لندن، 3/ آذار (مارس) 2021: صدر العــدد الفصلي العشرون من مجلة «عــود الـنـد» الثقافية (oudnad.net)، التي يرأس تحريرها د. عدلي الهواري، وبه تكمل المجلة خمسة عشر عاما من النشر الثقافي الرقمي الراقي. وقد احتفت كلمة العدد بهذه المناسبة، وأشير فيها إلى الحرص على تميز المجلة في جودة محتواها، وإلى أن النشر خمسة عشر عاما متتالية حوّل المجلة أيضا إلى أرشيف ثقافي مفتوح يخدم الثقافة بهذه الصفة مثلما خدمها في إصدار أعداد دورية.
تضمن العدد مزيجا من البحوث والمقالات والنصوص الإبداعية وأخبار إصدارات جديدة.
د. محمد الشاوي شارك في العدد بدراسة للوحات الفنانة التشكيلية المغربية الراحلة، زهرة زيراوي، جاء فيها: “أعمال الفنانة زهرة زيراوي جسدت وبحق أنموذجا متفردا للتشكيل المغربي الحداثي في الأسلوب والتعبير الجماليين، ولا سيما أن هذه الأعمال نمت ونضجت داخل أفق إنساني منفتح البُّنى والروافد. إنها بصيغة أخرى أعمال تؤرِّخُ لعلاقة الإنسان بالعالم الذي يحيا داخله ويتفاعل معه”.
وسلّط الباحث فراس حج محمد الضوء على نظرة أبي العبّاس المبرّد في المنهج التأليفيّ والفكر النحويّ في كتابه “الكامل في اللغة والأدب”، وقال في بحثه: “لقد حظي المبرّد بإعجاب الكثيرين؛ فقد كان رجلاً عالماً ثقة، وفير الإنتاج، متعدّد الثقافة، ولم يستطع حاسدوه إلّا أن يمدحوه ويثنوا عليه، فالعلماء يقدّر بعضهم بعضاً، ويعرف كلّ واحد منهم فضل الآخر وإن اختلفوا في مسائل العلم”.
وشارك الكاتب صلاح الشهاوي ببحث عن الموسيقى العربية، فقال: “في العصر الأموي أخذ الغناء العربي والموسيقى في الوضوح والارتقاء. وفي العصر العباسي ازدهرت الموسيقى العربية والغناء بفضل كبار أعلامها: إبراهيم الموصلي، وإسحاق ابنه، وإبراهيم بن المهدي، وزلزل، وعُلية، وبفضل آلاتها الموسيقية الرئيسية: العود، والقانون، والناي”.
أما بحث عبد السلام بحاج فكان عن المعبودات المحلية في المغرب خلال الحقبة الرومانية: “تشير النقائش اللاتينية التي عثر عليها في الجهة الشمالية لبلاد المغرب الحالي إلى مجموعة من الآلهة الوثنية المحلية، التي تعبّد لها الأهالي المحليون خلال الحقبة الرومانية، وقدموا لها إهداءات ابيغرافية باللغة اللاتينية”.
النصوص الإبداعية من تأليف وهيبة قوية وفراس ميهوب ومرام أمان الله وشفاء داود. وأشار العدد إلى مجموعة من الإصدارات الجديدة في دول عربية مختلفة. لوحة غلاف العدد من إبداع الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل كمال بلاطة.
وبمناسبة إكمال خمسة عشر عاما من النشر، أعرب د. الهواري عن اعتزازه ببلوغ هذا المرحلة، وقال: “إن استمرار مبادرة ثقافية فردية خمسة عشر عاما إنجاز مهم، ومن يقيّم مسيرة “عود الند” قد يصعب عليه تصديق أن هذه مبادرة لم تحظ بدعم مؤسساتي من أي جهة، ولم تتلق تمويلا من أحد. وقد جمعت محبي العربية في دول المشرق العربي ومغربه والمهجر، والتقى فيها الكاتبات والكتاب المحترفون والمبتدئون”.