قصة

أهجـوس هطـول الرماد


شواطئ الزفت.. تسربلها أزمان مقطرنة.. لمحتها تقعد بالمقهى.. يسراها امتصت يمناها على حين غرة من الدهر !

شفتاها الزنجيتان تنفثان رذاذاً مشفوطا من رئات النيبرجيلا… تصادمت نجيمات أفلاكي.. تطعجت أحانيني مشظية أهاجيس شكوكاتي.. الحراك للتو انبلج ضوءه والقاعدة تظلمها غوائم حشاف.. عيون مصفرة وأخري محمرة… فحيمات يلظيها وطئ الاستعار وثغور أغواها التأجج فتأهبت لازدراد مني الاصطلاء.. قذفت جهلي فتقيأتني ذاتي المتوحمة!.. لكل رواده ومرودوه.. معذرة أناي تبرطم.. القلب.. الفرج.. الليل.. !.. ليلها ستار تسدله نهار ما تشاء.. أواه.. أراه.. من نهار مطفئ !.. أهي مبعث السواد ؟!.. بصقة أخطبوطية أنعشت عجافة غيومها.

زهدت في أدغال الأناناس والمانجو.. قدمت من ذاك القرن السابرة أغواره ديدان التناهش.. بحثاً عن مرفأ أو متكأ غير مدبب.. فتشت.. وجدوا بحوزتها حبيبات فوشار يحرقها زيت الفجيعة.. ديدان متناوشة.. فوشار يفرقع.. المحيط حال بينها وبين وليفها المباع نخاسة مقنعة.

ما ابشع الشعارات إبان إسفارها عن الزيفية!.. ليس الشمال جنة كما ملئت.. جسدها استلم فواتير الجوع.. طمثها عرقل تجاوز البوابات.. مساكيبها رفضتها مصارف الأفئدة.. لم تكن قلوبا هي (معاليق) بل براميل شهوة.. تنتـفض قماءة وقبحاً.. انفرط عقد فرص أمامها.. لملمت خرزه بدء بالتعليم والتربية فكانت أول قرصة.. الصحة ماخور معقم.. المقاهي صكوكها غريبة.. اصتكاكاتها أغرب.. تنوقلت فراشة يراقصها نور ملهوهب.. بين الفرصة والقرصة مُسيفة كالفاصلة بين العين وحاجبها.. الكهرباء صعقتها.. الاتصالات قطعوا وصيلها.. الصيانة مدوا الساعات.. الصيد البحري جمدوا عواطفها.. محطات البنزين أشعلتها.. الإطفاء أطفاؤا نور وجهها.. الإسكان بيتها في العراء.. الرياضة فسخت مناها.. السياحة عولت علي قباب نهديها.. الجوية قصفت غضاضتها.. البرية غرست عوسجها.. البحرية أطلقت الطربيدات بأحشائها.. الدفاع.. سنحرر فلسطين بدونك.. مؤتمروا القمة.. يصطادون العصافير.. يتقممون خارج أقفاصها !.. فكرت في نشر مظلمتها.. تجوهلت لسوادها.. ذويت مريرة عصبت عينيها وصيروها منصوبة بالفتحة الظاهرة.. احتجت لتصير وجه غلاف.

ألجمت بأن: غسيلنا ناشف ومكوي أيضا..

صرخت.. فكان صدي صرخاتها إشارات استفهام وأصابع بذاءة من سجانات وعهر.. الإصلاح مخروم.. والتراحم كلمة مثقبة تشر من هرودها الكسكاسية أغلاط فادحة.. الإصلاحيات سئمن الترتيق.. الجاوي مخلوط بشب الهروين.

– دونك الجوازات والجنسية

– لا أرغب.. لا أرغب !!

هرعت إلى الدرك فما أدركتها إلا ودواخلها فواقة بالآسي.. المختبر طمع في استنساخ شبق جيناتها.. المصحة النفسوية.. حاولت سحب ذريرات عقلها فتشبثت به كمحب صدوق.. المزارات مساج مغموس في نخب البركة.. وين شايلنى يا سي حمودة.. تستور يا عبدالسلام..؟.. رفعت قضية.. أنزلوا مئزرها.. تراءى لها شبح شبابها فصاحت في النادل..

– أوقد ما انطفأ.

– إليّ بالجوزة أيها القهوادجى..

…………………………….

…………………………….

…………………………….

وماذا بعد يا أناي الساكنة فيك !!

دعي عينيك تطفر بنخيل فزان وزلال الكفرة

لأري فى سكينة الهفيف المبلل صورة جدتي..

أركضى ملئي.. صوبى.. صوبى..

سأهديك مسبحتي العتيقة..

ونوي التمر اللا عقيم !!

مقالات ذات علاقة

المنفى

خيرية فتحي عبدالجليل

خيّـوس*.. !!

زكري العزابي

خُـفُّ

محمد الأصفر

اترك تعليق