علي المنصوري
تبتسمُ فرِحةً بالعُرس.. لم يخطر ببالها أن هذه الضحكة ستذهب بلا رجعة، مجرد ابتسامة نقية مرّت من هنا.. سيُكتَبُ اسمُها على ورقةٍ فيها خطوطٌ وطلاسمَ تُدفَنُ تحت شاهدِ إحدى القبورِ، أو في فَمِ قِطٍّ يُحاكُ بأبشعِ الطُّرُق..
جاء اليومُ المشهودُ للعدوِّ المُتَربِّصِ لِهذهِ الابتسامة، عندما وقعتِ الضَّحيَّةُ بِالْمِصيَدةِ وَبَدأَ الحالُ يَسُوء.. حُبٌّ لِلْوَحدة، تساقطُ شعرٍ، غثيانٌ، كوابيسٌ مرعبةٌ، كُرهٌ للضَّوءِ، كسلٌ عن أداءِ الصّلاةِ.. ثُمَّ خَبيثٌ فِي الثَّدي..
تغمُرُ السَّعادَةُ قلبَ الْعَدُوِّ بِهذا الْخَبَر.. أصبحَتِ الضَّحِيَّةُ رفيقَة الكوابيسِ والْمناماتِ الْبَشِعَةِ.. قلقةً، لا نومُها يهنأُ ولا أخبارَ سارّةَ تغمُرُها، منذُ آخرِ فَرحةٍ سَبقَتْ مرضَها بأربعة أشهر.. في عُرسِ شَقيقِها وَرَفيقَةِ دربها..
الليلةُ الوحيدةُ الّتي نامتْ فيها مرتاحةً سبقتْ وَفاتَها بِيَوم.. رأتْ مناماً فيه وجهٌ مألوفٌ.. كانَ وجهَ عدُوِّها الْمُترَبِّص..
لم تُخبِرْ أحداً عن زائِرِ منامِها.. أخفتِ اسمهُ لأجلِ الطّفلةِ القادمةِ في الطّريقِ.. خوفاً مِن تشتُّتِ العائلةِ.. تركتِ الأمرَ بينَ يدَي الله.. فَدُفِنَ معها سِرُّ زوجةِ أخيها للأبد..