إن المختلفين على الخراب
أجدرُ بالرثاء من المتفقين عليه
ها أنا أصدمُ الليل
أجففُ الجرح بخمرةِ الروح
و اركبُ صهوة الموت الصديق !
من رحم الغناء المذعور
يصرخ الحب في وجه الخراب
و مازال هذا الأخير
يتأنق أمام مرآة القبح
مُخضباً بدمِ القرنفل
حتى الظُلمةُ القارسة !
منذُ زمن الفجيعة الأولى
و الموت صديقاً للحب
هو الوجه الآخر للحرب
و الخراب النبيل ،
حكايةُ ميراثٌ و لهاثٌ
من دمٍ أزرق الوجع
و ما بين ولادة الحب و الموت
مازالنا نبتكر مهارة الإنحناء !
هي حقيقة الدمع المسافر
ما بين منفى و منفى
حين لا مناص من البكاء
على وطنٍ يصهلُ في وجه الريح
و يصرخ هاتفاً للخلاص
لابد من بئرِ يوسف
يا صاحبي
للحب فاكهة الموت
و لا شيء سوى الغناء
يبلل ريق السنابل
عشرٌ سمان
يأكلن عشرٌ عجاف
يعصرن خمراً
و يأكلن شعباً
و يرقصن جمراً
و يلدن الحب
من فمِ الموت !
______________________________
18 / يناير / 2020 م الخُمس / ليبيا