المقالة

ايغف امسقاس …1

رأس السنة الأمازيغية ..  بين الحقيقة التاريخية والاسطورة والابتكار

من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.
من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.

التقاويم بصفة عامة قديمة قدم المجتمعات البشرية بدأت بشكل بدائي بسيط وتطورت الى ان وصلت فيه إلى ما عليها اليوم، وهناك من التقاويم ما اضيف اليه الصبغة الدينية لإعطائها نوع من القداسة كربط التقويم المسيحي بميلاد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، والتقويم الهجري بهجرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم اما التقويم الأمازيغي ليس مرتبطا بأي حدث ديني وهو في الاساس تقويم فلاحي مبني على النظام الشمسي الغرض منه تحديد مواسم الحرث والحصاد ونوعية المنتوج المناسب لكل موسم ووقت زراعته والاهتمام به ،وهو يعد واحدا من أقدم التقاويم التي استعملها الإنسان على مرّ العصور اما عن ربطه بالملك شيشنق يري الاستاذ مادغيس مادي الباحث في التاريخ والثقافة الأمازيغية ان ليلة فرعون ” ائض نفرعون “من التسميات التي  كان يطلقها الامازيغ على اخر يوم في السنة المنصرمة واول يوم في السنة الجديدة  وحسب بعض الاساطير ان راس السنة ” ايغف امسقاس ” مرتبط بملك جبار يسمى برعو اختلفت الروايات عن كينونة ولكن الدراسات اثبتت ان برعو تعني فرعون باللغة المصرية القديمة، وحسب مادغيس ايضاً ان كل التقاويم بدأت بأساطير مؤسسة لها والتقويم الأمازيغي ليس استثناء بل هو جزء من ذلك وارتباطه بالملك سيشنق أو غيره من الملوك ليس هو الأساس  ولكن الاساس هو الاحتفال الذي يعتبر احياء لحدث تاريخي وسياسي وثقافي متأصل ومتجذر ومرتبط بالأرض وقديم قدم الامازيغ انفسهم .

التقويم الأمازيغي والملك سيشنق

جاء ربط التقويم الامازيغي بالملك شيشنق بعد دراسات ومقارنات قام بها عالم الاجتماع المناضل الامازيغي   الجزائري الأصل عمار نقاذي مستندا على بعض الروايات والاساطير التي استنتج منها ان أقرب فرعون يمكن ان يحتفل به الامازيغ هو الملك سيشنق الذي اعتلى عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد فبني التقويم على هذا الأساس وهو من إعطاء هذه المناسبة بعدا تاريخيا واليه يعود فضل اصدار أول تقويم أمازيغي سنة 1980.

 الباحث  الجزائري المهتم بتاريخ شمال افريقيا الأستاذ مصطفي  صامت يتني علي فكرة عالم الاجتماع  عمار نقادي ويري انها  صائبة وذكية فتاريخ شيشنق يقول صامت مدون بما لا يقبل الشك في كتب التاريخ  واسمه وارد في لوحة “حور باسن” المحفوظة في متحف اللوفر والتي أثبتت نسبه الامازيغي ومنقوش ايضاً على جدار معبد الكرنك وجاء ذكره في الكتب السماوية “1 التوراة والانجيل ”  ويري صامت إن أفضل وأسهل طريقة لفهم هذا الحدث من زاوية علمية وتاريخية هو أن ندرك أنه مركب من ثلاثة عناصر وهي عيد وتقليد فلاحي قديم، وميثولوجيا ” أساطير شعبية “وإبداع حديث للحركة الأمازيغية قام به عالم الاجتماع  والمناضل عمار نقادي حيث قام بتركيب العنصر الأول “السنة الفلاحية الامازيغية” بالعنصر الثاني “الأسطورة الشعبية لفرعون الامازيغ “من أجل وضع تقويم أمازيغي جديد للأمة الامازيغية أي أنه قام بالبحث في التاريخ المصري والأمازيغي عما يتفق مع الأسطورة الشعبية التي تقول بحرب الامازيغ مع الفراعنة أو بفوز الأمازيغ على الفراعنة  فصادف تاريخ اعتلاء القائد الأمازيغي شيشنق عرش الفراعنة وتأسيسه للأسرة الثانية والعشرين وهو حدث تاريخي قريب جدا من الأسطورة الشعبية  ويمثل خاتمة المعارك بين الامازيغ والمصريين ونهاية المحاولات الكثيرة لشعوب شمال افريقيا من اجل السيطرة على مصر….. يتبع

تانميرت


ـــــــــــ هوامش ـــــــــــــــــ

[1] – التوارث أخبار الأيام الثاني الإصحاح 12 الفقرات 01-12 على أن الله عاقب وأدب بني إسرائيل بتسليط شيشنق عليهم بعدما عصوه وذكر ايضاً في الانجيل سفر الملوك الأول 14.

مقالات ذات علاقة

حكايات مصرية ليبية

فاطمة غندور

رفع الدعم.. بين الحقيقة والوهم!!

خالد الجربوعي

مَاذا يُريدُ الفَـنّان؟

المشرف العام

اترك تعليق