بعد ان تم اختيار الشاعرة عزة رجب من قبل مؤسسة الشعر العربي والنبطي والشعبي كسفيرة فخرية لها في ليبيا لتمثيلها في نقل حراك الشعر والأدب الليبي ورموزه إلى العربية، العالمية، بواسطة قنوات (شاعر المليون) ومجلة (عاشقة الصحراء) وغيرها من مهرجانات ومؤسسات تابعة لها، مجلة (عاشقة الصحراء) تجري مقال مطول مع الشاعرة ننقله اليكم هنا.
الشاعرة الليبية عزة رجب: “بلادي تحتاج لوقفة جادة وحقيقية، وعلى العالم أن يضع يده في يد ليبيا”
حاورها لـ (عاشقة الصحراء) موسى الشيخاني
في حوار صريح مع شاعرتنا الليبية الشامخة بشموخ اهل ليبيا وشعبها، وتعلن من خلال الحوار ان “مهرجانات بنغازي خاصة باعتبارها موطن إقامتي، نحن الآن نتابع بشغف مهرجان (هنا بنغازي)، وهو مهرجان يستمر لمدة 10 أيام، يحمل التنوع، ويشتمل على معارض للفن التشكيلي، معارض للفنون المسرحية، معارض للزي الشعبي، ومهرجان للشعر الفصيح، قصيدة النثر، والشعر النبطي والذي نسميه في بلادنا الشعر الشعبي وكذلك الشعر الغنائي وفي ليبيا ثلة كبيرة من الشعراء سأقوم بإرسال سيرهم الذاتية والتعريف بهم تباعاً”. وكان هذا الحوار الذي يتزامن نشره مع تسميتها سفيرة سفيرة جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والشعبي في ليبيا.
تقول عن تسميتها سفيرة “التسمية شرف لي، وجماعة عرار جماعة عربية شاعرة بهموم الوطن، وتحاول توحيد الكلمة والرسالة الثقافية، وحقيقة يبدو وجودها داعياً في هذا الوقت بالذات، في ظل المحق الظاهر والبادي للعيان للحضارة العربية، وفي ظل محاولات الرهاب القضاء على الموروث الحضاري والتراثي العربي، يظل دور جماعة عرار ضرورة أخلاقية وقيمة إنسانية، ورسالة عربية للعالم بأن الشعر وحركة الأدب تشهد تغييرا وتقدماً ملحوظاً في أجناس الأدب خاصة الرواية والشعر اللذين قطعا شوطاً كبيرا بعد ثورات الربيع.”. وتضيف في حوارها: “أعلم أن دور الجماعة هو ربط الشعراء بحركة الأدب العربي، والعالمي، و لهذا يجب التركيز على هذه الزاوية من التحرك فاعلياً نحو توجيه حركة الثقافة الليبية إلى العالم، وإصدار صوتها للخارج، وإحلالها لمكانها الصحيح، خاصة وأن حركة الأدب الليبي تتحدث الصورة والمشهد الليبي، وتوثق لها مواقع ليبية عدة من أجندة مصنفة تبدأ من موقع بلد الطيوب، إلى موقع ليبيا المستقبل إلى موقع بوابة الوسط إلى صحف محلية وثقافية مثل فسانيا الصادرة جنوب ليبيا ومثل أخبار بنغازي اليومية، ومدونات ليبية توثق وتؤرشف للتاريخ وللمسيرة النضالية لشعبي ليبيا المناضل، أودُّ أن أزج بكل هذا الخليط والتنوع إلى المحيط العربي وأعرف بثقافة شعبي، وخطواته، وبناء عليه سنتعرف على المتشابه و القريب من تراثنا الليبي وثرات شعوبنا العربية، فهي شعوب ذات جذر واحد. إن عمل كهذا يتطلب سرعة تشكيل مجلس، وبيت للشعر، يقوم بتبني كل هذه الأعمال من أجل ليبيا وقد شرعت فعلاً في البحث عن كفاءات تستطيع القيام بهذه المهمة الإنسانية والحضارية.”
• الشاعرة الليبية عزة رجب… كيف تجدي الحراك الثقافي في ليبيا بعد الثورة، وما هي المشاكل التي تواجه الشاعر والمثقف في ظل الوضع الحالي؟
أهلا بك أستاذ موسى ولي شرف التحاور معكم أنتم أحد أعمدة مؤسسة عرار للشعر العربي والنبطي، حقيقة إن الحراك الثقافي في ليبيا بعد الثورة سار نحو الأفضل، توازيا مع تحقق الكثير من الحرية الإعلامية والصحفية، والتعبيرية، وقد تشكلت الصورة الثقافية الليبية في تمظهرات عدة انعكست في الارتقاء بالفن والشعر والكتابة والصحافة وظهور المجلات والجرائد الجديدة، ورغم تراجع هذا الدور في السنتين الأخيرتين بسبب ما تعانيه ليبيا من اختلافات وتجاذبات ووجود تيارات تعرقل سير الدولة إلا أن الحراك الثقافي لازال يقوم بدروه في التأريخ لهذه الحقبة المجيدة من تاريخ الحضارة الليبية التي تعود لعشرة آلاف سنة.
• من هي الشاعرة عزة رجب وأنت شاعرة، ومعالجة بالطاقة الإيحائية والتنويم المغناطيسي والبرمجة اللغوية العصبية وما علاقة ذلك بالعمل الادبي؟
عزة رجب شاعرة ليبية، وُلدت في بنغازي 1972، عاشقة مولعة بالشعر والفن التشكيلي والأجناس الأخرى من الأدب، أعشق كتابة قصيدة النثر، وباعتباري متخصصة في اللغة العربية فقد ترعرعتْ و أنا أتنقل كفراشة بين شتى ألوان الشعر التي أقرأ منها ما يرتقي بالموهبة لدي وينميها، بالنسبة للعلاج بالطاقة الإيحائية فقد اتجهت إليه في سنة 2006 بعد أن شدني الانتباه إلى أهمية التطور التنموي للإنسان و أكثر ما لفت نظري هو البرمجة اللغوية العصبية التي استمررت بالدراسة فيها حتى تشبعت من معرفتها، إن البرمجة هي فن الاتصال اللامحدود ـ فن التعامل بأدوات اللغة بحيث يُعاد برمجة العقل عن طريق الإيعاز اللغوي اللساني، كان باندلروغيدندلر أول من قاما باكتشاف العلاقة اللغوية بالسيطرة العقلية على سلوك الفرد، وكمهتمة باللغة العربية بقيتُ أراقب السلوك الإنساني، وألاحظ الانفعالات الصادرة عن الشخص، وأقوم بترجمة الفعل الملائم للحركة التي قام بها السلوك، فأسمي الفعل بالسلوك دون مغالطة تدعوني لإعادة البرمجة السلوكية، لأن اللغة انفعالات وأحاسيس ومشاعر، وأحياناً لا يجيد كل الأشخاص توصيفها، فالبرمجة هنا هي مجموعة مبادئ قائمة العلاقة بين العقل واللغة، و أحب ملاحظتها جيداً هنا، وعليه كانت توصيفات الشعر لدي تنجح غالبا في تشبيهاتها وكناياتها، وشرح حالات الشعر التي أكتبها، وبمناسبة الحديث عن الطاقة فهي مجال واسع ذو طيف واسع التخصصات، الايحائي، المغناطيسي، العلاج بالبراناهيلينج والعلاج بالأحجار الكريمة وهذا الأخير تعرفت عليه جيدا، وبالتجرية أكتشفتُ أن العلاج بالكريستال ليس الأقوى على الإطلاق كما يُشاع ويُذاع من قبل متخصصي العلاج بالطاقة، إذ كان العلاج النبوي بحجر الشب هو الأقوى وأعتبره اكتشافي الذي يستنزف الطاقة السالبة من الجسد حتى آخرها في ثلاث جلسات.
• حدثينا عن المهرجانات والأعمال التي شاركت بها كشاعرة محليا وعربيا؟
منذ نشأتُ مُحبة للشعر ـ وأنا طالبةـ كنت مشاركة بأي مهرجان ومسابقة تُقام في مدينتي بنغازي، وكما نعرف أنها مدينة الفن والشعر والثقافة، فأي برنامج يقام أشارك به، وإبان الثورة شاركت في كرنفال بنغازي كمتابعة له، وفي عدد من أنشطة الجمعيات الخيرية، وروابط الشعر التي نشأت وقتذاك وكانت تنادي بالحراك وتحث عليه، شاركت بمعارض تعليمية للكتاب. أما عربيا فيكاد يكون التحرك بطيئا، خاصة بعد الثورة في قلة الامكانات وانشغال الدولة عنا نحن الشعراء في ظل السير نحو بناء الدولة ومقاومة العراقيل التي تحفها لكن هذا كان يدعو للاستمرار خاصة و أنه توجد بدائل الكترونية، فحاولت التعويض بالتواجد على عالم الانترنت في الصحافة والكتابة الشعرية المُعبرة عن صوت شعبي من واقع أن الشعر قضية وجودية كبيرة، لها تأثيراتها على الشعوب، وتحضرها أيضاً وعليه أنا عضوة في روابط عربية ونوادي عربية كثيرة، حصلت على جوائزعربية منها درع المرأة العربية المبدعة 2013 ضمن 17 مرشحة عربيا، من مؤسسة صدانا التي ترعى فاعليتها الشيخة أسماء القاسمي، ولقب عنقاء الشعر، ولقب بلقيس ومي زيادة ليبيا عن كتاباتي السردية، وبالطبع هي ألقاب تخضع لقياس وتقويم جمهور الشعراء والكتاب في الفاعليات العربية ككل ومردها داعم وباعث على زيادة زخم الكتابة لدي، عدا أنني أقوم بكتابة وتقديم أوراق عمل تحمل سمات الفكر الإنساني، وتحكي عن واقع مدينتي وبلادي ومقالات فكرية وإنسانية كانت آخرها ما نشر في مجلة عاشقة الصحراء (العالم يتجندر) وهي منادية للمساواة الفاعلة لا الوهمية.
• النقد كيف تراه شاعرتنا وهل قام نقاد بدراسة قصائدك؟
النقد في رأيي يحتاج إلى إعادة نظر خاصة في المناهج النقدية التي تواترت معنا منذ العصر الإسلامي، ففي نظري لدي من التحفظات على حركة النقد العربي القائمة على النقل الأعمى والتي جعل نقادنا العرب من مناهجها ثوابت غير قابلة للتجديد وغير قابلة للتطوير، وكمثقفة ثانيا قبل أن أكون متخصصة في دراسة اللغة العربية أولاً فإن النقد العربي في نظري نشأ في أحضان المحاباة للولاة إبان قيام الدولتين الأموية ومن ثم العباسية وهما اللتان تطور فيهما النقد وظهرت حركته، لكنه نشأ نقداً خائفا من أن يفصل الوالي جسد الشاعر أو الناقد عن جسده إذا لم يمتدحه أو يثني عليه وعليه أعتقد وبشدة أن مناهج كثيرة من النقد تحتاج للخروج عن إطار المألوف والتواتري عدا أن سمة التقليد تظل متلازمة عربية خالصة لاحقة للفكر العربي الذي ظل يلمع في صورته دون أن يضيف على مشهديتها شيئا، فمثلا حركة النقد الأوربية في ظل تطور النظريات النقدية استطاعت فلسفيا أن تجد لها مدخلاً في نظريات نقدية كثيرة، فناقشت اللسانيات، والابسمتولوجيا، ومداخل النصوص، وحيثيات تكويناتها، وظاهرها، وباطنها، وكانت تقارن، وتقيس، وتقيم فرضيات، ما أثرى حركة النقد الغربي، وعليه صرنا ناقلين عن النقد الغربي لا فاعلين في تطوير المناهج العربية النقدية وشخصيا أقوم بنقد بعض النصوص وأتعامل بانفتاح مع النصوص وبطريقة غير تقليدية ولا أخشى الأنظمة النقدية الثابتة لدينا، فأكسر القيد عن النص، وبنائيته، لأن العالم حولنا يتغير ولابد من هز الأركان لتنبت أفكاراً جديدة. بخصوص نقد نصوصي يوجد لكثيرين قراءات على نصوصي، ولكن لازلت أتمنى أن تُقرأ كما يليق بها، فأعتقد أنني للآن لم أنل حق نقد أعمالي، ولنأمل من الله خيرا.
• الساحة الليبية الشعرية بحاجة الى عمل ووقفه من كافة المثقفين والشعراء، ما هي خطواتك القادمة بهذا الشأن؟
نعم، بلادي تحتاج لوقفة جادة وحقيقية، وعلى العالم أن يضع يده في يد ليبيا، وأن يمد يده البيضاء لليبيا التي ترزح تحت وطأة الرهاب الفكري، وفي ظل الخطف للقدرات الإعلامية، والقضائية، الأقلام الفاعلة، أتمنى أن تتاح لنا الفرص لإبراز الدور الثقافي الليبي في بلاده داخلاً ومن ثم خارجاً، ونحن نقاوم بكافة الطرق من أجل بث الحياة الأدبية في أوصال الجسد الليبي الذي أنهكه التعب اليومي، والانشغال بالحال، ومآلات الحال، وفقدان أحلام الاستقرار… لكن تظل حركة الأدب هي الباعثة للحياة في شريان شعوبها، خطواتي القادمة تتجه نحو تحرك ثقافي بدأته منذ مدة من خلال نشر القيم الإنسانية الفاعلة داخل المجتمع ـ بث الإشارات الإيجابية داخل نفوس الناس، لأن الشعر رسالة ـ استخدم صفحتي بالفيس بوك في بث رسائل الإنسانية، وكتابة الشعر الذي يبعث الحياة في أرواح الناس، أفعل أي شيء للناس الذين حولي من أجل إبقائهم في حالة وعي حقيقي، لا وعي متصلف أو زائف، أشارك في الأمسيات والإصبوحات الشعرية، مهرجانات بنغازي خاصة باعتبارها موطن إقامتي، نحن الآن نتابع بشغف مهرجان هنا بنغازي، وهو مهرجان يستمر لمدة 10 أيام، يحمل التنوع، ويشتمل على معارض للفن التشكيلي، معارض للفنون المسرحية، معارض للزي الشعبي، ومهرجان للشعر الفصيح، قصيدة النثر، والشعر النبطي والذي نسميه في بلادنا الشعر الشعبي وكذلك الشعر الغنائي وفي ليبيا ثلة كبيرة من الشعراء سأقوم بإرسال سيرهم الذاتية والتعريف بهم تباعاً… إن شعبي شعب مسالم، ومُحب للحياة، والشعر والفن ومسالم، وخلوق، ويحمل يقينه بالإنسان داخل جوهره وهو يمضي واثقاً أن كل ما يحصل له ماهي إلا محاولات لزعزعة يقينه بالله، وإيمانه بقضيته، وما يجري عليه من تشويه لا يمثله، ولا يشكل إلا نسبة قليلة فقدت صلتها بالله… إن شعب ليبيا من أفضل شعوب العالم، فهو متواصل مع الحضارات، ومُكرم في رسالته العلمية بكل المحافل الدولية، وغالبا ما نقرأ عن تكريمات عالمية من دول كرمت علماء ليبيين على منجزاتهم العلمية والأدبية، ما أريد قوله للعالم ومن هذا المنبر أنني ابنة ذلك الشعب الصابر والمسالم الذي يمضي بخطى ثابتة نحو أفق وغد أفضل ورسالتي هي شعبي و إنسانه وإيمانه بقضيته وحفاظه على تاريخه وحضارته.
• كيف تجدين دور الجهات الرسمية بعد الثورة في ليبا هل تحسنت الشؤون الثقافية، أم الحراك كان أفضل قبل ذلك؟
أجده دوراً بطيئاً في الأداء رغم إصراره على الاستمرار، فمثلاُ في بداية الثورة كانت الأمور تسير بروعة منقطعة النظير، وكانت أكثر المجلات والصحف تنتشر في تداول مفعم بالحياة، وانتعشت الحياة الأدبية في ليبيا بشكل عام ونشطت حركة الشعر، وتطورت حركة الفن التشكيلي، وفنون أخرى من الشعر الشعبي (النبطي) الشعر الغنائي.. إلخ، ولكن من بداية عاد 2014 ونهاية 2015 تأخرت حركة الثقافة الليبية، بعض الشيء، وقلت حركة النقد، سواء النقد الأدبي، أو الفاعل في الحياة العادية بشتى مناحي الحياة العملية، ونسأل الله أن يمدنا بالقوة والعزيمة للمضي قدماً، وأماماً نحو غدٍ أفضل، ليس لشاعرة مثلي تؤمن بقوة شعبها، إلا أن تقول أن يقيني بالله كبير، وثقتي بشعبي أكبر من أي وعد قد أقوله، لأنني أعلم أن الليبيين لا يعرفون التوقف عن الحياة، ويمضون قدماً بثقة وعزيمة.
• قصيدة قريبة على قلبك تنشريها من خلال هذا الحوار لجمهورك في الوطن العربي؟
قصائد كثيرة أثرت في جمهوري العربي، قصائد كثيرة يقوم قرائي بوضعها على يوتيوب وبرمجة موسيقى عليها، أو يقومون بمشاركتها على صفحاتهم، أو يطلبون مني أن أشاركهم التواصل على صفحاتهم بكتابة نصوص شعرية، إن أهم ما أحب كتابته لجمهوري في الوطن العربي، هو عن قيمة الإنسان العربي، التي تتعرض يوما عن يوم لعوامل التعرية من الأخلاق، والتقشير من القيم، والتجريد من المعاني السامية والنبيلة، إن الإنسان جوهر الوجود، وسر الاختلاف الإلهي في على الأرض، فقد أبدع الله جل جلاله في خلق التنوع، والإنسان العربي إنسان يعي القيم وما يمكن أن ترتقي بقيمته، وهو الآن يتعرض لشتى أنواع القهر، والإذلال، والقتل، والتهجير، في ظل الرهاب الفكري الممارس عليه، من قبل الجماعات التي لا تحسب لله حسابا إن أجمل مايمكن أن أقوله للإنسان العربي:
أنا لا أقتلعُ شجرة من جذورها
أو أهب الغصن لأسنان الفأس…
أو أعريه من خضرته تلقاء الريح
أنا إنسان ضارب في عمق الطين..
أمتد شمسا حتى صميم الكون
وبيدي تشرق الحياة!!
وأقول للإنسانة العربية الليبية خصوصاً، المرأة التي تقاوم الخوف والسواد القادم نحوها في قصيدتي (الخوف):
ماذا تعني أناقتي؟
والخوف سكينٌ يحزّ ُ عُنقـــي؟
قبل أنْ تتكلم عشقَها لهمساتك أقراطي
سقطتْ مكسورة بصمتٍ
في انتظار ساعتك
العاطـلة عن الأمل
لافرق بين لون طلاء أظافري
و دمك القاني…
وتلك الأرملة الأم النخلة
حملها الانتظار على كفوف الصبر
اختزلتْ رحلة شقاء جسدها
رصاصةٌ عميــاء..
والبنادق أخذتْ حصتها من الكلام
انظرْ إليها
حين تترجمُ خواء عقولنا
فوهاتها جملٌ مفيدة .
أوجزتْ في طلقاتها كل أساليب الحوار
وأقول لطفلتي العربية في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين واليمن…. إلخ من دولنا:
أيا صغيرتي المكلومةُ هنالك
بين أنقاض الوجع
لاشيء يتبقى لأمك
سوى بعض فتات الخبز
يسحقُ بلا لطفٍ جميل الامنيات
ويحكي عن قصة الجوع
في وطنٍ يزخرُ بملايين النخلات!!!
• ما هي طقوس كتابة القصيدة وفي أي وقت، وهل للرجل مكان في نصوصك الشعرية؟
لكل شاعر طقوسه في الكتابة، وأعترفُ أنني إنسانة عاشت حياتها بتعب، ويشغلها الإنسان كقيمة من حولها، فالقصيدة حديثي المُعبر عني، وعمن حولي، أكتبها وأمضي بيقيني وثقتي فيها، وأشعرها قالتني، وحين أكتبها أنتقل لعالم علوي، عالم لا يشغله أي شيء حوله سوى الكتابة، أعتزل كل من حولي، أحمل معي بضعة فناجين قهوة، وأقلام، أفكر بعمق، وأكتب وعادة ما تكون نصوصي آنية وأنشرها فوراً بأقرب موقع، وبالحديث عن السيد الرجل، فهو موجود، أباً وأخاً وصديقا وحبيباً، لست أراه دائماً بعيون الشاعرة في شخصها، بل بعيون فتيات وصديقات يتحدثن لي قصصهن وأكتب عنهن، وأهديهن نصوصي، على اعتبار علاقتي الإنسانية بهن أحبُّ أن أشعرهن أنني أكتب عما يجول في خواطرهن، وبالتالي يمكنني تنمية العلاقة بين الشعر كرسالة، وكقيمة وجودية تحكي المحكي من أوجاع الإنسان، يقول أحد نصوصي (يُمطرني) وهومحكي عن قصة سيدة مخلصة فقدت زوجها في الحرب:
إننى تلك الأنثى التي حرَّمتْ مرود الكحل
من أنْ يخط َّجفنيها…
وآنف جسدها العطر دونك
وتبدَّتْ آمالها دخاناً…
حين سحقها وجعُ بعدك
بين شفتيه…
ريثما تشرقُ شمسُك
ويلعقني ظلك بين أحضانه
علي الجدران…!!
وفي نص آخر، تكره المرأة فيه الخنوع للرجل إذا كان منظور العلاقة العاطفية هو التبعية والتعطف، وهنا أستغل مهارتي في البرمجة اللغوية العصبية وأقوم بتأويل حرف العطف تأويلاً شكليا فأحذفه من مكانه، في نص (أنا و أنت لا واو بيننا):
أنت ــ يا أنا
تركتَ للواو احتمالاتٍ كثيرة للهروب
أعطيتَ للزمن بعض {مـــــــا} مني أنا
لم تنسَ أنْ تجعلني منفضة سجائرك
لم تنسَ أنْ تعلقني كمعطفٍ على مشجبِ ملابِسك
لم تنسَ أنْ تقفل باب أسئلتي ورائك في صمت
أنا… يا أنت
دمعةٌ لا يمكن تتبُّع نبعها
لم أكنْ أكلأ كامل جراحي إلاَّ حين تراني دموعك
لم تُمطر غيماتي إلاَّ حين حبلتْ من إناء زهورك
لم أستحلِ إكسسواراتي إلاَّ حين رسمتك
عند حاشية مزهرية ونافذة وردية
لم أرتدِ قرطي إلا حين أحببتُ ساعتك المُعطلة
• من هذا الحوار علمنا أنه سيتم تسميتك سفيرة الشعر النسائي من قبل جماعة عرار للأدب والثقافة والشعر العربي والنبطي والشعبي، ما هي الخطوات التي ستقومين فيها لدعم الشعراء والشعرات في ليبيا من خلال مؤسسة عرار العربية للإعلام وجماعتها؟
التسمية شرف لي، وجماعة عرار جماعة عربية شاعرة بهموم الوطن، وتحاول توحيد الكلمة والرسالة الثقافية، وحقيقة يبدو وجودها داعياً في هذا الوقت بالذات، في ظل المحق الظاهر والبادي للعيان للحضارة العربية، وفي ظل محاولات الرهاب القضاء على الموروث الحضاري والتراثي العربي، يظل دور جماعة عرار ضرورة أخلاقية و قيمة إنسانية، ورسالة عربية للعالم بأن الشعر وحركة الأدب تشهد تغييرا وتقدماً ملحوظاً في أجناس الأدب خاصة الرواية والشعر اللذين قطعا شوطاً كبيرا بعد ثورات الربيع… أعلم أن دور الجماعة هو ربط الشعراء بحركة الأدب العربي، والعالمي، و لهذا يجب التركيز على هذه الزاوية من التحرك فاعلياً نحو توجيه حركة الثقافة الليبية إلى العالم، وإصدار صوتها للخارج، وإحلالها لمكانها الصحيح، خاصة وأن حركة الأدب الليبي تتحدث الصورة والمشهد الليبي، وتوثق لها مواقع ليبية عدة من أجندة مصنفة تبدأ من موقع بلد الطيوب، إلى موقع ليبيا المستقبل إلى موقع بوابة الوسط إلى صحف محلية وثقافية مثل فسانيا الصادرة جنوب ليبيا ومثل أخبار بنغازي اليومية، و مدونات ليبية توثق وتؤرشف للتاريخ وللمسيرة النضالية لشعبي ليبيا المناضل، أودُّ أن أزج بكل هذا الخليط والتنوع إلى المحيط العربي و أعرف بثقافة شعبي، وخطواته، وبناء عليه سنتعرف على المتشابه والقريب من تراثنا الليبي وثرات شعوبنا العربية، فهي شعوب ذات جذر واحد… إن عمل كهذا يتطلب سرعة تشكيل مجلس، وبيت للشعر، يقوم بتبني كل هذه الأعمال من أجل ليبيا وقد شرعت فعلاً في البحث عن كفاءات تستطيع القيام بهذه المهمة الإنسانية والحضارية.
• كلمة اخيرة لشاعرتنا من خلال عاشقة الصحراء.
كلمتي الأخيرة: الإنسان العربي، نعم الإنسان العربي الذي نقوم من أجله بكل هذا، فنحن نوثق لقيمنا وتاريخنا، وحضارتنا، تُرى لماذا؟ لأننا نريد للعالم أن يعرفنا ويتعرف إلينا… نحن في أمس الحاجة لأن ننشر الضوء، من خلال التراجم الأدبية، وإنشاء عدد من الجوائز العربية والدولية، ونزيل مفهوم اللغط الذي يحيق بالإنسان العربي من أنه باعث للإشارات السالبة والسلبية على الوجود الإنساني، فتشوه الإنسان العربي، وهو النبيل، المؤمن بالله، وهو المحب للحياة، ولدينه، ولإسلامه النقي والطاهر، الذي يحترم حقوق الإنسانية، ويحترم الديانات، وفروق الأجناس، والدم، والعرق، الإنسان العربي يحتاجنا لأن نضيء له الطريق، ونجعله محبا، مقبلا على الحياة، متجهاً نحو قيم ومثلات ثقافية فاعلية في الوجود الإنساني تلك القيم الجوهرية التي تليق به ككائن عاقل يسيطر بعقله على مقدرات الحياة، مجلة عاشقة الصحراء لي فيها منشورات شعرية، وفكرية، وسأحاول إرسال مقالات إنسانية، باعتبارها منبرا وصوتاً يليق بأن يمثل الحقيقة الثقافية التي مفادها أن الشعر رسالة الشعوب، وقيمتها الحضارية، وصوتها نحو سمو الإنسانية…. أشكرك أستاذ موسى الشيخاني لإلقاء الضوء على عزة الإنسانة، وأشكرك لإتاحة الفرصة للحديث عن شعبي الليبي الذي لا أملك إلا أن أقول أنه شعب محب للحياة، شكرا لعاشقة الصحراء تباعاً.
______________
نشر بمجلة عاشقة الصحراء