تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد | مصر
الشاعرة والإعلامية اللبنانية لبوة مصطفى – 1971م. “الملقبة بعاشقة الورد”.
“أحب سفرك بين أصابعي
أحب رحيلك في ظلي
أحب موتك بين أضلعي
أحب المساء لأنه يحملك إلي
مسجى على جناح الحنين….
أحب…..
أحب غيابك بي “.
—
أنا الحرف الباقي
من سبحة اشعارك
الطف بي ولا تشطرني
نصفين فكلا شطري
في سبحتك يصلي
إن الجنة لا يطأها
من لا يصلي
أنا العاشقة للمسك
المعتق في حنايا صدرك
فأثر لي قصيدة منه
أعطر أنفاسي لأبدأ صلاتي…
… عاشقة الورد…
*
من لبنان الساحرة وبالحب عامرة وبالجمال ناثرة حيث موال الأرز الذي يترجم لنا حسن هذا المكان والطبيعة الأولى التي مزجت هذا الإنسان في تلقائية أمام الفنون الجميلة هكذا.. بل جعلت من الفرد العادي شاعرا وفنانا داخل حالة الإلهام الذي يوحي بمقومات الإبداع..
فكان هذا اللقاء مع الشاعرة والإعلامية اللبنانية لبوة مصطفى (عاشقة الورد) في ثنائية التفاعل والتناغم فكتبت الشعر العمودي والحر ثم وجدت نفسها في قصيدة النثر فصحى وحكي لهجة لبنانية غنائية مشفوعة برومانسية العشق والغزل عنوانا لبيئتها الزاهرة والزاخرة والعامرة بكل الأنواع والألوان في مساحات تكشف لنا عن السهول والوديان التي تنساب بمشاعر المبدع الموهوب والمصبوغ بمسحة الروح المرهفة..
حيث ترى أن قصيدة النثر تستحوذ على التعبير والتصوير في إبحار حقيقي الوجدان في ارتقاء وهذا في عالمها المتفرد أنموذج يحاكي ويصلح كي يعالج قضاياها وواقعها المتمرد والمتمدد معا.
أليست هي القائلة:
عيناه وشتاء بيروت
وقوس قزح على شفتيه
كم جميل شتاء بيروت
وحميمة نار عينيه.
* نشأتها:
ولدت الشاعرة والإعلامية اللبنانية لبوة يوسف مصطفى عام 1971 م ، في مدينة بيروت لبنان.
من إنتاجها:
الإصدار الشعري الأول (القصيدة الضائعة) عن دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع.
” أنا كتاب من قطرات المطر “.
* مختارات من شعرها:
تقول الشاعرة والصحفية اللبنانية لبوة مصطفى في قصيدة بعنوان ( يوم الحساب ) حيث تسطر فيها تباريح الشوق ومدى الجراح ولوعة العشق في مصارحة ومراجعة تكشف فيها حجم الضياع والمعاناة وتنتصر للروح بعد طول الغياب في بوح يعكس انشطار هذا الحب المتصدع برغم محطات الغزل الجميل وانهيار هيكله وانسياب الدموع ألما ووجلا:
نهر الدموع شربته أقداحاً
ملأها بكأسي طول الغياب
كساني من المر وشاحاً
نديم علقمٍ أفقدني الصواب
خطَّ الجور عليَّ أزياحاً
بيراع لونه يحاكي التراب
غرز النصل في القلب رماحاً
وشرب نخب فؤادي المصاب
أقام على حزني أفراحاً
موائد عربدةٍ ترتدي الحجاب
خمرها مسكاً طهرها مصباحاً
قاصداً بجسدي الأجر والثواب
جعل أتراحي للفضاء رياحاً
ومن الآمي لصلاته المحراب
حبٌ برأت منه يطلب سماحاً
إدمانٌ أقلعت عنه يطرق الباب
أشبعَ فضولَهُ بي نواحاً
وقد جاءهُ يوم الحساب…
*
ثم تنتقل بنا شاعرتنا الرائعة في قصيدة أخرى نثرية تحت عنوان (رحيل) من منطلق دوامات الحب ويوم الحساب العاطفي في وداع للأمنيات والوعود الوردية في صدام يجسد رؤية الواقع وجمرات الحزن والغياب والصمت وذبول أغصان الغزل من دوحته والتصرفات التي أفسدته فتعبر بكلمات ترسم هذا المشهد الكئيب في لغة تنم عن صدق الأحاسيس فتقول فيها:
أجزاء حب تغادر المحار
تكتب آخر وصاياها على خدي
وتنتحر بين شفتي…
شيب يا غبار العمر
لاكت سنواتك طواحين الهوى
وتآكلت أغصانك الخضراء
بجمرات الحزن…
غياب هو الصمت
شريد هو الوجع
حريق هو الانتظار….
سألملم الرحيل بأناملي
وأشق به طريقي
فاغمرني يا ياسمين
خذ أنفاسي طهرا بعطرك
أنثر الروح زنبقا
لدرب العاشقين
وتذوب الدموع في بحر الصمت
لتصبح أشلاء موج ممزق
على صخور الألم .
*
ونختم لها بهذه المقطوعة التي لا تنفصم عن وادي الغزل المطرز بالرومانسية التي تبدو من لون العين لغة تحكي للروح حكاية مطر يغسل الأوجاع ويعيد معالم الحب في هذا المكان:
طيات الأيام أنستني لون عينيك
أكانت سوداء داكنة
خضراء ماجنة
أم كانت زرقاء خائنة…
ما نظرتني بل لمست بي الروح
فأسقطت مطرا من رضابك فأورقت عاشقة بين جفنيك…
لم يكن في الوداع دموع
عيناك لم تمطر عبرات
بل هطلت تنهيدات
سمعتها وحفرتها في أضلعي
وبعد اللقاء يضيع اللقاء بين طيات السنين.
هذه كانت تغريدة بين ظلال الشاعرة والإعلامية اللبنانية لبوة مصطفى العاشقة للورد والحب والجمال في صمود ، ومن ثم ترفل تتفيئ أوراق العشق المتنامي كي تصور لنا لحظات تعانق الحلم وأخرى تنهار أمام المشاهد في حيرة وظنون نحو عالمها الرحب في نبض صادق يختصر الملامح في نبوءة عاشقة لورد الهوى الفواح في دفقات جمالية وإبداع محمل بالشكوى بين حنين وجفاء دائما.