تابعنا بشغف الاعمال الدرامية في شهر رمضان المبارك، وكان من بين المسلسلات العمل الدرامي الليبي (روبيك) الذي تم عرضه في قناة ليبيا لكل الاحرار… وهو من تأليف الكاتب سراج هويدي واخراج المبدع اسامة رزق. المسلسل من خمسة عشر حلقة تتبعنا احداثه المتماسكة ومشاهده المترابطة المقتعة وجدناها غاية في التجانس الابداعي، عمل درامي يجمع روعة في التأليف والتمثيل والاخراج استخدما في تصويره تقنيات غاية في الاتقان بعدسات سينمائية ومؤثرات بصرية وصوتية ومكساج وموسيقي وجرافيكس عالية الحرفية.
محور القصة تدور حول معاناة الشاب (مروان) وتحوله الي سارق وقاتل من اجل الحصول علي المال وهروبا من الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه وتحقيق حلم الزواج من فتاة احلامه (اميرة). المسلسل احداثه تسلط الضوء علي معاناة الشباب وجرائم امن الدولة والابتزاز والتهريب والهجرة غير شرعية والارهاب وتجارة السلاح والسيارات المسروقة وتجارة الحبوب المخدرة (الترامدول)وتجارة العملة والخيانة والتشكيلات العصابية المسلحة التي تحميها بعض الشخصيات الامنية التابعة للدولة.
لفتني تحديدا صورة المرأة في هذا العمل والتي سوف اعرج قليلا علي الشخصيات النسائية فيه ابتداء بالشخصية الرئيسية في المسلسل الممثلة منيرة بالروين في دور (اميرة) فتاة تدرس في المرحلة الثانوية تعيش مع والدتها ووالدها متوفي اثر ادمانه للمخدرات فتاة سيئة الطباع متطلبة، طماعة وجشعة وسطحية تتحدث باستمرار علي الهاتف تعامل والدتها معاملة سيئة تقلدها بطريقة مستفزة تشترط علي البطل الذي يتقدم لخطبتها طلبات تعجزية تفوق قدراته كمثل ان يترك عمله في ورشة تصليح السيارات وان يدعوها الي مطعم سمك فخم كل اسبوع نراها في مشهد وهي تأكل السمك بطريقة غير لائقة بفتاة في مكان عام من المفترض انها رقيقة ومثقفة اضافة الي اننا احيانا نراها مرتدية الحجاب واحيانا لا وهذا يضيف الي التناقض الغريب في تصرفاتها، متعالية وتنظر الي البطل (مروان) بفوقية وكلامها معه يشعرك بعدم تقديرها واحترامها لشخصه تحدثه بصيغة الامر وبصوت حاد، تحب المظاهر وعدا عن هذا كله هي فتاة خائنة لعوب تخون زوجها في بيت الزوجية مع احد افراد العصابة ولم تنل عقاب الخطيئة التي ارتكبتها في نهاية المسلسل.
الشخصية الثانية في المسلسل ام (اميرة) تقوم بالدور الممثلة لبني عبد الحميد، امرأة جشعة عصبية الطباع لاتظهر عليها عاطفة الامومة بأي شكل من الاشكال تريد اجبار ابنتها (اميرة) علي الزواج من رجل مقتدر ماديا وليس مهما لديها عمره او حالته الاجتماعية كل ما يهمها المال للهروب من حالة الفقر والحاجة التي تعاني منها، لاتطمح في ان تكمل ابنتها تعليمها او ان تتحصل علي الشهادة الثانوية او الجامعية تريد تزويجها حتي ولو غصبا. الام دائمة الصراخ بصوت عالي علي اميرة ولانراها الاوهي جالسة تشرب الشاي او تشاهد الاذاعة المرئية او تتحدث علي الهاتف، في احد المشاهد عند قدوم زوج عمة مروان لخطبة اميرة لنفسه في الرؤية الشرعية طلبت ام اميرة من ابنتها ارتداء الفستان الاحمر القصير وان تضع الزينة علي وجهها بالرغم من اننا نراها تضع الحجاب في اغلب المشاهد فردت عليها اميرة باللهجة الليبية (ابديتي تفقهي في الدين) بطرقة استهزاء وتقول اميرة لامها (شعري مجعد علي خاطر جيناتك الوراثية) وفي مشهد اخر رأت ام اميرة ابنتها مهتمة بالدراسة لمحت الي ان هذا الجيل كله ينجح بالغش اشارة الي عدم اهمية التعليم وان الجيل بالكامل فاشل ولغرض احباطها وتقليل من مجهودها والتشكيك في طموحها، مثلت دور الام السيئة بجميع المقاييس ولو وجد من مثيلاتها في الواقع كثر لضاع الجيل بأكمله.
الشخصية الثالثة العمة نورية عمة مروان قامت بالدور الممثلة جميلة المبروك سيدة طيبة القلب هادئة الطباع قامت بتربية مروان منذ صغره بعد وفاة والدته ووالده في حادث طائرة، تعمل في صناعة الحلويات في المنزل علي حسب الطلب، متزوجة من تاجر مخدرات يقلل من قيمتها ويناديها بالتافهة والبهيمة وهي بالتالي ترد علي كلامه بقلة احترام وتقدير، عندما علمت برغبة زوجها في الزواج بالفتاة (اميرة) التي تصغر ابنتهما وفاء بعشر سنوات قالت له باللهجة الليبية (تتزوج بنت صغيرة وتلوحني زي الكلبة ) اكرمكم الله في هذا التشبيه اذلال وتحقير لانسانيتها شخصية ضعيفة قليلة الحيلة عندما تم القبض علي زوجها بتهمة تجارة المخدرات تولول وتبكي خوفا من الفضيحة في الحي.
الشخصية الرابعة وفاء بنت عمة مروان التي قامت بالدور الممثلة سلمي زروق فتاة في الثامنة والعشرين من العمر ترغب في الزواج من ابن عمتها مروان لاحظنا بشكل واضح وبشكل متكرر في اغلب المشاهد انها تقوم بالتنظيف في البيت واعداد وجبة الافطار والغذاء والعشاء لمروان من اجل ان يلتفت اليها ويعلم حقيقة مشاعرها وهو شغلها الشاغل ولكن بدون جدوي. رأيناهافي مشاهد هي وامها تصنع الحلويات وهي جالسة متأملة بدون مشاركة، وقفت في صف والدها عندما رغب في الزواج من اميرة حتي تمنع زواج اميرة من مروان بيما يمكن فهمه ان ما يهمها مصلحتها اولا وضربت مشاعر امها عرض الحائط.
الشخصيات النسائية الثانوية في المسلسل:
– شخصية فاطمة زميلة اميرة في المدرسة الثانوية واخت صقر احد افراد العصابة فتاة ضعيفة اخوها صقر يعاملها بأستحقار واذلال متعالية وسطحية تنظر لمهنة تصليح السيارات التي يعمل بها مروان بفوقية.
– شخصية سارة زميلة وخطيبة ايمن اخ الشامخ في المسلسل فتاة تدرس في كلية الطب فسخت الخطوبة بسبب اتهامها له بأنه رجل ضعيف الشخصية لم يدافع عن نفسه عندما زميله في الكلية اعتدي عليه بالضرب ولم تتفهم انه شخصية مسالمة غير عدوانية، انهت علاقتها به لانه لا يحمي نفسه فكيف سوف يحميها وعادت ارتبطت به عندما ترأس العصابة بدل اخوه الشامخ الذي تعرض الي هجوم مسلح وعلي اثره اصيب بالاعاقة حقيقة ردت فعلها يحال خطيبها غير مقنعة وغير منطيقية ودلت علي انها سطحية ومظهرية بالرغم من انها ذات مستوي علمي جيد.
– شخصية ام مروان الشخصية الغائبة الحاضرة وجسدت شخصيتها الممثلة نجلاء بن عبد الله تظهر علي انها سيدة متأمرة عميلة ارهابية في الحلقات الاولي مجهولة الملامح تعمل كاقنصل غابت لسنوات بعد ان اوهمت الجميع بأنها لاقت حذفها هي وزوجها في حادث طائرة، ام وصولية تخلت عن امومتها مجرمة في حق عائلتها ووطنهاوكانت مثل سئ عن الام الليبية.
– شخصية ام الشامخ رئيس العصابة سيدة مقعدة تعجز عن الكلام والحركة جراء اطلاق ناري من مجرمين ارادوا الانتقام من الشامخ فذهبت هي ضحية جرائم ابنها.
– شخصية بائعة مخدرات ظهرت علينا في مشهد واحد عند القبض علي مجموعة من تاجر مخدرات هي من ضمنهم في مركز الشرطة عند توقيفهم صدرت منها حركة بالصوت بفمها غير لائقة امام ضابط التحقيق فعنفها الاخير بصفعة علي وجهها.
كما نعلم جميعا ان هدف الدراما مواجهة مشاكل المجتمع ومحاولة لتسليط الضوء عليها لمعالجتها.المسلسل حقيقة تطرق لقضايا مختلفة وجوهرية في المجتمع الليبي لا تكفي لطرحها خمسة عشر حلقة برغم من الاعذار المكتوبة من القائمين علي العمل في بداية المسلسل علي كونه لا يمثل الواقع.
عند الوقوف علي الصورة الذهنية لشخصيات النسائية من حيث الايجابية والسلبية والاعتدال وجدت انها انحصرت في روبيك علي الصور السلبية للمرأة الليبية ظهرت لنا واضحة وجلية صور المرأة الجشعة السطحية العنيفة المتأمرة الخائنة الجاهلة لا وجود لدور المرأة الصالحة العاملة المنتجة المخلصة المتعلمة لم نري صورة المرأة الخيرة المشرفة صورة لامي وام الكثيرين واختي واخواتكم.
لو قارنا صورة المرأة في مسلسل روبيك كنموذج للدراما الليبية بصورتها بالمسلسلات العربيةالسورية في المجمل التي تعالج موضوعات مختلفة تقدم المرأة السورية تقديما جيدا، ومناسبا للواقع فهي تهتم بالمرأة المتعلمة وربة المنزل والسيدة المتزوجة المكافحة و تتشابه في قلة الادوار القيادية للمرأة.
من هنا لا بد من ضرورة التنبيه الي عدم الوقوع في الصورة الذهنية السلبية دائما للمرأة والاهم هو استحضار صورة ذهنية متنوعة ايجابية وسلبية علي حد سواء بما يعكس الواقع في المجتمع الليبي حتي لايؤثر سلبا علي الرؤية العامة للمجتمع وتحصر صورة المرأة في قالب واحد ويعمم ان كل النساء الليبيات سلبيات وسيئات الطباع.
ومن الاهمية ان توضح الدراما العوامل التي تؤدي الي بناء الصورة النمطية السلبية للمرأة من خلال عرض الظروف والتطورات التي تؤدي الي ذلك. واهمية انتصار القيم الاجتماعية والثقافية والايجابية لاهمية ذلك في التربية الاعلامية والتنشئة الاجتماعية التي تقوم بها وسائل الاعلام للمجتمع.
نأمل من الكتاب والمؤلفين في الدراما انصاف المرأة الليبية وضرورة اخذ المعالجات الدرامية والاخذ بعين الاعتبار تطور مكانة المرأة وتنوعها في المجتمع وعدم اغفاله لدورها خصوصا في مجالات التعليم وتربية النشئ الصالح والقوة العاملة والعمل العام.
________________
نشر بموقع ليبيا المستقبل
31 تعليقات
الفنان القدير واصف الخويلدي في حبه للأميرة له رمزية درامية كان تلك المرأة وطنا عشقه مثقفا عضويا او بيروقراطية ذات خبرة تراكمية عمرها ستمائة سنة أفلت منذ عشرين سنة وابى هذا المثقف العضوي بالاعتراف بأفولها لتنصره وحينما انتقم من الكومبرادور سبب أفولها لم ينتقم من تلك البيروقراطية وهو يبكي ويقول مثل طول ما هالسراج في زيت خلي ضاوي
نشكر مرورك الكريم
ارى بشخصية الفنان واصف لخويلدي في حبه لاميرة كأنها صورة فنية رمزية تلك المرأة لوطن احبه وعشقه ذلك المثقف العضوي او بيروقراطية تراكمية الخبرة عمرها ستمائة سنة انهارت منذ عشرين سنة ولم يعترف هذا المثقف بانهيارها حتى اللحظة الاخيرة وحينما انتقم من الكومبرادور لم ينتقم من تلك البيروقراطية وتركها وهو يبكي املا بعودتها قوية كما كان يتصور مرددا مثلا شعبيا وهو يبكي حينما رفض قتلها طول ما هالسراج في زيت خلي ضاوي
توجد اعمال درامية قد تكون مبدعة ولكنها تقلب الحقائق بامزجة المخرج كالفيلم المشهور موت صداقة للمخرج الانجليزي في عام ١٩٨٧ فهذا الفيلم يتهجم على وطن باكمله وينتقص من قيمته الخلاقة ويتعامل معه كانه كولومبيا او كانه كيان مصطنع وهو ليس كذلك فهو يظن بوطن الانباط العريق غير الحق ظن الجاهلية
المخرج الانجليزي دافع عن من تهجموا وحاولوا تحطيم الدولة في بلد الانباط العريق وتعاملوا معه كأنه بدون عزوة وبدون تاريخ او كيان مصطنع ووصف من هاجموه بالابطال ونسي الحكمة المشهورة انه لافرق بين الخيانة والخطأ لان النتيجة واحدة وتلك الحكمة العظيمة هي لب الفكر العلمي الجدلي
نشكر مرورك الكريم
ملاحظة المخرج الانجليزي وولن دافع في فيلمه موت صداقة عن مليشيات خارجة عن القانون لأنقل سوءا عن شخصية الشامخ وصقر في مسلسل روبيك
المخرج وولن صور الاْردن الغالي بلد حضارة الانباط العريق كأنه كولومبيا ودافع عن المليشيات التي هاجمته كانهم ثوار فأرك اليسارية وتكلم عن مخلوق فضائي هبط اثناء المعارك على شكل امرأة لمساندة المليشيات وفي النهاية هزموا ورحلت المخلوقة الفضائية وهذا يؤكد مقولة مشهورة ان الاْردن جبار وقوي باْذن الله وكذلك مقولة مشهورة ان الاْردن ولد بالنار لا ولن يحترق
مسلسل ام الكروم الاردني لم يكن ظالما ومجحفا في حق الاْردن الغالي كما كان فيلم موت صداقة الانجليزي الذي مدح المليشيات وهاجم الوطن الاْردن ولكن مافشلوا به المليشيات والمخلوقات الفضائية صداقة في الفيلم نجح به السمسار الكومبرادوري صبري للفنان القدير ابو الخير في استهداف الديموغرافية السياسية والسكانية والمعمارية لقرية التلاع في شفا بدران الملقبة بام الكروم وكان جهل عقلة وعواد وجبر حصان طروادة لتحقيق مآربه
كم اعجبني الفيلم الروسي شوغالي الذي مدح الشعب الليبي وانصفه بطيبة قلبه وبساطته الفطرية وهاجم المليشيات المتاجرة بالدِّين البرجوازية الكومبرادورية التي تستهدف هوية هذا الشعب الوطنية بينما كان الفيلم الانجليزي موت صداقة يتهجم على بلدي الاْردن الغالي ويمدح مليشيات تدعي العروبة وتحرير فلسطين كغطاء لطمس هوية الاْردن الغالي الوطنية وان تعيث فسادا به فالمفروض انه لافرق بين تجار الدين وتجار يدعون السعي للعروبة وتحرير فلسطين كغطاء لطمس هوية الاْردن الغالي وجعله مرتعا للمليشيات
نشكر مرورك واهتمانك
مثلما يوجد نماذج مشوهة إسائت لديننا الحنيف وهو منهم برآء يوجد نماذج إسائت للفكر العلمي الجدلي وهو منهم برآء بينما يوجد نماذج ابدعت في إنجازات فكرية تنبع من المنهج العلمي الجدلي الخلاق كالشهيد ناهض حتر عاشق الهوية الوطنية الاردنية وغير آبه بنماذج إسائت للفكر العلمي الجدلي كالمدعو هشام البستاني الذي اتهم الشهيد ناهض حتر بالاقليمية الضيقة زورا وبهتانا فرد عليه الشهيد ناهض حتر في مقالة له وقال هل أستأذنكم بالدفاع عن بلدي فشتان بين البستاني احد أيتام الجبهة الشعبية وبين الشهيد ناهض حتر رحمه الله
مسلسل ام الكروم وبقايا رماد والعسل المر والموج الازرق هم الفن والدراما الخلاق الذي تمثل رائعة الجمال والابداع والعاطفة والرمزية بعيدا عن سلبيتين تسحيج يدمر الوطن والمجتمع والنظام بالتثبيت وتزيين الأخطاء كالطبيب الغشاش الذي لايصارح مريضه وبين سلبية اخرى فن انقلابي مغامر غوغائي جامد فنيا يقتل الإبداع والشخصية المركبة كفيلم موت صداقة المعادي لمجتمعنا ونظامنا ولكن مسلسل ام الكروم والموج الازرق وبقايا رماد والعسل المر لم يكن تسحيجيا ولم يكن انقلابيا مغامرا مؤدلجا جامدا كموت صداقة بل كان نبراسا لإبداع الدراما الاردنية العظيمة التي كانت تتفوق على الدراما السورية في فترة التسعينات والثمانينات والسبعينات وكانت ندا للدراما المصرية في العالم العربي
الشخصية المركبة شئ مبدع للغاية في الفن الدرامي ومسلسل العسل المر رسم شخصية يوسف العائد من غربته بامريكا الى ارض الوطن الاْردن الغالي بشكل إبداعي كبير جدا بان اخفى جوانب مظلمة ومضيئة في شخصيته في ان واحد مسلسل العسل المر شبيه نوعا ما بمسلسل دراجنوف الليبي ولكن شخصية الضابط علي الكاسح كانت نية للغاية ولم تكن كشخصية يوسف المركبة الغامضة
الاْردن ولد بالنار لا ولن يحترق من أقوال الشهيد وصفي التل
شاهدت فيلم الحب المقدس الليبي الذي يتحدث عن حب الله للعبد بالابتلاء وكيف كان بلال لديه المواجهة والاعتراف بالواقع وحسن النية امام مرض القلب الذي اصابه وهو طفل عمره أربعة عشر عاما وصار وضعه مية مية هذا الفيلم ذكرني بمداعبة ووضع عزيمة قوية في قلب ولده للشهيد ناهض حتر وهو يعمل عملية في أمعائه ويدعى ابنه الصغير معتصم فقال له تايكي تحرسك ومعبودة فيلادلفيا وحارسة عمان تحرسك يا ولدي معتصم تماما كوالد بلال ولكن الشهيد ناهض حتر قالها بطريقة مجازية فنية وخاطب آلهة الاْردن القديمة بأسلوب فكاهي يخفف عن ولده شعور الرهبة من العملية
نفس موقف الشهيد ناهض حتر مع ابنه معتصم وهو في طريقه الى العملية كان نفس الموقف في كتابه الملك حسين رحمه الله بقلم يساري اردني حينما تحدث عن وفاة الملك حسين رحمه الله في السابع من شباط عام تسعة وتسعين وكان وقتها الشهيد ناهض حتر في لبنان مغتربا هناك وكان يقول وهو حزين يا ايتها الآلهة الطيبة تايكي يا حارسة عمان ومعبودة زيوس وفيلادلفيا احفظي اردننا الغالي من كل شر ويرد عليه الصدى من البحر البقاء للاردن تماما كالمثل الشعبي رافق السبع لو بوكل عشاك
وصف الشهيد ناهض حتر وطننا الاْردن الغالي في كتابه المعزّب رباح بانه وطن نصف بدوي عشائري ونصف فلاحي ريفي بنكهة مدنية اي ليس مجتمعا ريفيا فلاحيا بحتا كفلسطين وليس عشائريا بدويا بحتا كليبيا وهو مشحون بنكهة مدنية منذ حضارة الانباط الى مدنية ورقي العاصمة عمان
نفس الايادي الآثمة التي اغتالت الشهيد ناهض حتر في يوم السادس والعشرين من أيلول عام ٢٠١٦ هي نفس الايادي الآثمة التي اغتالت الشهيد وصفي التل عام ١٩٧١ في الثامن والعشرين من نوفمبر وهي نفس الايادي الآثمة التي اغتالت شهداء الواجب الدبلوماسي الاردني وقواتنا المسلحة وهم الشهيد عزمي المفتي وجمال بلقز وتيسير طوقان ومحمد خورما وعاصم قطيشات ونائب المعايطة والداغستاني وعلي القضاة وراشد الزيود وزياد الساطي وزين الخوالدة وشهداء المخابرات العامة في البقعة عام ٢٠١٦ وهزاع المجالي واللواء الحنيني في مادبا الذي استشهد في ظروف غامضة
الشهيد ناهض حتر هو من أعطى للفكر العلمي الجدلي في اردننا الغالي بعدا محليا وطنيا تراثيا اقرب الى فكر غرامشي وعبقرية المكان والزمان وهو مهدي عامل اردننا الغالي فهو من رد على مدعي الفكر العلمي الجدلي زورا وبهتانا وهو منهم برآء في مقالة له يدافع بها عن الشهيد وصفي التل ويقول لهم وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم ردا على مدعي الفكر العلمي الجدلي وهو منهم برآء امثال فؤاد النمري ومطلب العلمي أيتام ستالين وهشام البستاني احد أيتام حبش والجبهة الشعبية فهؤلاء بريئة منهم الماركسية براءة الذئب من دم يوسف لتهجمهم على الشهيد وصفي التل كما ديننا الحنيف برئ براءة الذئب من دم يوسف من تجار الدين ومن الخوارج فصدقت الآية القرانية تشابهت قلوبهم
الفيلم الاردني صفقة خاطئة قريبا نوعا ما من مسلسل روبيك وشخصية فؤاد قريبة من شخصية مروان في مسلسل روبيك لكن فؤاد في فيلم صفقة خاطئة كان الماضي كتابا مقدسا بالنسبة له وكان اكثر حنكة من مروان المسكين وفي نهاية الفيلم قبل هجرته لاستراليا ذهب الى قبر العم فرج المصري الوافد الى اردننا الغالي والذي ربى فؤاد وصديقه شوكت بعد هروبهم من دار الأيتام وكان أباً روحيا لهم رباهم على القناعة رغم انه لم يكن ابوهم ولا ابن وطنهم وقالوا له اكثر شئ يقتل معنوياتنا هو ان تغضب منا ياعم فرج
مروان لم ينسى أميرة رغم انه وجدها في حاضره اما فؤاد فَنَسِي ليلى رغم انها جزءا من الماضي المقدس وذاكرته الجماعية التي هي ككتاب مقدس بالنسبة له ولكنه نسيها بعدان قال له شوكت وهو حزين شومالك يا زلمة شو قاعدين في بيت عزا وحد الله مالك صافن
الفيلم الاردني الصفقة الخاطئة يشبه الى حد بعيد المسلسل الليبي روبيك وشخصية فؤاد في الفيلم تشبه مروان الى حد ما
فاضل المسعودي عند ليبيا الغالية وغسان كنفاني عند فلسطين غرب السكة واينشتاين عند اتباع الديانة اليهودية ومهدي عامل عند لبنان هم نماذج طيبة قريبة من فكر الشهيدين وصفي التل وتلميذه الشهيد ناهض حتر
مسلسل ام الكروم وبقايا رماد والعسل المر اقرب الى دراجنوف الليبي ومسلسل روبيك الليبي اقرب الى فيلم الصفقة الخاطئة الاردني
الفنانة الليبية سلمى زروق وجه ملائكي لو نظر اليه الشهيد إينشتين في اخر أيامه في غربته في أمريكا لما شعر بالغربة اه ما اروع هذا الوجه الملائكي الذي يجعل نار الغربة بردا وسلاما على إينشتين
الشخصية المركبة ليوسف في مسلسل العسل المر الاردني مطلوبة في الدراما فشخصية علي الكاسح رغم هدوئها لم تكن شخصية مركبة كيوسف فأنا أتمنى سيناريو مسلسل العسل المر الاردني ان أراه شامخا في تغيير الواقع وعودة الزمن الجميل في شخصية غموض يوسف وكبح جماح تمييع الهوية الوطنية وعدم دسترة فك الارتباط وعدم حماية الاراضي الحرجية والتجنيس وخطر الوطن البديل فشخصية يوسف قادمة لامحالة
نم قرير العين يا ناهض حتر بعد محاكمة شخصية صبري البهلوان فصبري الممثل بالبهلوان يحاكم الان
مسلسل ام الكروم يشبه في طياته قصة ذَا استرينجر ان ذَا وودند لنورمان الكاتب الانجليزي الذي يتكلم عن ساحر اسمه ديف سليتين حاول ان يسيطر على قرية وودند في الريف الانجليزي ولكنه كان كيده ضعيفا هو وشيطانه ولكن الفرق بين وودند وأم الكروم ان وودند لاتمثل الا نفسها اما ام الكروم فتمثل كل قرى اردننا الغالي وصبري شيطان انسي اخطر من ديف سليتين الجني فالبهلوان هو صبري المتمثل بباسم عِوَض الله عراب مشروع الوطن البديل الكومبرادوري
اخي المحرر يوجد تعليق لي قادم ارجو منك نشره وشكرا
اخي المحرر ارجو من عطوفتكم مشاهدة شخصية صبري في مسلسل ام الكروم على اليوتيوب وشخصية ديف سليتين الساحر في قصة the stranger in the woddend فسترى التشابه بينه وبين صبري والتشابه بين وودند وأم الكروم ولَك احترامي