المقالة

عام جديد وأمل يُطِل

(1)

شرعت الاحتفالات فى توديع سنة بكل ما فيها واستقبال سنة جديدة، مشفوعة بالأمل ديدن الإنسانية فى أن يشيع الأمن والسلام ربوع العالم، ومنه أوطاننا وهى تخوض متغيرات وتواجه مخاطر تمس بثوابتها وقيمها فى العيش الكريم، والتسامح، ونبذ العنف الذى صار واجهة الأخبار باتساع الكرة الأرضية وليس لدينا فقط، وقد انشغلت برامج الحكومات ونشاطات راصدة للمنظمات المدنية يوم 25 نوفمبر وهو اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، ولأسبوعين متتاليين فى أول قضية ارتبطت بحدث تُخصص لها منظمة الأمم المتحدة هذا الحيز الزمنى، فالمعتاد يوم عالمى لأى حدث يتشارك أهميته وحراكه العالم، وكنت شاركت فى لقاء بالخصوص رفقة سيدات من اليمن، وبدعوة كريمة من الجبهة الوطنية لنساء مصر بمقر الحزب الاشتراكى المصري، وبحضور نواب ونائبات برلمانيات، وعضوات أحزاب، ونقابيات، وفى كلمتها الافتتاحية ركزت د. كريمة الحفناوى على مطلب إنشاء مفوضية عدم التمييز، التى ستمثل حاضنا فاعلا لإطار استراتيجى تتشارك وضعه كل الوزارت: التعليم، والثقافة، والشباب، والاوقاف، والصحة، والعدل والداخلية، والمجلس الأعلى للإعلام، بمشاركة منظمات المجتمع المدني، ومنها العاملة فى مجال حقوق المرأة، لأجل إقرار طرق وكيفية مواجهة العنف الذى يطال النساء وسن تشريعات مع تغليظ العقوبات، وكنت فى مداخلتى قدمت إحاطة حول أن أوضاع دول تشهد متغيرات وأوضاع حروب ونزاع كسوريا والعراق واليمن وليبيا ويطال العنف فيها كل الناس رجالا ونساء وأطفالا، وفى المسألة خصوصية الحالة التى نمر بها وليس فقط كونها مناسبة أممية، فالمعالجة والحلول لظاهرة العنف يجب أن ينظر فيها لكل الأطراف التى تتأذى مما يحصل دون تميز، وذكرتُ بأن أثر الإرهاب والتطرف تتوسع دائرته فى إشاعة صور العنف لتشمل جوار ومحيط دول المتغيرات. 

(2)

وعود إلى شهر الاحتفال ديسمبر، والذى سنغادر به عامًا ونلج آخر، تُحى فيه بلدى ليبيا عيد استقلالها السابع والستين يوم 24 ديسمبر(1951)، الاستقلال الذى خاض لأجله الأجداد والآباء دماء وأرواحا غالية للحصول عليه بعد مرحلة استعمارية مؤلمة من إيطاليا الفاشية التى تنازلت عن مستعمراتها ومنها ليبيا وقد تركتها تحت ظلال ثالوث البؤس: الجهل، والمرض، وكأفقر بلد بالعالم، وليبيا التى توصف عند ذكر إرهاصات استقلالها بدولة الأمم المتحدة لجلسات عقدت لأجل مناقشة تجاذبات بشأنها بمقر الأمم المتحدة خاضتها دول كبرى، فقبل تلك المداولات الأممية كانت مطامع الدول الكبرى فرنسا وبريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتى صارخة طامعة بحيازة ليبيا، وتقدمت أمريكا بخطة الوصاية المشتركة تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن تستمر ليبيا تحت تلك المظلة الاستعمارية عشر سنوات، وقد رفض الليبيون وخرجوا فى مظاهرات شاجبة لعودة الحقبة الاستعمارية، وكان لجامعة الدول العربية دور أساسى وفاعل فى متابعة تطورات القضية الليبية وقامت بإرسال مذكرة رسمية وبنقاط مفصلية وبأنه لا عودة لماض بغيض يوم 18 أبريل 1946م إلى مؤتمر الصلح الذى أُعدت فيه الطبخة التآمرية على حلم شرع فى تحقيقه الآباء المؤسسون، وأكدت جامعة الدول المطالبة الشعبية بحق ليبيا فى الاستقلال واختيار نظام الحكم ودستور يؤسس لدولة مستقلة ذات سيادة.وحضرت مصر كدولة عربية وحيدة جرى اختيارها للمشاركة ضمن مجلس من عشرة أعضاء لمساعدة ليبيا لوضع الدستور ودعم تأسيس حكومتها، والدول هي: فرنسا إيطاليا باكستان المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفى المجلس أصحاب الشأن ممثلون ثلاثة من كل من برقة وفزان وطرابلس، وممثل واحد من كل الأقليات فى ليبيا. وكانت مصر أيضا فى «مجلس العشرة» وضمن ست دول: فرنسا وإيطاليا وباكستان وبريطانيا والاتحاد السوفيتى تُسدى النصح للمندوب والمفوض الأممى العام الهولندى «أدريان بلت» الذى اختار أربعة أعضاء آخرين من ليبيا، وفى صباح 24 ديسمبر عام 1951 ومن على شرفة قصر المنارة بمدبنة بنغازى أعلن الملك إدريس السنوسى استقلال ليبيا باسم الممكة الليبية المتحدة.وفى هذا الشهر وبتاريخ 24 ديسمبر عام 1968م سيجرى إطلاق البث التليفزيونى فى حفل عيد الاستقلال السابع عشر، وسنحتفل 2018 م باليوبيل الماسى بخمسينية التلفزيون الليبى الذى قاده جيل إعلامى أغلبه عمل بالمحطة المسموعة التى رفدته بخيرة خبرائها، ومنهم أشقاء عرب، وسوف تظهر على شاشته بالتاريخ ذاته أول مذيعة وقارئة أخبار ليبية سنخصها بمقالنا التالى.

مقالات ذات علاقة

أحلامنا الجميلة

رمزي حليم مفراكس

ثقـافــة.. أقوى سلاح لتطور الأمم

يونس الهمالي بنينه

أبيض.. أسود

علي باني

اترك تعليق