أنور سعدو | العراق
أراملُ بلادي
نامي أرامل بلادي نامي
على جُبنٍ وخنوع … وسطوة حرامي
نامي جموعُ جياعٍ . وابحثي
عن عملٍ في عصيان المزابل
شاعر بدأ الكتابة في بداية السبعينيات في الصحف العراقية مثل: طريق الشعب والراصد والفكر الجديد. إنّه الشاعر المبدع هاشم عبّاس خصّاف أو(هاشم الرفاعي) كما يكتب اسمه على مجامعيه الشعرية، كان ماركسياً في تلك الحقبة الثقافية التي كان يمرّ بها العراق، الأمر الذي أدّى إلى فصله من الدراسة.
إنسان بمعنى الكلمة، شفّاف جداً وهادئ، تحبّه حينما تلتقيه لدماثة خلقه وحديثه الشائق، ثقّفته الأيام ثقافة رائعة. صدرت له مجموعتين شعريتين، هما: (مفازة في الحبّ) الطبعة الثانية التي صدرت عن ار المثقف ببغداد 2019، و(سمسار شعارات) التي صدرت بطبعتها الأولى عن دار المثقف كذلك عام 2018.
حافظ على مبادئه وأفكاره، وصوّرها تصويراً جميلاً من خلال شعره، امتاز شعره بمعالجة قضايا اجتماعية وسياسية ووجدانية، فمن القضايا الاجتماعية التي تناصّ فيها مع الشاعر الكبير الجواهري (رحمه الله)، قصيدته التي ذكرناها في بداية حديثنا:
أرامل بلادي / نامي أرامل بلادي
تناصّ فيها مع الجواهري الذي قال: نامي جياع الشعب نامي
وتناصّ أيضا مع المتنبي في قصيدته (وقفة تأمُّل) مع بيت المتنبي المشهور :
وقفتُ وما في الموتِ شكٌّ لواقفِ / كأنّك في جفن الردى وهو نائمُ
وصوّر سياسة السلطات البعثية القمعية مع السجناء السياسيين والتعذيب الشديد في قصيدته (هيباط .. هيبط)، ذكر الأساطير والآلهة القديمة في شعره وهي ظاهرة فنية برزت في شعر الحداثة، مثل (عشتاروت ) وغيرها، استعمل الرموز القديمة والحديثة في شعره، مثل: الحسن بن هانئ وجميل بثينة وليلى الأخيلية وعنيزة صاحبة امرئ القيس ونزار قباني وحسين مردان ورشدي العامل وعبد الرحمن طهمازي وسعدي يوسف وإبراهيم ناجي، الذي قال عنه:
هيَ أطلالُ عشقٍ لابن ناجي
وهجراتها لم يكن بحسبانِ
اسقني … أروي
اتركني بحبّها سكرانا
تغزّل بـ (دمشق) بقوله :
يا ابنةَ الشامِ
يا أصلَ التيه والهوى
آخ دمشقُ
أنا بينَ ذراعيكِ وأنتِ لي مأوى
للشاعر مجموعتين شعريتين ستصدران قريبا -إن شاء الله-، نتمنّى على الله لشاعرنا المبدع الصحة والعافية والتألّق المستمر والأمان والسلام.