>
يا وطني
أحبُّكَ . ..
لكنّي أكره جُلَّ ما فِيكْ .. .
أكرهُ من يرغبُ
في أن يحتَويكْ . ..
من يظنُّ أنّهُ
كلَّ من فِيكْ . ..
أخاف تصديق تلك الأكاذيب
و مشاعر الخوف التي
عبر رياح الصيفِ
و أمطار الشتاءِ
رُغْمَ أنفك تَعْتَرِيكْ . ..
أخافُ الحدِيثَ بِغَيرِ لُغَةِ الصَّخرِ
و الحجر . ..
أخاف نسيان موسيقى المطر . ..
أخاف البحث عن ترجمةٍ
في قاموسٍ لا يعنيكْ
و أنا أقرأ
ما خطّتهُ أياديكْ ! !؟
فيا وطني
كأني بمن يسكنُ فِيكَ
من خَارِجِكَ يُنَادِيكْ ! !!
كأني بكلِّ من لا يَرغَبُكَ
يأتيكْ . ..
يا وطني
أليس فيك من جوعٍ .. .
من جهلٍ . ..
ما يكفيكْ ! !؟
ألست كلمة الله ! !؟
فلِمَ كُلُّ هذه المآذِنِ الخَرساءُ
تَعتَلِيكْ ! !؟
يا وطني
أحِبُّكَ . ..
لكن أين أجِدُكَ ! !؟
و كيف يمكنني النومَ دونما كفنٍ . ..
فِْيكْ ! !؟
كيف أستطيعُ .. .
الفَرَارَ مِنْكَ . ..
إليك ، عبر أراضيكْ ! !؟
كيف أتنفّس
عبر رئتيكَ ، كي أُحْيِيِكْ ! !؟
كيف أسير
بخطواتك ..
كي أصل حيث ألتقيكْ ! !؟
يا وطني
أحِبُّكَ . .
و أدعوا الله رب العالمين
أن يهدينا . .
و أن يَهْدِيكْ . ..