تعال ..
يا شمس أيامي
الغاربة ..
وألفح وجهي بنورك ..
تعال وقبلنيّ ..
كشمس تُقبل وجه
ماء البحر ..
بدد ظلمتي بعيداً ..
بعثر حقائب غربتي
المرتبة فوق ظهري .
ودعنيّ أنتمي
لفمك !
تعال ..
أُريد أن أشعر
بقبلتك في أعماقي ,
وبذاك الدوّار الطفيف
برأسي ,
وبالرعشة تتسلل
من أطراف جسدي ..
تعال ودع قُبلتك
تنمو نخلة في أحشائي ..
ولتتساقط ثمارها
رطباً جنياً ,
كلما سقطت سهواً
في وسط الكلام
حروف أسمك الست ..
تعال يا فارسي
وأغمد سيفك في قلب
هذا البعد ..
أزح هذا الجبل الواقف
بيننا بيدك ,
حرر أصابعي ,
وهذه القصائد الغارقة
في الملح والمجاز
معاً ..
أمنحني جناحا فراشة
أو باعوضة ..
لأحط فوق أسمك
المضيء ,
وسط الكلام العابر ..
ولا أحترق !
تعال يا ملهمي ..
ذوّب هذا الجليد
الذي يوقف مسار الدم
في عروقي ..
بجمرة قُبلتك ..
الأمطار تنهمر في بعدك
حمراء من عينيّ ..
والنجم يهوي بلا أُمنيات
مسبقة ..
وينطفئ في قلب
النهر الأسود ..
قبلني ..
لتنمو السنابل ,
فوق شفاهي اليابسة
ولتبني العصافير العائدة
من وراء البحر
أعشاشها مجدداً
في فمي !
ولتنعم دائماً ,
بالشبع والدفء .
هبنيّ قبلتك ,
على الريق ..
ليذوب لساني كجبل
من ثلج ..
وينجرف مع لعابك ..
ليخرس ضجيج
الصمت فوقه
إلي الأبد ..
قبلني ..
ودع قبلتك المجنونة
تقفز ,
كطفلة في صدري ..
الآن ..
أمنحني سبباً واحداً
للبقاء !