هايكـو التـنشـيي ـ يوكا *
تكريما لشهداء تشرين
إشبيليا الجبوري
ترجمة عن اليابانية: أكد الجبوري
التوكتوك ضماده ميداني٬ ثقافته عضوية.
حلت علي القرعة المعينة٬ يا توكتوك٬
الصرخة الغاضبة لسنوات الحزن
هذا العالم المتغير الذي أصرخه٬ العالم الآخر لروحي.!
العالم الآخر؛ بالدم والرعب يأخذ به عضويتي
الضماد٬ للذين عشقوا أبدا٬ وصدقوا٬
جعلوا دمهم يتعالى٬ إلا
بالحق.!
ولكنك يا التوكتوك كف عن صمتك المميت
وليعود سلامك المعتاد “تزمر” لروحك.
أنا أقع في الحق٬ والأفكار عنك تكتسحني
عبر قيثارتي السومرية٬ لأيقاظ سلالات الجروح المحتضرة.!
سلالة التوكتوك من الفرح والبهجة السومرية٬ حرة٬ لا تنقطع
كل ميدان مجيد٬ ودم الشهيد مقدس٬ طاهر٬ بهي
العيون البرئية الفاقدة الوعي كادحة كالنوح
نطقت على الجسور ولادتي٬ وأنا أستقبل فيك الصراخ وأستقبل.!
حتى الأن٬ الخيام في الميدان حتى ننحدر أرواحنا ببطء٬
أنشودة الطين من الإيمان تطويني إلى سبات “سلامك المعتاد” بالتوكتوك
سلامك المعتاد “يزمر” النواح المقدس.
الشوارع٬ الميادين.! حفظك الله ـ وإلى الأبد.!
لا أتمنى أن يكون التوكتوك بالقرب من حزني؛ـ
ولا حتى خطوات ضماداتك العزيزة و وجهك المحبوب
ولا يديك البطيئة المداعبة النهر بهناءة
نظراتك الكسولة كتاب مغلق.!
أتركني بالميدان. دع صراخي اليوم مغلق.
لا تفتح نافذتي لرياح الصباح المنعشة
صمتي اليوم بانس ومتجهد
الشوارع كل شيء فيها كئيبا وعبثا.!
الحزن يأتيني من شيء ما٬ أبعد مني
حزن يأتي غريب عني في الميدان
ما هو أبعد مني ليس غريب٬
دعه ينبهني أعمق مني.!
صرختي قادمة من توكتوك أبعد من ميدان مني
وكل توكتوك ما يطربه أو يصرخه٬ هو ما يحبه
في زمانه يسمع ما يخاطبه
التوكتوك ضماده ميداني.!
حين ينشط شيء ما ويوقظه٬
يضطرب عقد الياسمين وينتشر يرثي فيه٬
بسبب هذا الصوت؛ الذي يقول في أذني
أن زهرة الشوارع في ثمرتها سماء.!
طوكيــو/ 05.25.21
* التنشيي أو اليوكا٬ تكتب بأربعة أشطر٬ وبوزن ((7.7.5))٬ فالتنشي إشارة إلى قصائد الهايكو٬ غير إن لها ما يشتمل على؛ الهايكو التقليدي٬ والمعاصر والتجريبي٬ وللهايكو أجناس٬ متميزة بهويتها٬ لها من الخصائص ما يعينها بوظيفة معينة ومحددة٬ تؤطر أغراض الخطاب به. وهذا النوع٬ عند الإشارة إليه “يتراوح طول أسطره الأربع من الهايكو. علما إن للهايكو المعني بتراوح طولها بين سطر وستة أسطر٬ له أنواع٬ مثل: السينيو٬ وهايكو التانكا..٬ وتاغوغيوشي٬ والسيدوكا٬ والدودوسيتو٬ و”اليوكا أو اليوركا”٬ والمونوسيتاشي٬ ويو روكو٬ وأي أختلاف بأسلوب الكتابة لأي نوع يطمس معناه بالبيان واللمع بالمعنى. أي يبعد عن معنى للخطاب المراد به٬ الموجه بخطوطه المعرفية بتعريفه. والآن٬ أعلاه هو (الهايكو ـ التنشيي٬ “الهايكو الرباعي”)٬ و واضح لوزنه وخطابه المتميز في قصائد الهايكو٬ ولكل نوع٬ هويته الخاصة وسعيه بفرض كتابته الهايكو. مما دفعني بالأختيار والتوضيح٬ أهميته العابرة في أنفتاح المعنى٬ ولفظته المركبة الدلالة وندرة الكتابة به عربيا٬ بل شحيح تداوله في النشر.(المترجمة)