1 – هل لنا أن نرى العيد عيد الأمة؟ يوم يرفرف في سماء بلادنا علم واحد وتكون البلاد جبهة واحدة وكتلة واحدة وصفا واحدا وقطرا واحدا. إن أعياد الأمة بين أيديكم يا ساسة البلاد – شرقا وغربا – فهل تضنون عليها بهذا العيد الكبير؟
2 .. يحتم على الفرد أن يسحق نفسه لسعادة المجموعة وعليه أن يصبر ويجالد وأن يقبل المتاعب في سبيل تحقيق الغاية المثالية وهي وحدة البلاد التي هي دعامة الاستقلال.
3 – إن ساسة الفكر في غرب البلاد وشرقها لا يرون الأمور إلا كما نراها بيد أننا نود لو تزان الكلمات بميزان الضمير إذا لم يكن ثمة من رقيب على مثل هؤلاء المتطرفين.
4 – على أهل طرابلس وأهل برقة أن يعلموا يقينا بأننا حريصون على سعادة الوطن ولو كلف هذا شقاء الأفراد. إن التاريخ لا يرحم ولا يحابي وكأني به ممسك بقلمه الجبار يسجل على صفحاته الأبدية لكل فئة ما عملت أيديهم.
6 – في تاريخ أمتنا صفحات مشينة من التنازع في العهود الغابرة ويا للأسف بين قبائلنا وأفرادنا . أيها الإخوان يجب أن نغمر هذا العهد في ظلمات النسيان.
7 – إن الله قد من علينا ودحر عدونا الألد فما هكذا نقابل المنة بالنكران والمعروف بالجحود.
كانت هذه مقتطقات من رسالة وجهها “عبدالحميد نجل بشير السعداوي”، إلى الشباب عبر صحيفة (طرابلس الغرب)، بمناسبة عيد الفطر الموافق للسادس من أغسطس عام 1948م، بعد نحو عشرة أيام على عودة “بشير السعداوي” إلى ليبيا لأَول مرة منذ ربع قرن، وهي صورة مطابقة لعقيدة أبيه الوطنية طوال عمره.
وتلخص هذه العقيدة عبارة واحدة أفضى بها يوما إلى المناضل أحمد زارم قائلا:
وحدة بدون استقلال خير من استقلال بدون وحدة .