الطيوب
عن دار مفرد للترجمة والنشر، بجمهورية مصر العربية، صدر للكاتب الليبي “هشام علي” روايته (الخدر)، الفائزة في مسابقة الكاتب حسام شلقامي، والتي تشارك بها الدار ضمن منشوراتها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب (قاعة 1 – جناح B24).
من اجواء الرواية: (إنهم يسلمون آلمهم إلينا بكل خضوع فننهمك بكل ما أوتينا من قوة لنخرجهم من لعبة الجسد غير العادلة وأثناء ذلك يرحلون إلى عوالم أخرى في مساحات ضيقة من لا وعيهم محاولين التحرر من آلامهم النفسية, ولأنها لا تظهر أبداً في قشور حياتهم اليومية تتكدس مع الزمن إلى كتلة من الصمت داخلهم.. آلام لا يملكون التخلص منها لأنهم يصطدمون بجدران شاهقة لا يرونها ولا يستطيعون القفز عليها وبمرور الوقت وهم يتجرعون قسوة الحياة، يصبح الألم حاداً وتنغرس جراحه في ذاكرتهم ويبدؤون في البحث عن الحقيقة من خلال هذه الآلام ثم لا يجدون مكاناً صادقاً سوى غرفة العمليات.. يقاسموننا مرارتها وشدة تعذيبها. كلهم يبكون حتى الرجال الذين اعتدنا أن لا نراهم يبكون، وأحيانًا نراهم يضحكون مخدرين، يبتسمون وهم يغنون وأحيانًا يئنون بوجوه قاتمة وعيون مفتوحة متوسلة لتحررهم من آلامهم وأرواحهم المكسورة.. هل علينا أن نتجاهل أنينهم باسم ميثاق الشرف؟ سيكون ذلك في نظري خيانة للهدف الذى قامت عليه مهنة الطب وهو تحرير البشر من الألم، فسحقًا لهذا الميثاق!”
نزل إسكندر من المنصة دون تصفيق من الحضور الذى كان مشدوهًا بغرابة الكلمة التي ألقاها. بدا وجه البروفيسور تاج الدين واجماً ثم ابتسم للحاضرين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!)