طيوب البراح

ملاكي

أحمد التواتي

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

لا نستطيع تفادي ذلك الإحساس وهو فقدان أعز ما نملك، كنت أرغب بأن أحدثها عن حياتي وأعمالي بعد الانتهاء من دراستي، ولكن لم أجد الوقت الكافي لذلك. كانت تنصحني بجيراني بأن أعاملهم بإحسان لإنهم يكونون عشرتنا في الحياة، وكانت تراقبني في المنزل طوال اليوم عن قرب وأنا أتحسس كل تحركاتها، وكنت أتضايق من ذلك ولم أكن أعلم أنها كانت تحرسني.

ذاك العام الذي حدث فيه الصراع المسلح، وكان منزلنا في قلب ذلك الاشتباك وكانت تتساقط علينا القواذف من كل صوب. كنا ضحايا نحن وجيراننا نفر هنا وهنا، وأنا بقيت لم أرد الخروج من المنزل، وقررت عدم تركي وحيداً رغم علمها بأن الأمر سيزداد سوءاً واضطررت للخروج من أجلها وخرجنا.

تركتها عند أحد أقاربي وهي في صحة جيدة جداً بدنياً، رغم نفسيتها التي لا تتحمل الضغوطات.

تلك المكالمة الهاتفية من خالتي التي أصابتني بصدمة، وظننت أن المكالمة كانت خيالاً، حاولت النهوض وكانت الحقيقة عندما رأيتها بأم عيني في العناية الفائقة هنا علمت أنني فقدت ملاكي.

مقالات ذات علاقة

استطعت تجميد الدمع بعيني

سمية أبوبكر الغناي

المسافات تبكينا

المشرف العام

قمر آفل

المشرف العام

اترك تعليق