يَـٰـايُّـها الدِّاعِـي إلى التَّـوطينِ ، ارفُـقْ بِـحالةِ شعبِكَ الْـمِسكينِ
بَـدَّدتَ أموالَ الْـبِلادِ مُخاتِـلًا و مُخادِعًا ، و سَرقْـتَ كُـلَّ ثمينِ
كَـالْأخطبُـوطِ و أذرعٌ في جَـيْـبِـها ، تَستَـلُّ كُـلَّ أمانةٍ و أمينِ
كَالثَّعلبِ الْـمكَّـارِ صادَ دجاجةً ، و يَـزيدُ أخرَىٰ ساعةَ التَّمكينِ
ضَيَّــعتَ عِـزَّتَـها و خُضتَ بها غِمارَ الذُّلِّ في دوَّامةٍ لِـلْـهُــونِ
يا كاذِبًـا و الدَّهرُ يَـعكِـسُ صُـورةً غيرَ التي أَظهرتَ بِالتَّلوينِ
، بِـنفاقِكَ الْـمُحتالِ ، بِـالْإخلافِ بعدَ الْـوعدِ ، بِـالتَّزيِـيفِ ، بِـالتَّخوينِ
، و بِـكُـلِّ ذاتِ سِياسةٍ مَخطوبةٍ لِـلْـعُـهرِ تُنتِـجُ آفةَ الْـمَأفُـونِ
أَفشَلْـتَ مِـيـعادَ انتِخابَـاتٍ ، و كانَتْ حلمَـنا ، بِذَريعةِ التَّـأمينِ
مَـكَّـنتَ فينا كُـلَّ أَحمقَ ساذجٍ ، قطَّاعِ حقٍّ ، واصلٍ لِـظُـنونِ
و الْآنَ لِـلتَّوطينِ تَدعُـو صاغِـرًا بِـمذلَّـةٍ ، بِـهوًى ، بِـقلَّـةِ دينِ
تدعُـو و تَعلمُ أنَّ شعبَـكَ مَـيِّـتٌ ، لو فيهِ روحٌ ما بَقيتَ لِـحينِ
و لَـمَا عَلَـوتَ رِقابَـهُ ، أَرخَـيْتَ رِجْلَـكَ بِالشِّمالِ و تارةً بِـيمينِ
…
وَطِّنْ سِواهُ عسَىٰ حياةٌ تَـنتَـشِـي و تَدِبُّ فينا غيرةُ الْـمَفتونِ
وَطِّنْ سِواهُ لَـطَـــالَما نِـمْـنا و شَـخَّـرَ حَولنا التَّـحريكُ بِـالتَّسكينِ
أَبُـــو سَــرِيٍّ
الشَّــاعرُ
عبدُ السَّميعِ