(أحجيات لا تهدر الأبجدية)
قبل أن يفقد وعيه، نصِّيَ المهشّم تميمةٌ ابتلعها الشيطان الأخرس ولاذ بالفرار، في كبدِ الضحى تميل شمس الظهيرة، ميل الخيلاء، بلا هدفٍ ولا استمراء، لا يأتيها سوى مددٍ من السماء، لا يحاديها غير ظِلال الحصى وقشّةٍ ناكرة ساخطة، تتكسّر على استحياء وسط غاباتٍ مبهمة فقدت عقلها من وشوشة الغرباء، تحبس أنفاسها لمزاج الليل وخواء الريح الغامضة، تنثر شحوبها الصموت بلا استثناء، تلوذ بحدسها في متاهة الأحجيات، تبدّدُ أرقها على السراب المائي فتدمغه بلا جريرة سوى أنه العراء الشاسع، يجرُّ أسمال الخيبات بمآلات التأويل العجول والنوايا المتراخية، تنازعها مقامات الافتراء الآبقة، تربتُ على كتفِ الوحشة لتوقظ همهمة الاشتعال في فمِ اللغة الرصينة .