متابعات

غياب البنية التحتية وتحديات الإبداع في ندوة المسرح الليبي وأسئلة المجتمع

ندوة حوارية حول المسرح الليبي وأسئلة المجتمع

أقيم بفضاء محمود بي ندوة فكرية بعنوان (المسرح الليبي وأسئلة المجتمع)، مساء يوم الأربعاء 12 مارس الجاري ضمن فعاليات ليالي المدينة – موسم أيام الخير لعام 2025م حيث شارك في الندوة كل من الكاتب منصور أبو شناف، والمخرج والكاتب المسرحي منير باعور، وأدارتها الإعلامية فريدة طريبشان. تناولت الجلسة واقع المسرح الليبي وما يواجهه من تحديات تتعلق بالبنية التحتية، والجمهور، ورؤية المسرحيين لمستقبل هذا الفن في ليبيا.

البنية التحتية الغائبة: أزمة المسرح والفنون في ليبيا
استهل الكاتب منصور أبو شناف حديثه بالتأكيد على أهمية تأسيس بنية تحتية للمسرح والفنون، مشيرًا إلى غياب المسارح ودور العرض السينمائي وقاعات الفنون التشكيلية واستوديوهات التسجيل الموسيقي في ليبيا. وأوضح أن الدولة الليبية، رغم عقود من الاستقلال، لم تضع الفن ضمن أولويات التنمية، وهو ما انعكس سلبًا على الحراك الثقافي والفني.

وأضاف أبو شناف أن غياب المسرح المدرسي يعد أحد الأسباب الرئيسية في ضعف الارتباط بالمسرح، حيث يحرم الأجيال الجديدة من تجربة تفاعلية مبكرة مع هذا الفن. كما أشار إلى عزوف الجمهور عن المسرح، وهو تحدٍّ وجد طريقه للحل في دول أخرى من خلال نقل العروض إلى الشوارع والمقاهي والميادين، مستشهدًا بتجربة الفنان عبد الباسط أبو قندة ومسرحيته بجوها، التي جابت المدارس والقرى، محققة أكثر من 120 عرضًا رغم حالة الركود الفني.

حرية الاختيار والتجريب: المخرج بين النص والجمهور
من جانبه، تطرق المخرج والكاتب المسرحي منير باعور إلى العلاقة بين المخرج والنص المسرحي، مشددًا على أن المخرج يمتلك حرية اختيار النصوص، مما يتطلب حسًا فنيًا في انتقاء الأعمال التي تتماشى مع ذائقة الجمهور وتوقيت عرضها. وتوقف عند تجربته الأولى في الإخراج، رغم كونها باللغة العربية الفصحى فهي قد لاقت تفاعلًا واسعًا، ما يدل على أن النص الجيد قادر على جذب الجمهور بغض النظر عن اللغة المستخدمة.

كما أشار باعور إلى أهمية البحث والتعلم المستمر في المجال المسرحي، معتبرًا أن الدراسة الأكاديمية وحدها لا تكفي، بل لا بد من الاطلاع والتجريب وإتقان لغة حية لصقل المواهب. واستعرض تجربته في تقديم عروض مسرحية خارج القاعات التقليدية، مثل عرضه الهزلي نحن هنا الذي جمع بين اللهجة الليبية واللغة الإيطالية، وقدم تحت قوس ماركوس أوريليوس في طرابلس، معتبرًا ذلك خطوة نحو تجربة المسرح المفتوح وقياس مدى صعوبة تقديم العروض في الأماكن العامة.

رؤية متكاملة
فيما أوضح باعور أن المسرح الليبي بحاجة إلى مشروع متكامل ورؤية واضحة، ومسؤولية تطوير المسرح لا تقع على الدولة فحسب، بل على المسرحيين أنفسهم، الذين يجب أن يمتلكوا مشاريع وأفكار قابلة للتنفيذ تساهم في إعادة هذا الفن إلى مكانته الطبيعية في المجتمع، وشدد في المقابل أن على الدولة أن تبدأ في دعم المشاريع الفنية سيما في المسرح كبداية بخطط تنموية بينما استدرك المخرج باعور أن غياب هذا المسار لا يجب أن يثنينا نحن كمسرحيين بقدر ما يحفزنا للعمل والاجتهاد وبذل المحاولات وإن جاءت بسيطة أو متواضعة .

مقالات ذات علاقة

مصدر مسؤول: تقصيرنا في مهرجان الشاشة العربية للأفلام ناتج عن تقصير المجلس المحلي.. ووزارة الخارجية عرقلت حضور الفنانين الأجانب

المشرف العام

سعدون السويِّح يتأمل الكون الشعري للمتنبي

مهنّد سليمان

لأول مرة في ليبيا.. معرض الخط العربي للقرآن الكريم

المشرف العام

اترك تعليق