
تَسيرُ خُطانا وظِلُّ المَمَارِّ
يَميلُ كَما مالَ حُلمُ السَّفَرْ
نَظُنُّ السَّبيلَ امتِدادًا لِعُمرٍ
فَكيفَ انتهَى العُمرُ قبلَ السَّفَرْ؟
نُسابقُ شَمسًا ونَحسبُ أنّا
إلى النُّورِ نَرقى بِلَونِ القَمَرْ
فَنُدرِكُ أنَّ الضِّياءَ خَيالٌ
وأنَّ الطَّريقَ امتِدادٌ لِحُفرْ
وَنَحلُمُ أنَّ الزّمانَ وفاءٌ
فَكيفَ يُعانِقُ وَعدًا غَدَرْ؟
وَنُبحِرُ نَحوَ المُنى في غُيومٍ
فَيَخذُلُنا المُوجُ قبلَ المَطَرْ
وَنَسألُ أينَ الأَمانِي الَّتي
سَقَينا مَداها كَطِفلٍ كَبِرْ؟
فَيَأتي الجَوابُ كَصَمتِ الرِّياحِ
يَطوفُ كَطَيفٍ تُلاقيهِ عُمرْ
فَلا الدَّربُ دَربٌ،ولا الحُلمُ يَبقى
إذا ما تَلاشى ضِياءُ البَصَرْ
فَنَمضِي،ونَحسَبُ أنّا سَنَحيا
وَيَمنَحُنا الغَيبُ ضَوءًا أَحَرْ
فَنَفتَحُ أَبوابَنا للوُعودِ
وَنَحسَبُ أنّا مَلَكْنا القَدَرْ
فَنَلقَى المَنِيَّةَ عَندَ المَفَازِ
كَأنَّ الرَّجاءَ غُبارٌ نَثَرْ
فَيَرجِعُ صَوتُ السُّؤالِ عَقيمًا
يُعيدُ الحَكايا كَصَوتِ الوَتَرْ
أَما كُنتَ تَحلُمُ أَنَّ الخُطَى
سَتَحمِلُكَ الحُلمَ فَوقَ الشَّجَرْ؟
فَأَينَ المُرادُ؟ وأَينَ النِّهَاياتُ؟
أَينَ الطُّيورُ وأَينَ الثَّمَرْ؟
وَيمضي السُّؤالُ كَنَهرٍ طَويلٍ
يُغَطِّي الحَقائقَ حَتَّى انفَجَرْ