من أعمال التشكيلية خلود الزوي.
طيوب النص

قهوتي وصمتي…

من أعمال التشكيلية خلود الزوي.
من أعمال التشكيلية خلود الزوي.

هذه الأمسية، يحاصرني ضجري، لاشيء بتاتاً يملئ الروح، تلك المشاعر الحلوة بأني سأعد القهوة الآن، ليس لنفسي بل من يشاركني تناولها، شوق غامض في منتصف هدوء الوقت وأتسأل هل هو وقت أم مكان؟ هل قصدت منتصف البيت حيث اتحرك في فضاء محدود بين طاولة المائدة والفراغ المحيط بها وهي التي يتناصف موقعها بين الصالة والمطبخ؟ ربما.

لكن اتراجع عن فكرة إعداد القهوة وتذهب يدي إلى أصص النباتات على حافة النافذة المطلة على الشرفة، أشرع بتهذيبها ورويها، ومشاعري مأخوذة بسحر من لديه الرغبة مشاركتي الصمت واحتساء القهوة؟ دون كلام دون مرارة الشكوى، فقط نضع فناجين قهوتنا على الطاولة وننظر نحو الأفق الرمادي، فلا أزرق دائم في هذه البلاد، سرعان ماتختفي الشمس بعد زيارة قصيرة.

انتهي من الاهتمام بأصص الحبق والنعناع وأخرج لتفقد شهيتي على الخروج والمشي في الغابة، أتذكر أنفي وسط البلاد كرنفالا من الفرح لم أجد من يرافقني إليه، الأبناء يفضلون الاستقلال بمشاريعهم بعيدا عني، وأنا لارغبة لي في التسلط على أوقاتهم. وهاهي احوال الطقس تتنبأ بهطول وشيك للمطر.

قبل ساعة شرعت بإعداد لوحة جديدة أتخيل فيها بطولة اللون الأحمر يتقد جنونا، كرنفالا من البهجة والتوق لانطلاقة تسابق الريح، ارسم خطوطها ثم اركنها إلى جانب الحائط، لا مزاج للرسم والتلوين، ويصعد السؤال مباغتاً: والكتابة ماذا حل بها مما تشكو؟

في الحالتين الرسم والكتابة لابد من الاستماع إلى شوبان هكذا تحل الموسيقا متخذة مكاتها بين تداعي أفكاري الباحثة عن جدوى الجلوس بصمت.
وحالما تبدأ معزوفات شوبان بهز فضائي، تمسك بالشريان القادم من القلب وتدور ملتفة بسرعة البرق تتحول إلى شواطئ يرتفع موجها يحملني ويهدهد روحي، لبرهة من الوقت، واكتشف ضلال البحث عما يشاركني قهوتي وصمتي.

مقالات ذات علاقة

عيد فطر مبارك…

المشرف العام

وشوشة 1…

هدى القرقني

الكنيسة في العراق

عزالدين عناية (تونس)

اترك تعليق