شعر

نَـزِيفُ القَـهْر

أَنَا المَقْتُولُ مُـذْ عِشْرِينَ عَاما

أَسِيرَ البُـؤْسِ مَسْلُوباً مُضَاما

بِلاَ أَمَـلٍ أَسِيـرُ وَنَـزْفُ نَفْسِي

عَلَى جُرْحِي بَدَا يَطْوِي السَّقَامَا

أُقَاسـي فَاقَـةً هَـدَّتْ كَيَـانِي

وَنَحْســاً لاَ يُفَـارِقُنِي لُمَـاما

جُيُـوشُ البُعْـدِ تَجْتَاحُ اقْتِرَابِي

وَهَـوْلُ العُسْـرِ أَلْقَانِي حُطَاما

(أَجَاعُونِي وَأَيُّ فَتَـىً أَجَاعُوا)

وَأَسْقَوْنِـي الرَّدَى سُمّـاً زُؤَاما

وَظَنُّـوا أَنَّ جُوعِي سَوْفَ يُلْقِي

بِسَيْفِي فِي الوَغَى رَغْمِي سَلاَما

فَلَمْ أَزْدَدْ سِوَى عَـزْمٍ وَخَاضَتْ

حُرُوبِي مُهْجَـةٌ تَـرْعَى الذِّمَامَا

خِدَاعـاً قِيـلَ كُـرَّ وَأَنْتَ حُـرٌّ

وَبَعْدَ النَّصْـرِ دَاسُـونِي انْتِقَاما

لَقَدْ نَكَـثَ الأُلَـى قَدْ عَاهَدُونِي

بِبَابِ الغَـدْرِ مُـذْ عِشْرِينَ عَاما

عُقُـودٌ أَرْبَـعٌ مَـرَّتْ وَرُوحِي

بِرَغْمِ المَـوْتِ لَمْ تُلْقِ الحُسَامَا

أَرَى عَرْقُوبَ رَمْزَ الشُّحِّ أَضْحَى

عَلَى الأَنْقَـاضِ لِلْمَـوْتَى إِمَاما

لَقَـدْ صَدَّقْتُـهُ خَبَــلاً بِعَقْلِـي

وَعُـدْتُ بِفَيْـضِ آلاَمِـي مُلاَما

وَلَكِنِّي سَأَبْقَـى رَغْـمَ يَأْسِـي

بِأَسْبَـابِ المُنَـى أُقْصِي الأُوَامَا

أَرَاجِيفُ الدُّجَـى حَتْمـاً سَتَفْنَى

وَيَبْقَى الصُّبْـحُ يَجْتَـاحُ الظَّلاَمَا

بنغازي 6/5/2005

مقالات ذات علاقة

شُرُود

المهدي الحمروني

بائعة السعادة

عائشة المغربي

قصائد .. 2

الجيلاني طريبشان

اترك تعليق