حكايات وذكريات : سيرة قلم 3
هذا هو ديك الحلوى الذي يضرب به المثل
بعدما يقرب من نصف قرن على اختفائه.. عثرت في أحد محلات تركيا.. على (ديك الحلوى).. الذي كانت لنا معه ذكريات جميلة ومحببة.. لا يعرفها ولا يدرك طعمها ومذاقها إلا من عاشها.
كنا صغارا.. وكانت أحلامنا صغيرة جدا.. لا تتعدى حجم هذا الديك.. الذي أحببناه كثيرا.. أكثر من أي شيء آخر في حياتنا.. إلى الحد الذي يضطر فيه أحدنا إلى أن يلازم الفراش.. ويتظاهر بالمرض.. ويمتنع عن الأكل.. من أجل أن يظفر بــ (ديك الحلوى).
لقد كانت أمنية المتمارض منا.. أن يسمع والديه يقولان له : (كان كليت.. نشرولك ديك حلوى).. عندها فقط.. يجلس في فراشه.. ويأكل ما يقدمان له.
نعم.. كان (ديك الحلوى).. من أجمل وأحب أمانينا.. وكان عزيزا على قلوبنا.. وعلى قلوب كبارنا أيضا.. الذين عشقوه أيضا صغارا.. حتى ضربوا له هذا المثل ــ الذي تناقلته الأجيال.. ويضرب لمن يصر على طلب شيء ما.. ويمانع صاحبه في منحه إياه رغم إصراره.. حتى يقول له : (والله ما نك واخذا.. حتى لو تميت ديك حلوى).
تحية صادقة مني:
إلى الذين يعرفون (ديك الحلوى) وعاشوا زمنه الجميل.. ويعرفون عنه وعن حكاياته أكثر مما كتبت.