إن شئت فقل القرن الحالي الواحد والعشرين. ويكون على الثقافة البعد عن العواصم والمـدن الكبرى دون هجرها.. والاتجاه إلى «فكر الإنسان وممارساته، في كافة أصقاع هذا المشرق والمغرب.. على نحو يكفل للجيـل أن ينمي قدراته وأن يهذب ممارساته بتطوير الفكر الموحـد بما يمكنه من تجميع المعارف اللازمة لتحقيق اندماجية فكرية في كافة فروع المعرفة ـ ويكون ذلك بـالاهتمام بالدواخـل ولا أقـول الأرياف – وانتشار التعليم وتجنيد مثقفي المدن للاتجاه إلى الإنسان وليس إلى المباني والمكاتب.. وفتح المكتبات وتوسيع دائرة الاتصال الثقافي ـ وتوحيد التدريب وتبادل الخبرات.. مستـوى من الجنوب إلى الجنوب مطعماً بالخبرات التي اكتسبها الإنسان في مضامينها الكبرى وعن طريق الاختيار الواعي كسباً لجيل يكون في طليعة من تواجهه تحديات المستقبل كما واجهت الجيل الذي سبقه تحديات الماضي والحاضر.
فإذا أريد لهذا الوطن أن يبقى وطنا.. ليس موغلا في الغرابة على نحو يتجه مثقفـوه ومبـدعـوه إلى خـارجـه.. وإذا كـان لهـذا المغرب أن يتحد وأن يبقى متحدا، فإن جـدواه أصبحت ضرورية. عالم يروج لعالمية الإنسان وعـالميـة الثقـافـة.. عـالم همه اكتساب خبرة العالم الثالث وتاريخه لتوطينهـا شمـالا لكي يبقى الجنوب منبعاً للمواد الأولية مادة صماء أو مادة فكرية.. مرتعاً يختار منه النوابغ والمبدعين يوجههم ذات اليسار وذات اليمين في جهـد لا يلين لإفقار الوطن فكرياً ليبقى ذلك التـابـع.. يقـاد ولا يقـود.. يحيا غيره ويمـوت.. يقدم المواهب للغير ويقبـرهـا في الوطن.
إذا كان لهذا المغرب أن يبقى وأن ينمو فلا بد من ثقافة واحدة وإن لم تكن متشابهة.. أصلها ثابت وفرعها في السماء.. تستمد أصالتها من جمـوعهـا كـاملة غير منقوصة وتفتح المجال للفكـر أن ينمو وللوعي أن يزداد وللإبداع أن يسمو.
إن الثقـافـة ليست من صنـع المثقفين، ودور المثقف يقتصر اصلا على الإبـداع داخل البناء الثقافي العام، ووسط جمهـوره ، ولكم يتعطش جمهور اتحاد المغرب العربي إلى أن تقـوم بـه حـركـة إخصاب وتنمية لإمكاناته وممارساته البشرية بالتهذيب عن طريق التعليم والتدريب.
من هذا المنطلق كانت توصيات اللجنة الفرعية للتربية والثقافة والإعلام الخاصة بإعداد اتحاد المغرب العربي والتي صادقت عليها قمة مراكش معتبرة إياهـا منهجاً للعمل في سبيل إقـامـة الاتحـاد المذكور.
______________________
كامل حسن المقهور (هيمنة القرون الأربعة وأحاديث أخرى) دار الرواد، طرابلس، 1992م. ص: 89-87.