الإثنين, 7 أبريل 2025
طيوب عربية

الدكتور عزيز الحدادي يطل من فجوة الهروب من الوجود نحو العدمية

كتاب "الهروب من الوجود نحو العدمية " للباحث المغربي المعاصر الدكتور عزيز الحدادي
كتاب “الهروب من الوجود نحو العدمية ” للباحث المغربي المعاصر الدكتور عزيز الحدادي

يعتبر كتاب “الهروب من الوجود نحو العدمية “أحدث إصدار للباحث المغربي المعاصر الدكتور عزيز الحدادي. وجاءت طبعة 2025 كسابقتها أنيقة وفاخرة صمم لها الغلاف لمي سخنيني والكتاب يعتبر السادس عشر في ريبيرطوار الدكتور عزيز الحدادي الباحث المغربي المعاصر أستاذ الفلسفة ورئيس جمعية السينما والفلسفة بفاس المغرب.

يتناول الكتاب العلاقة بين الفلسفة والحياة، متأثرا بفكر نيتشه. ويركز على أن الفلسفة ليست مجرد استقرار بل حركة دائمة، وأن الاعتقاد في استقرار العالم هو مجرد افتراض فلسفي يتطلب برهانا. كما يشير إلى أن غياب الفلسفة عن وعي الشباب في الجامعات يخلق فجوة معرفية، حيث يدرسونها دون فهم حقيقي لها.

والكتاب من جهة ثانية دعوة مهيبة لتوجيه الفلسفة نحو الحياة والوجود بدلا من الغموض، فهو يشير إلى أن الفلسفة بدأت كتساؤل عن الوجود وأصبحت وعيا به. كما يؤكد على أن من يمتلك وعي الوجود يمتلك الحياة، وأن الإنسان كلما كان خاضعا للواقع بدلًا من إدراكه، تصبح حياته مجرد قلق وخوف من الحاضر والمستقبل.

قال عنه الباحث المغربي المعاصر المعانيد الشرقي ناجي كتاب يتناول ضياع الإنسان وتشييئه داخل المدينة الجاهلة التي فقدت كل مقومات الفكر والإبداع والثقافة. حيث أصبح البؤس هو المسيطر، مما جعل الإنسان يتخذ الكسل أسلوبا للحياة، وسط مفاهيم فقدت معناها وأصبحت مجرد مسكوكة لغوية بلا مضمون حقيقي. ومع تحول العدمية إلى منهج في العصر الحالي، حيث باتت الحياة تُمارس وكأنها نوع من الحداثة الفارغة. ويقتبس من نيتشه فكرة أن الإنسان الذي يتحدث عن الحقيقة يبدو أحمقا، بينما أصبح الجهل مقدسا عند الجموع، مما يجعل الخيارات أمام الفرد بين الضحك أو الجنون.

ويشير ذ المعانيد الشرقي ناجي في قراءته القيمة للكتاب إلى أن الانتشار الواسع للجهل يوفر إمكانية ثالثة، وهي الرقص على أنغام المدينة الجاهلة، في استنكار ساخر للوضع، حيث يتحول الجهل إلى سيمفونية صاخبة تعكس غياب الفكر النقدي والعقلاني.

ويناقش الدكتور عزيز الحدادي فكرة تخلي الإنسان عن الوجود المتحول والتغيير، وانغماسه في العدمية التي تفقده إنسانيته وتقوده إلى العزلة والقيم الممسوخة. يرى الكاتب أن الإنسان الحديث تحول إلى مجرد سلعة تُسوق بأثمان بخسة، وأصبح الفكر الفلسفي يعيش حالة من الركود والخوف، فلم تعد الفلسفة قادرة على التأثير كما في السابق.

يستعين الكاتب بفكر هيراقليطس لتوضيح أن الوجود في تغير دائم، وأنه لا يمكن الاستحمام في النهر نفسه مرتين، مما يعني أن كل شيء متغير ومتصل بنظام الأسباب والنتائج. كما يوضح أن فهم العالم من خلال مبدأ السببية فقط قد يكون قاصرا، لأنه قد يقودنا إلى إهمال الأبعاد الأعمق للوجود.

أن الكتاب بهذا المعنى يطرح تساؤلات فلسفية حول معنى الوجود، وتأثير العدمية الحديثة على الإنسان، محاولا إعادة إحياء الفكر النقدي في مواجهة الركود الفكري.”

وللكاتب العديد من المقالات التي تتناول العلاقة بين السينما والفلسفة. يقول في أحد مقالاته المنشورة حديثا ” السينمائي يتحدث بالطريقة التي يتحدث بها الفن السابع، إنه يصنع الصور مثل الرسام، والأنغام مثل الموسيقي، والفرحة مثل المسرحي، ساحر يلعب بالإنارة والزمن والحركة ليلقي بنا في الدهشة، والسينما ليست سوى دهشة كالفلسفة.
كيف يمكن للسينما أن تكون جميلة باستمرار؟ هل لأنها تستثمر الجميل؟ أم أنها تسعى إلى نشر الحب؟ وإذا كان الأمر كذلك: كيف يستطيع النقد أن ينال من ماهيتها؟وما أطول هذا الليل لو لم تتدخل هذه الأسئلة لتضيئه ببريقها.

وهذه بعض مؤلفات الدكتور عزيز الحدادي:

– العالم العربي في ضيافة العدمية – دار التنوير

– ابن رشد وإشكالية الفلسفة السياسية في الإسلام – دار الطليعة

– الفلاسفة والنساء – دار رياض الريس

– أزمة الفكر العربي وأسئلة الميتافيزيقا – أفريقيا الشرق

– نهاية الفكر العربي ومولد السياسة المقدسة – دار الطليعة

– الفلسفة النقدية ومرح الحقيقة

– النساء والحب سفينة الحمقى – أفريقيا الشرق

– جدل الفلسفة والسينما

– لحظات.. ويأتي سقراط……

وينشر الدكتور عزيز الحدادي مقالاته في عدد من الجرائد والصحف العربية من بينها القدس العربي.

مقالات ذات علاقة

بحث عن مشاغب

زيد الطهراوي (الأردن)

في رثاء الصديق “أبو رأفت” رحمه الله

فراس حج محمد (فلسطين)

يا أرض أجدادي

زيد الطهراوي (الأردن)

اترك تعليق