متابعات

طرابلس تحتضن احتفالية توقيع كتب أدباء غدامس

الطيوب

احتفالية توقيع ثلاثة أدباء من مدينة غدامس – فندق هارون – طرابلس

نظم مكتب الثقافة غدامس للتنمية المعرفية مساء يوم الأربعاء 14 من شهر ديسمبر الجاري بقاعة عروس الحبر بفندق هارون في طرابلس احتفالية توقيع لثلاثة أدباء من مدينة غدامس لأحداث إصداراتهم الإبداعية، وذلك على هامش الصالون الثقافي السابع، بحضور لفيف من الكتّاب والشعراء والمهتمين بالحركة الثقافية الليبية، وقد أدار وقدم الاحتفالية الكاتب والإعلامي “يونس شعبان الفنادي” الذي شارك بثلاثة ورقات رصد فيها انطباعاته وقراءته النقدية لأعمال الكتّاب المُحتفى بهم، واستهل بكتاب الدكتور “الصديق البخاري” المعنونة بـ(الخرافة في الأدب الغدامسي) الصادر عن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية مشيرا إلى أنه يحمل العديد من التساؤلات التي قد تعصف بذهن القارئ وتزرع بعض التخمينات أو التوقعات حول متحواه ومضمونه حيث أوضح بأن الكتاب يوفر قدرا كبيرا من المعلومات الأولية التي تحدد جنس الموضوع وهو (الخرافة في الأدب) والمكان الجغرافي الكائن بغدامس مما تتيح له بالتالي مصافحة مفعمة بالدفء والتشويق للغوص في فصوله الثمانية عشرة سواء مع المختصين في الأدب أو المهتمين والعاشقين لحكايات التخاريف والقصص الشعبية، ثم انتقل للعمل الروائي الثاني المعنون بـ(المارشال في مهبط غدامس) للكاتب والروائي “أبو زيد أبو زيد” وأضاف أنه من خلال هذه الرواية تعرفت على بعض أفكارها ومضامينها التي لا تكاد تغادر فضاء هذه المدينة العريقة وتابع الفنادي ليس بغريب على عراقة غدامس أن تنجب روائيين بارزين فهي أرض المبدعين والنجباء من شعراء وقصاصين وأعلام كثر نالوا صيتا وشهرة واسعة امتدت خارج حدود المدينة وخارج حدود الجغرافية الوطنية الليبية وأكد أن الأديب “أبو زيد أبو زيد” قد صاغ روايته التي قسمها إلى اثنين وأربعين فصلاً بلغة سردية منفتحة على مفردات اللغة الغدامسية القديمة واللغة الايطالية، فانزرعت في جملها وبين سطورها العربية الفصحى بكل أريحية ويسر ، من أجل تجسيد وتمثيل الصورة التعبيرية بكل دقة تفاصيلها المشهدية، وتقريب دلالاتها ورمزيتها ومعانيها للقاريء.

واستطرد الفنادي في ورقته الثالثة حول تجربة القاص والروائي “إبراهيم الإمام ” قائلا :إبراهيم عبدالجليل الإمام، صار حاضراً بقوة وثبات في أركان المشهد الأدبي والثقافي وثرياً في إنتاجه المتسم بالتنوع والغزارة التي تبرهن على امتلاكه ملكة الفكرة، وموهبة القبض عليها وكتابتها بأدواته الفنية المتقنة، وتكتنفني مشاعر متداخلة بين الفخر بكثرة اصداراته الإبداعية المختلفة، والاعتراف بعدم قدرتي على متابعة غزارته وتعدد أجناسه المتنوعة بين الرواية، والقصة القصيرة، والكتابة للأطفال، والدراسات، والمقالة، وتحقيقات المخطوطات، ولم يتسنى لي بعدُ مواكبة هذا المنهل العرم كسيل ممطر بالخير والجمال والإمتاع والمضمون لدحر جيوش الجهل والقبح والتوحش مضيفا بأن ما يقدمه الإمام من أدب هي قصص وأساطير منسوجة من التراث الغدامسي القديم، من أصالة المدينة ومن تراث الواحة ومن نسج الأسلاف، التقنيات الكتابية للإمام ناضجة، فهو كاتب ذو مخزون ثقافي ومعرفي كبير في تاريخ مدينة غدامس، ولو سخّر هذه الإمكانيات لكتابة رواية أو سلسلة روائية حول إرث غدامس فسيقدم للقارئ عملاً لن يقل عن أعمال العمالقة.

كما حدثنا في المقابل القاص والروائي “إبراهيم الإمام” عن مجموعته القصصية “جمهورية العسل” المتضمنة عشرين قصة قصيرة ترصد موضوعات مختلفة اجتماعية محلية مطعمة ببعض الإسقاطات عن الواقع المحلي الراهن، وأضاف بأن رواية (حجر غدامس) تدور أحداثها في مدينة غدامس القديمة لاسيما أثناء الحرب العالمية الثانية وهي تتحدث عن قصة البحث عن الحجر الضائع بغدامس وتتصارع بعض القوى لامتلاكه والاستيلاء عليه.


من جهة أخرى خصنا الدكتور “الصديق البخاري” بكلمة توجه فيها بجزيل شكره وتقديره لكل من حرص على حضور احتفالية اليوم وما يشكله هذا الحرص والاهتمام من دعم ورافد مهم لنا، وحدثنا بداية عن كتابه الأول (الخرافة في الأدب الغدامسي) فقد تناولت فيه مجموعة من القصص تمزج ما بين الجِد والمبالغة إلى حد الخرافة والهدف منها هو تسليط الضوء على الأدب الغدامسي بصفة عامة وما تتمتع به حضارة غدامس من تراث لامادي وأيضا هي دق للناقوس ولفت انتباه المسؤولين لضرورة الاهتمام بهذا الميراث الكبير على اعتبار أنه حتى اليوم يعد تراثا شفويا مما يستلزم منا تدوينه بغية نقله للأجيال القادمة، أما كتاب الثاني (القادوس) فهو يتناول القادوس المكّون من إناء نحاسي يحتوي على ثقب من الأسفل يملأ عدة مرات في اليوم ويحسب بالعُقد وزمنه وفق التوقيت الحالي ثلاث دقائق لذا هو يعتبر ساعة غدامس المائية التي كانت هي الحكم لتوزيع المياه على أرجاء المدينة ببساتينها ومزارعها، والكتاب الثالث (الطريق إلى غدامس) كتبته وألفته عام 2009 حينما كنت مسؤولا عن السياحة في منطقتي غدامس ونالوت وجاءت فكرته انطلاقا من وفائي لهذه المنطقة الممتدة من مدينة الجوش إلى مدينة غدامس فحاولت تبيان أهم المعالم السياحية في هذه المدن والقرى المجهولة للكثيرين وترجم هذا الكتاب للغة الإنجليزية، أما كتابي الرابع (غدامس الجوهرة الفريدة) فقد تناولت فيه حوالي أكثر من خمسين موضوع لا يوجد مثيل لهم في العالم إلا في مدينة غدامس من طقوس الأفراح والمأكولات والنسق المعماري للمدينة وبعض العادات والمخطوطات والتراث الفني والأدبي.

وفي ختام الاحتفالية منح مكتب الثقافة غدامس شهادات تكريم لعدد من الشخصيات الصحفية والإدارية تقديرا لجهودهم المبذولة وهم : السيد “محمود اللبلاب” مدير إدارة الكتاب والنشر بوزارة الثقافة والتنمية المعرفية والقائدة الكشفية السيدة “منجية أحمد فنامي” الموظفة بادارة المطبوعات والسيد “مصطفى الأطيوش” مدير دار القبس للطباعة والسيد “أحمد الطاهر هارون” مدير فندق هارون السياحي.

مقالات ذات علاقة

مسرحية الصابية.. تصوير مؤلم لواقع ليبي أشد ألماً

محمد الأصفر

دار حسن الفقيه تحتضن حلقة نقاش حول المشروع الثقافي والتنوع

مهند سليمان

تلاميذ التوفيق يحتفلون بمجمع اللغة العربية في يومها العالمي

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق