المقالة

“شمس على نوافذ مغلقة”: حماس الشباب وخيبة أملهم

بضع كلمات تتعلق بالمسكوت عنه، علنا، ويخاض فيه الحديث بخفوت، في كتاب لا يقرأه سوى المهتمين، تثير عاصفة من اللغط والضجيج وتستنفر قطاعات واسعة من المجتمع و”الدولة” للتصدي، ليس للكتاب فقط، وإنما للمثقفين قاطبة، والثقافة برمتها.

الزاوية تحتفي بكتاب “شمس على نوافذ مغلقة”
تصوير: طه كريوي.

آخر هذه الهجومات والاستعداءات جاءت من جبهة الدين من خلال تحريض صريح وعلني من إمام أحد المساجد هدد المساهمين في الكتاب بأنهم “سيوطأون تحت أقدام الدعوة السلفية”، يقصد، طبعا، الحركة الوهابية، ويقصد، بدقة، أن الوهابيين في ليبيا سيتحكمون في مجريات الحركة الثقافية الوطنية الليبية ويتصرفون في مصائر ورقاب من لا يعجبهم من الأدباء والكتاب والفنانين والمثقفين الليبيين.

لكن الحملة على الكتاب أثارت ردات فعل خارج ليبيا، وهو أمر مهم. فإضافة إلى إثارة نقاشات حول الكتاب في أكثر من قناة تلفزيونية، نشرت “منظمة القلم الدولي pen international” بيانا بالإنغليزية والعربية بعنوان “ليبيا: مخاوف على سلامة كتّاب ومحرري مجموعة أدبية جديدة” http://www.pen-international.org/wp-content/uploads/2017/09/Libya-statement-Sept-03-17-Arabic1.pdf قالت فيه أنها “تشعر […] بقلق بالغ إزاء سلامة كتّاب ومحرري مجموعة أدبية جديدة بعنوان شمس على نوافذ مغلقة” مشيرة إلى أن الكُتاب والمحرِّرَيْن تلقوا “تهديدات بالقتل وإهانات واستُهدفوا بخطاب كراهية، مما اضطر بعضهم للتخفي مع عائلاتهم خوفا على حياتهم وسلامتهم”. ويذكر البيان أن هذه الحملة بدأت إثر “تدخل جماعة إسلامية تسيطر على مدينة الزاوية في ظل غياب تواجد حكومي”. وأورد البيان تصريحا لرئيس لجنة “الكتاب المعتقلين” بالمنظمة قال فيه بأن السلطات الليبية، ومن خلال تصرفاتها وتصريحاتها “تقوض […] حرية التعبير، وبدلا من دعم الكتاب والمحررين الذين تستهدفهم جماعة دينية، أدانت الهيئة العامة للثقافة محتويات كتاب من أعمال الأدب” وشدد على أنه “على السلطات الليبية أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية حياة وسلامة الكتّاب والمحررين وجميع المعنيين بالكتاب، وأن تتخذ خطوات فعّالة للتحقيق مع أولئك الذين يُهددون سلامتهم ومقاضاتهم، وكذلك دعم حق الكتّاب في الكتابة وحق القراء في القراءة”.

من جهتها نشرت مجلة “زينيت zenith” الألكترونية https://magazine.zenith.me/en/culture/young-writers-speak-their-libya مقالا مطولا بالإنغليزية عن القضية وضعت له عنوانا مطولا هو الآخر “كتاب مختارات من 25 كاتبا من الكتاب الليبيين الشباب أثار فضيحة في ليبيا بدعوى الفحش. الآن كُتاب عديدون يخشون على حياتهم”. استعرض المقال شهادات وآراء بعض ممن أسهموا في الكتاب. ومما ورد في المقال “يعكس كتاب ‘شمس على نوافذ مغلقة‘ حماس الجيل الشاب خلال الثورة الليبية، وخيبة أملهم بعدها”.

_____________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

لماذا نحن هنا؟

فتحي محمد مسعود

حرية التعبير.. أكذوبة باهظة الثمن

ميلاد عمر المزوغي

ثـقـافـة الـمـواربـة

خديجة الصادق

اترك تعليق