في رحيل الإذاعية القديمة/ كريمة المازوزي*
في البدء أستمطر شآبيب الرحمة على روح زميلتنا الصديقة الخلوقة الغالية كريمة المازوزي، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لها، ويرحمها، ويسكنها فسيح جناته، وأن يجازيها عن كل ما قدمته لنا، من محبة ودعم وتوجيه، بعظيم الأجر وحسن الثواب، وأن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتها، وخالص العزاء لأسرتها العزيزة وأحبتها كافةً.
وأتوجه بالشكر الجزيل للأوفياء من الزملاء والزميلات الذين سعوا في تنظيم هذا اللقاء التأبيني، وهو جهد يصفع المؤسسات الحكومية الرسمية التي لا تلتفت لمن وهبوها عُصارة أفكارهم وإبداعاتهم وجهودهم، وأسهموا في بناءها، وإثراء إنتاجها الإبداعي ومسيرة عطائها المهني. والامتنان للدعوة الكريمة التي تلقيتها من العزيزتين عواطف التاغذي وفريدة طريبشان للحضور والمشاركة، وهو أقل ما يمكن أن نقوم به تجاه هذه الزميلة الخلوقة المبدعة التي نعتز ونتشرف بعلاقتنا معها، ونؤمن بأن روحها الملائكية الساكنة في أعلى علييّن تشاركنا الآن هذا الحدث، وستظل معنا حتى يجمعنا لقاءٌ أبديٌّ، يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم.
لا يكتمل إيمانُ المؤمن إلاّ بيقينِ الموت. ولذلك فإنَّ الأحبة الذين يرحلون ويغيرون أماكنَ سُكناهم، سيظلون معنا .. كما نحن على يقين بأننا سنلتقي بهم يوماً ما.
كريمة .. لازالت معنا وإن بدَّلت مكان سُكناها .. الآن يبتسمُ قلبها لنا .. وتزهو روحها وهي تتفاخر بنا أمام ملائكة الله وجنوده… كلُّ نبضةِ قلبٍ .. ودمعةِ عينٍ .. وارتعاشةِ جسدٍ … تدعو لها بالمغفرة والرحمة كلما أشرقت شموسُ النهارات وأضاءت أقمارُ السموات في هذا الكون.
كثيرون يطوون صفحات حياتهم في الدنيا ويغادرونها .. ولا يتركون أثراً أو ذكرى أو محبةً .. ولكن كريمة تركت غابات مسرة وحدائق بهجة، ومجلدات حافلة، وسجلاً عامراً بالثناء والفخر والتشريف … وسيرةً عطرة على لسان كل محبٍّ.. وبصمةً راسخة في مسيرة الإذاعية الليبية … المتألقة برقة أحاسيسها .. ودفقات مشاعرها … ونبل سلوكها … وسمو قدرها.
وهذا هو الأثر الإنساني الذي يتسم بالخلود والبقاء والاستمرارية بين الأجيال .. …
اليوم لا نقول أننا نودع كريمة .. أو نلتقي لتأبينها .. بل نحن جئنا لكي نستذكر سيرتها مع كلٍّ منا حسب علاقته بها .. وذلك حتى نتعرف على هذه (الكريمات) وجوانب سيرها الثرية من كلِّ شخص .. وهذا سيزيد معرفتنا الجماعية بشخصية (كريمة) .. وسيزيد حبنا لها وترحمنا على روحها الملائكية الطاهرة . ..
فشكراً كريمة.
شكراً كريمة على كلِّ شيء.
شكراً لأنك لم تكوني مجرد فردٍ واحدٍ.
لستِ كريمة واحدة .. بل كريماتٌ كثر في جسد واحد يكتظ بالحياة في الدنيا وينال الرحمات والمكرمات في الآخرة.
شكراً لأنكِ حين كنتِ معنا وبيننا، بسمو الخلق، وشفافية الروح، كنتِ أيقونةً للمحبة والنقاء، ومثلاً لقيم إنسانية نبيلة، فرسختِ في العمل معنى الزمالة المهنية الحقيقية، وكنتِ أنموذجاً للإنسان الصدوق الطيب، الداعم المساند الخيّر الوفي، والخبير المنبِّه بصوت الهمس تارة، والإشارة الفطنة خلف الزجاج تارة أخرى لأي قصور أو خلل، بهدف التنبيه والتوجيه، تطلعاً نحو الأحسن والأفضل، الذي كنا نتشارك جميعاً في صنعه، ونتحمل مسؤوليته أمام المتلقي.
شكراً كريمة لأنكِ حتى وأنتِ بعيدةً عنا.. في مرقدك الأبدي ومسكنك ومثواك الأخير … جمعتِنا اليوم … جئنا إليك .. نلبي دعوةَ وفاءٍ إنسانية جميلة حتى وإن تعنونت بالتأبين وغرقت في الحزن والأسى .. فتلاقينا في أضمومةِ صداقة وزمالة ومحبة، تستنكر مظاهر التناسي والخذلان والنكران المذمومة، التي عليها مؤسساتنا الرسمية الجاحدة لجهود المبدعين أمثالك … تلاقينا اليوم حتى وإن كانت قلوبنا راجفة، وعيوننا دامعة، وأبصارنا تطوف بالوجوه بين الكراسي، تتأمل المقاعد، وتفتش وتبحث عنك، فلا تلمح بين الصفوف وجهك الوضاء بسمرته الأصيلة، وابتساماتك الطفولية البريئة الدائمة، التي ظلت طوال حياتك عنواناً لقلبك الياسميني الطيب، ودفء مشاعرك الفياضة الغزيرة، وإطلالة استقبالك الترحيبي المكلل باحتضانك للأحبة بكل بشاشةٍ وحبورٍ وسرور.
شكراً كريمة … لأنكِ ستبقين حضوراً راسخاً فينا، ونبضاً دائماً في قلوبنا، وصورة جميلة في ذاكراتنا، وسيرة طيبة بين أروقة الإذاعة وردهات ممراتها وقاعاتها، بل ستكونين صفحةً مشرقةً في مسيرة المرأة الليبية الإذاعية المبدعة المثابرة المتألقة عبر تاريخ كفاحها الإبداعي العريق.. ستكونين نموذجاً للثبات على الإيمان والتوحيد واليقين، وللصبر والتحمل على المرض وطول المعاناة، والتشبت بالحياة رغم كدرها ومكابداتها ……..كما ستبقين في ثنايا أرواحنا سيمفونية محبة، تتهادى بأنغامها الشجية، فنستذكر لحظتها ابتسامة عينيك وأناملك الرقيقة وهي تداعب الأزرار لتمريرها إلينا عبر الأثير، وتختارها لنا بذوق رفيع، فننتشى بهجةً وفرحاً، ونظل نهتفُ للحياة حُباً .. ولكِ دعاءً ورحمةً ومغفرةً.
تعرفتُ على العزيزة الراحلة كريمة محمد عبدالسلام المازوزي منذ حوالي ثلاثين سنة مضت، وتحديداً عام 1995م في مبنى الإذاعة بشارع النصر حين التحقتُ بأسرة (إذاعة طرابلس العرب) هكذا اسمها الرسمي وفق قرار إنشاءها، ولاحقاً أضيفت لها صفة “المحلية” ثم بعد سبعة شهور من البث أضيفت “إذاعة المليون مستمع” استجابة لرغبة أحد المستمعين حين اتصل بأحد برامجها المباشرة واقترح ذلك.
انضممتُ إلى أسرة اذاعة طرابلس المحلية بتاريخ 13 مايو 1995م، أي بعد حوالي ثمانية أشهر من انطلاقها في 25 أغسطس 1994م وذلك تلبية لدعوة الأستاذ عبداللطيف بوكر رحمه الله، الذي كان حينها رئيساً للجنة إدارة الإذاعة، وكان قد عرفني من خلال صحافة الأندية حين كنتُ عضواً بنادي الترسانة الرياضي الثقافي الاجتماعي بسوق الجمعة نصدر صحيفة “الكلمة” وذهبتُ لإجراء لقاءٍ صحفيٍّ معه حول انطلاق الإذاعة الجديدة، فدعاني للانضمام إليها حين علم أثناء حوارنا بتجربتي الإذاعية في بداية الثمانينيات بإذاعة صوت الوطن العربي، بإشراف المذيع الراحل أستاذي محمد سالم كشلاف غفر الله له، والمذيع الفنان علي أحمد سالم أطال الله عمره وبارك جهوده.
وفي تلك المرحلة شكلت انطلاقة (إذاعة طرابلس العرب المحلية) نقلة مهمة على صعيد الإعلام المسموع في ليبيا، باعتمادها خطاباً إذاعياً تميز في معظمه بالبرامج الخفيفة المنوعة المباشرة، التي لا تتم مراقبتها وإجازتها من قبل أقسام المراقبة بالإذاعة المسموعة المتعارف عليها في الإذاعات الوطنية الأخرى. كما أن اختيار مواضيع الحوارات في برامجها المباشرة يتولاه غالباً معد ومقدم البرنامج شخصياً، وهو يتحمل كل مسؤولية في هذا الجانب فنياً وموضوعياً. وقد أعطى هذا التوجه المتميز نكهةً للإعلام الإذاعي المسموع، وأعاد الثقة والاحترام للقدرات الإعلامية الوطنية في تقديم برامج تستقطب جمهور المستمعين وتحفزهم على المشاركة والتفاعل بين وسيلة الإعلام والمتلقي عبر الاتصالات الهاتفية التي قد تتطور، مثلما حدث مع إنشاء (نادي إذاعة طرابلس العرب المحلية) بإشراف الأستاذ القدير عبدالرحمن محمد والمستمع عبدالمجيد رمضان.
في تلك الأيام الخوالي البعيدة كان المبنى الخرساني للإذاعة بشارع النصر، يضم داخله حدائقَ بهجة وفضاءاتِ محبةٍ، وبيتاً للمبدعين الذين يعشقون تواجدهم الطويل به، أكثر من مكوثهم بين جدران منازلهم، ووسط أهاليهم وعائلاتهم، فيصلون الليل بالنهار في ذاك الفضاء الجذاب الآسر بكل ما فيه من التزام وجد وعمل، وتنافس فني وإبداعي شريف، لا يخلو من هدرزة ومزاح ونميمة ليبية معتادة، فيأسرك بكل مكوناته وعناصره الجذابة، بعيداً عن أي تركيز أو اهتمام بالمردود المالي البائس، ولا يجعل حضورك مقتصراً على مواعيد الفترة الإذاعية المخصصة لك وفق الجدول الأسبوعي فحسب، بل يدفعك لأن تتوسد ظلك، وتنفق كلَّ وقتك، لتتسمر هناك بلا ملل، تراقب عملية تسجيل، أو تتابع عملية مونتاج، أو تستمع لبعض الأغاني بالمكتبة الإذاعية، أو تخوض جدالاً بيزنطياً كروياً أو فنياً، ونقاشاً ليبياً تفاعلياً بكل ما فيه من تفنن في صناعة الكلام .. الذي يظل أحلاه وأبهاه … (الكلام الزين).
في ذاك المبنى وجدتُ أمامي أساتذة مخضرمين أجلاء، وإذاعيين بارزين ومشهورين كنتُ أستمعُ إليهم عبر الأثير بكل الشغف والحبِّ فأُعجِبُ بهم، وأتوق إليهم، وأتطلع إلى شرف اللقاء معهم والتعرف عليهم عن قرب، والنهل من معين خبراتهم مثل (المرحوم سعيد السراج، وأحمد المهدي عمران، وعبدالمجيد العكاري، وعبدالرحمن محمد، وعزالدين عبدالكريم، وأحمد الحريري، وأحمد الغزيوي، وعبدالله مليطان، والهادي حقيق، والمرحوم محمد كشلاف، والمرحوم خالد بن عيسى، والمرحوم لطفي عبداللطيف، وبشير بلاعو، والمرحومة فاطمة عمر وعويشة الخريف، وعبداللطيف المهلهل، وآمال الهنقاري وغيرهم مع حفظ الصفات والألقاب) ومن الزملاء الشباب الذين سبقوني في الالتحاق بالاذاعة (حسام الدين التائب، وخالد المحجوب، وأبوالقاسم البوسيفي، وصلاح بلعيد، والمرحومة جنينة السوكني، وهدى عبداللطيف، وثريا محمد)، وأعتذر لمن سقط أسمه من ذاكرتي لأن حضوره في القلب كان باذخاً وطاغياً.
وحين تم اختياري وتكليفي بمشاركة الزملاء في إعداد وتقديم حلقات برنامج (معنا، معكم، معاً على الهواء) الذي كنا نتبادله، وهو برنامج مباشرة على الهواء لمدة ساعتين وأحيانا أكثر من ذلك، حين يستهوينا النقاش والنغم، ويُستطاب المقام والحوار، كانت كريمة المازوزي هي أولُ فني تعاملتُ معه في بثِّ حلقتي الأولى لهذا البرنامج على الهواء.
حدث ذلك يوم الاثنين الموافق 5 يونيو 1995 والذي يصادف اليوم العالمي للبيئة، وقد أزال عني حضورها ومشاركتها معي مخاوف رهبة التقديم الأول على الهواء، فدخلتْ معي قاعة الأستوديو، وأثثت معي مكوناته، حيث جهّزت وثبَّتت أمامي ناقل الصوت، وجربته، وتأكدت من تشغيل الهيدفون للتواصل الداخلي بيننا عبره، ثم أثناء الفواصل دعمتني باختياراتها الموسيقية الرائعة، ومقترحاتها الفنية التي كانت تردني بالصوت تارةً، وبالإشارة منها خلف الفاصل الزجاجي تارةً أخرى، فظل كيانها الإبداعي أمامي يبعث فيَّ الكثير من الطمأنينة والثقة، ويوجهني لتقديم ما يرضي المستمعين. وهكذا رافقتني كريمة الإنسان والفنان بروحٍ أخويةٍ داعمة، مشجعة، صابرة على بعض الهنات والأخطاء وبعض الارتباك المعتاد في التقديم الأول، ولازلتُ أتذكر كلمتها النصيحة الذكية إثر إنتهاء الحلقة وهي تستقبلني بعد خروجي من الاستوديو، خلال فترة التقاط الأنفاس والاستراحة (ما شاء الله عليك يونس .. نفسك طويل والمادة دسمة .. اترك مساحة للنغم والموسيقى) .. ولذلك فأنا سأظل مديناً لها بهذا الدرس وأكثر رحمها الله.
وحين صادف موعد إحدى حلقات برنامجي (طرابلس اتصبّح عليكم بالخير) الذي كنتُ أعده وأقدمه صباح كل يوم جمعة، الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الإذاعة، طلبتُ من المدير التنفيذي للإذاعة المرحوم خالد بن عيسى أن أستمع إلى تسجيل البرنامج العام لليوم الأول، فسلَّمني الشريط المسجل، وذهبتُ به مسرعاً إلى الراحلة كريمة المازوزي التي ساعدتني في الاستماع إليه في حجرة المونتاج الملاصقة لحجرة أستوديو البث المباشر، ورغم انتهاء فترة دوام عملها ذاك المساء، إلاّ أنها بقيتْ معي، ووضعت الشريط في بكرة الجهاز، وأدارت الأزرار، وظلت تشاركني الاستماع، تتحمل توقيفاتي الكثيرة لتدوين أسماء الأوائل الذين نفَّذوا البثَّ في ذاك اليوم، وأسماء المتصلين والضيوف والإذاعيين والأغاني وغيرها، والتي استفدتُ منها لاحقاً حين نشرتها، وكل ذلك بفضل مساعدتها.
في كتابي (سيكا .. وبياتي .. وميكروفون) الذي جمعتُ فيه مقالاتٍ ولقاءاتٍ إذاعيةً وفنيةً ليبية، الصادر سنة 2021م عن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، تحدثتُ عن تجربتي في إذاعة طرابلس العرب المحلية، واخترتُ زميلتين إذاعيتين للكتابة عنهما تقديراً ومحبةً واعتزازاً بهما، فكانت العزيزة كريمة المازوزي إحداهما حيث أفردتُ لها صفحتين نشرتُ بهما نبذةً قصيرة من مسيرتها المهنية التي كنتُ قد قدمتها بها في حفل تكريمها بتاريخ 12 ديسمبر 2018م أثناء ندوة بعنوان (الإعلام المرئي والمسموع نحو خطابٍ واعٍ ومضامينَ هادفة) التي أعدها وأدار حواراتها الإذاعي القدير الأستاذ عبدالرحمن محمد بمنتدى بشير السعداوي بطرابلس.
بعد ذلك التقينا وتواصلنا عديد المرات بالهاتف أو عبر الفايبر أو الماسنجر للاطمئنان على حالتها سواء حين كانت في تونس أو ألمانيا أو بعد رجوعها .. وفي آخر لقاء بيننا في أزقة المدينة القديمة سألتني بشغف وترقب عن كتابي (العاشقة الطرابلسية) حول إصدارات الأديبة فوزية شلابي التي أعرف مدى علاقتها الشخصية بها إبان عملها معها عن قرب في إذاعة طرابلس، وها أنا أهدي نسخة من الكتاب الصادر هذا العام لأسرتها الكريمة .. وإلى روحها العزيزة.
وفي الختام .. وكما البدء … شكراً كريمة.
أدركُ أنَّ يوم الأربعاء الموافق 3 يوليو 2024م الماضي يوم رحيلك كان حزيناً وصعباً وقاسياً على أسرتك وأحبتك والزملاء الأنقياء، وأصدقك القول بأن رحيلك ألجمني، وبعثر فكري ذاك اليوم، رغم الإيمان بحتمية الموت، ولم أقوى على تقديم التعازي سوى للزميلتين فريدة طريبشان وعواطف التاغذي وللأستاذ عزالدين عبدالكريم الذي أعرفُ سمو العلاقة الإنسانية الوطيدة والمحبة المتينة المتميزة المتبادلة بينكما.
وها أنا أراكِ الآن هناك، طاهرةً بين يدي مليكٍ مقتدر، تحفك الملائكة في الفردوس الأعلى.
وها أنا وصويحباتك الفضليات، والزملاء الأوفياء الخُلَّص نقرأ الفاتحة في سرنا ترحماً على روحك البهية وندعو لك بالرحمة.
وها أنا أستسمح الحضور الكريم والإذاعيين الأجلاء كافةً، مقترحاً التكرم برفع توصية لإدارة القناة الوطنية لحثها على إطلاق اسم الراحلة كريمة المازوزي على إحدى قاعاتها أو استوديواتها، حتى تظل حاضرةً في مجريات العمل الإذاعي اليومي، كما هي حاضرة فينا ومستوطنة قلوبنا، وبين صفحات أرشيف تاريخنا الإذاعي العريق.
شكراً كريمةً … فقوة الإيمان بحتمية الموت، تمنحنا الصبر على بعادك، وتجعلنا على يقين تام بأن الله سبحانه وتعالى قد اختار لك الأفضل والأرحم، ونقلك من دنيا فانية إلى جناتٍ وفردوس ٍمقيم… و(إنا لله وإنا إليه راجعون) و(لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم).
كلمتي التي ألقيتها مساء اليوم السبت الموافق 17 أغسطس 2024م في موكب تأبين الزميلة الإذاعية الراحلة كريمة المازوزي بالمعهد العالي لتطبيقات الفنون بزاوية الدهماني بطرابلس