شعر

تذاكر للجحيم

من أعمال الفنان محمد الشريف.
من أعمال الفنان محمد الشريف.

وتخضَّل عبر الأسى
والدموع التي ملأت،
جفنة الخمر،
من ذا يحطِّمُ
قفل المدينة؟
يرى وجه قاتله الميّت الحيّ
خلف القناع،
وخلف وجوم العيون الحزينة.
يحدثني الصوت
أنّ السيوف
التي مزقت هامة الشّمر
عادت لتستلّ قلب الحسين
وأنّ الذئاب التي افترست
قاطع الدرب،
عادت لتفترس العابرين.
رفيقي السيوف الذئاب المدينة
تحدِّق عبر العيون الحزينة.

عقم الحجارة، والعيون
عادت بلا فجرٍ تحدق
والضحية والجناه
في عتمة الملهى،
وصوت النادل السمج
«الخيوط من ذا يحركها فيكسب»
والمقاعد والشهود
والليل، والقمر المعلَّق في المدينة،
والكلاب
تعوي وأحذية الرجال الجوف تعبر، والضَّباب
أبداً سيحضنك الضباب.

ويهزأ عبر ثقب الباب سجّاني
غداً في هذه العتمة
غدًا في حزمة (الشوفان)
تحرق دونما رحمة
عذابك قبل بدءِ الموت يقتلني
أنا من أجل أن تبقى
عيونُك في جبين الشمس
أقتلُ دونما رحمة
لماذا الليل والعهر،
وأحذية الرجال الجوف
تعبر هذه الزحمة

اقتلني وامسح خنجرك الدامي
في وجه الشمس
ولتكتب اسمي
في قائمة المشبوهين
ها أنذا أكشفُ أوراقَك أقلبها
فالدنُّ المكسورة لن تملأ،
والسيفُ الذهبي
كالحربة يقتُل،
والميتة في سجن القيصر
كالميتة تحت سنابك خيلك.

من ذا يحطم باب غربتنا
في الليل يسحق ذلَّها العاري
يا موسماً مدت لكل فمٍ
شفةً تفجّر جوعها الضاري
أفعى يراقصك الحواة، سدى
فغداً سيطفأ رمحك الناري.

(يناير 1970)

مقالات ذات علاقة

غربة التوهج

المشرف العام

على عكاز شيخوختي

جمعة عبدالعليم

ضباب

غزالة الحريزي

اترك تعليق