من أعمال التشكيلي الليبي عبدالقادر بدر.
تراث

الأمثال الشعبية والمجتمع

عايدة الكبتي

 
الامثال الشعبية والحكم المتوارثة من أهم عناصر وثقافة وتراث المجتمع فهي المؤشر لقيم المجتمع وعاداته وتقاليده، وهي كنوز معرفيه لخبرات وتراث الأجيال تتوارثه جيلا من بعد جيل.

للأسف الشديد هناك أمثال شعبية محبطة، وهناك أخري تشحذ الهمم وتحث علي العمل الصالح، وهناك نفوس صغيرة وأخري كبيرة وعظيمة فقط في اختيارنا ما يتناسب مع تلك النفوس الكبيرة وأهدافنا في الحياه. وهناك الأمثال المحبطة التي تشجع علي العجز والضعف والاستكانة مثل (اخطي راسي وقص)، (ودك راسك بين الروس وقول ياقطاع الروس)، (ودير روحك مهبول يخافوا منك الناس).

وهناك ما يدعوا الي القوة كـ(حمل الجماعة ريش)، ايضا عدم الصدق بالكلام كـ(كلام الليل مدهون بالزبدة.. يطلع عليه النهار يذوب) و(الضرب للمحاميد والثني لغومه)، و(اللي يبدلك بالفول بدله بقشوره)، (ابنادم يقول قول وربي يفعل فعل)، والتشبيه بـ(ابرد من ثلج الليالي)، و(اللي يحادي يحادي الغرف المطابخ يشوهو)، و(ابكي من يتيم وابخل من عقيم)، و(الدرده وام حنك والعوجة والمكسوره)؛ وهن النساء المجتمعات علي السوء والدردة هي المرأة التي لا تجيد الحديث وأخذ الحيطة والحذر في (القص مره والقياس مرات) وذلك لعدم التسرع في الفعل وكيفيه التعامل مع الناس (كثر من المشي والجي ترخص كل يوم شوي)، وذلك للشخص الذي لا يعرف أصول الزيارة ويكثر من الزيارات فتقل أهميته.
(اللي يديره الأعمى يلقاه في عكوزه)، والمقصود ليس الأعمى بحد ذاته ولكن معناه كما تدين تدان وما تفعله تجده أمامك. وفي الحث علي حب البنات في (اللي ما عنده البنات ما ياكل الفتات)، والفتات أكله شعبيه ليبية تحتاج لعدد من النساء والفتيات لعملها.

أما عن عدم حسن التصرف في المثل (جمل وطاح في باسطي)، والباسطي هو الكيك أو (جيعان وطاح في الدشيشة(، و(ما يعلم بداك كان مولاك والداء هو المرض الذي لا يعلمه الا الله)، و(ما في شجره ماهزهاش الريح)، وعدم الإسراف والتصرف الخطأ في (فساد بطني ولا فساد رزقي) و(آخر الطب الكي)، والتصرف الحسن (كان سكتت تموت حاج)، و(كان البومه فيها خير ما سيبوها الصيادة)، و(إخيه وايدي فيه)، أيضا (ما نبيه وما نصبر عليه).

أما أسوأ الأمثال في رأي هو (اخنب وصدق يا عدو الله)، والظهور بالمظهر الحسن أمام الحساد (اخطم علي عدوك جيعان ولا تخطم عليه عريان)، وذلك حرصآً على كرامتك وكيفية التعامل (حبني كيف خوك وحاسبني كيف عدوك) أيضا (حبال سو طاحوا في بير)، و(احييني اليوم واقتلني غدوه) و(اجبد وما ترد حتي الجبال تنهد).
 
أما الدعوات الحلوة في أمثالنا الشعبية (اجعلك نواره في عيون النغاره) أي الحساد و(اجعل خدامك من حزامك) و(اتغذي بعدوك قبل ما يتعشي بيك).
اما الأمثال المكروهة (اتغرب واكذب) و(اجعلك يا مادي بين هني وغادي) و(اجعل بعدي ما تزرق الشمس) و(اجعلك غابه والناس حطابة).
إلي غير ذلك من الامثال وهذا ما استطعت ان أجمعه من الذاكرة وهناك الكثير من الامثال الجيدة وغير الجيدة، والتي تصلح لكل زمان ومكان. وهناك أنا (كيف الزهر غير البخت ما عندي.. اللي نزرعه تفاح يطلع هندي) لسوء البخت (ساولتكم يا بنات ما تاخذوا البحري.. يشيع القلعات ويخللي الدمع يجري)، وهي من باب النصيحة.
 

مقالات ذات علاقة

المسك في ديوان (هي كل شي) بوهارون

المشرف العام

على شويْ قعدتِ هجّالة

ميلاد عمر المزوغي

على قدسنا كل الهمج ادّاعت

ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليق