نظم مركز الدراسات الإيرانية والمكتبة الوطنية بطهران خلال اليومين الماضيين ندوة حول (الدراسات الإيرانية في العالم العربي والإسلامي الماضي والحاضر والمستقبل)، بمشاركة نخبة من الباحثين الاكاديميين من دول العالم الاسلامي حوالي 25 مشاركة لمدة يومين يوم للغة الفارسية والانجليزية ويوم للغة العربية .
وقدمت الدكتورة “مفيدة محمد جبران”، من ليبيا في مشاركة لها عبر تطبيق زووم ورقة بحثية، تحت عنوان (تطور الفكر الشيعي وأثره في تكوين سياسة إيران الحالية ولاية الفقيه نموذجا). ارتكزت فيها من نقطة محورية ارتكزت علي علاقة النظام السياسي الايراني الحالي بالإمامة إمامة ولاية الفقيه من خلال استدعاء الموروث المكتوب فالدستور والنظام السياسي الإيراني قائم من بدايات القرن العشرين علي هذه العلاقة .
وتتمحور الاشكالية على سؤال محوري، وهو: هل ولاية الفقيه أمر عقائدي أم هي نتاج لتطور الفكر السياسي الشيعي الذي قادها لسؤال آخر وهو ما هي الإمامة ؟ ما هي الاسانيد التي استندت عليها المذاهب الاسلامية في حق الامامة ؟ماهي المرجعية العقائدية لنظرية ولاية الفقيه في ايران؟ ما تأثير حكومة ايران في ارساء ولاية الفقيه في دول العالم الاسلامي ؟
واتجهت الدكتورة في إجابتها إلى أن ولاية الفقيه هي نتاج تطور الفكر الشيعي السياسي ، معتمدة على المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي لتحقيق هدفها ، مقسمة بحثها لأربعة محاور رئيسية، اهتمت في الأول بتعريف الشيعة والسنة والإمامة الخلافة ، وتضمن المحور الثاني تبيان الفرق السنية والشيعية نشأتها واراء المؤرخين حولها فيما تناولت في المحور الثالث تطور الفكر الشيعي من نظام من الشوري الي الورثة-عصمة الائمة – الغيبة والرجعة ، وتوقفت في المحور الأخير عند مفهوم ولاية الفقيه وتأثيرها على المنطقة.
الإمامة من جانب آخر، تناولت دكتورة مفيدة جبران الامامة والجدال الذي دار حولها يتضح بوضوح بداية ترسيخ الفكر الشيعي كفكر سياسي منظم التف حول قضيه عقائدية. ومعيار هذا الفكر في اثبات حق الامامة امامة علي رضي الله عنه .وتناولت بإسهاب تباين الآراء بين قدامي ومحدثي المؤرخين حول الامامة.
فتناولت مسألة الإمامة عند فقهاء الشيعة وكذلك فقهاء السنة بالدراسة والتحليل ، فيما جاء ت به مصنفات الإمام الغزالي والماوردي الماثلة بوضوح في كتابه – الأحكام السلطانية – كتعريف الامام وكيفية الاختيار و شروطها الجامعة منها العدل والعلم المؤدي إلى الاجتهاد، وفي التوازن في الأحكام، سلامة الحواس والأعضاء، الرأي المقتضي إلى سياسة وتدبير المصالح.
كذلك تناولت الدكتورة ما تحدث عنه ابن خلدون في كون الإمامة وظيفة دينية اجتماعية سياسية، ويرفض الحاكم القائم على العصبية، ويرفض الحاكم القائم على السياسة وحدها لأن حكمه مجرد من الصبغة الدينية، فشريعة السماء هي النور الذي يسترشد به الحاكم.
وخلصت الي ان ارتباط السياسة بالدين في الامة الاسلامية هو نقطة ارتكاز الفرقة بين المسلمين واختلافهم ، في الظاهر كان اختلاف الفرق اختلاف عقائدي ولكن حقيقة الامر هو اختلاف سياسي من اجل التحكم في زمام الامور من أجل الاستحواذ علي سده الحكم السلطة نظرية الانتظار.
اما امامة ولاية الفقيه مرتبطة بالاعتقاد بظهور المهدي المنتظر ومرتبط ارتباط وثيق بالغيبة والرجعة عند فرق الشيعة الذين يأملون بإمامة العالم الاسلامي) ، واستند فرق الشيعة بصحة عقيدتهم بالغيبة والرجوع لعده استدلالات وضحتها الدكتورة بالتفصيل واجمعت برايها في الرجوع بأن الاعتقاد بالحياة الأزلية فكره منافيه للتدبر العقلي والمنطق لانهم لم تذكر بالنص القرآني ،من وجهة نظرها وفق ما توصلت اليه ان النتيجة الطبيعة لخلق التوزان في الفكري الشيعي السياسي العقائدي لنظرية الرجوع ان يسبقها نظرية الانتظار الاجباري والراجع لأسباب.
وتناولت اراء الفقهاء من الشيعة في نظرية الانتظار الذي كان لها متكلمون يحرمون اقامة الدولة الشيعية الاسلامية في غياب الامام ،وحرموا الاجتهاد والعمل بالقياس واراء الفقهاء الذين نادوا بولاية الفقيه مثل والمحقق الكركي واحمد النراقي، والشيرازي وايه الله الخميني الذي نادي بولاية الفقيه المطلقة وأقر الدستور الايراني ولاية الفقيه المذهب الأنثى عشري مذهباً رسمياً .
وتناولت الدكتورة مفيدة جبران تاثير ولاية الفقيه علي الايرانيين فاعتبروها انتصار الثورة الشعبية بقيادة آية الله الخميني هو الحدث الاكثر اهمية في النصف الثاني من القرن العشرين والحدث الاكبر في تاريخ الشيعة .
بهذا الانتصار صعد نجم الشيعة في ايران ، .فمنذ بداية الثورة تبنت ايران تصدير افكارها وعقيدتها للقوي الاسلامية المعارضة والقوي الشيعية الموجودة في العالم ،ونجحت في تكوين مؤيدين لها وخلقت اعداء ،
أثبتت الدكتورة محمد جبران ان نظرية ولاية الفقيه ظهرت نتيجة لتطور الفكر الشيعي العقائدي السياسي ولضروريات خاصة .وكان لها تأثير علي بعض الدول الاسلامية .