ما باله يمرُّ حزينا، وعاديا كأي يوم من الأيام المكرورة؟ وكأنه يبرئ ذاته من تهمة وصفه بالعيد، ولم يخرج أحدٌ للاحتفال آخذا معه الأعلام والصغار، مبتهجا بذكراه السعيد.
وحدها كانت أكداس القمامة، ومستنقعات الشوارع شاهدة.. أنَّ الذين يحكمون البلد، ليسوا إلا حفنة لصوص؛ يغتنمون الأزمة، ويعتاشون على دبق الشعارات.
كم تبدو هجينة مفردة الاحتفال، بعد الثماني سنوات، التي مضت في الكذب، والخراب، والشقاء. الأطفال بلا مدارس، والناس بلا رواتب، والبلاد بلا دستور، وغد مفتوح على كل الاحتمالات.
ليس حنينا لعهد الأربعين المقيتة، حين نشجب ما فعلته بنا الحكومات المتتابعة، والانتخابات الزائفة؛ التي مازال من انتخبناهم من عام ألفي واثني عشر، باقين في السلطة، ينتقلون من مجلس إلى آخر دون أدنى حياء؛ بل هي الخيبة ولا شيء غيرها تضرب الآمل في مقتل.
لن تجدي كل أحاجيج المنطق مع الرابح من الأزمة، والمعتاش على ضفافها، وحين يكون المال هو المتحدث، من الصعب إقناعه.. أنَّ الواقع غير ما يتوهم، ومعاكس تماما لما يتبجح.
لستُ قادرا على تقمص دور الدِّيك الذي يؤذن وذيله في الخراء..
المنشور السابق
مصطفى الطرابلسي
مصطفى عبدالعزيز الطرابلسي.
من مواليد مدينة درنة، في 16 أغسطس 1979م.
جده الشيخ والعلامة "مصطفى الطرابلسي" الملقب بمكتبة ليبيا.
يكتب المقالة، والشعر الشعبي والمحكي، الفصحى.
ساهم وشارك في العديد من الأنشطة والملتقيات الثقافية بمدينة درنة.
توفى في 12 سبتمبر 2023، نتيجة فيضان سد درنة، على إثر إعصار دانيال الذي ضرب المنطقة.
انتقل إلى جوار ربه في 12 سبتمبر 2023م، نتيجة فيضان وادي درنة، على إثر مرور إعصار دانيال بالمنطقة الشرقية بليبيا.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك