حاورها: مهند شريفة
زنوبيا الشريف اسم واعد لمع حديثًا في المشد الإبداعي الليبي، قلم طموح يحاول أن يبرهن على أفضلية الاختلاف ويفتح بذلك خياراته المتعددة التي تساهم بصورة أو بأخرى في التأسيس لبيئة إبداعية جديدة تتسامح وتتعايش مع ألوان التنوع، صدر لها عن دار الحسام للنشر والتوزيع في بنغازي آواخر عام 2019م باكورة أعمالها الروائية(اقتربي بعيدًا) التي راهنت فيها على ثيمة المفارقات ومؤخرًا تحتفل بصدور عملها الروائي الثاني (آل برلين)، هي من مواليد بنغازي 2001م خريجة مدرسة المتفوقين وتدرس حاليًا في كلية الطب، لديها اهتمام بكتابة أدب الرعب فكانت لديها مشاركة بقصة (ديار لا تُزار) ضمن كتاب مشترك صدر لمجموعة من كتّاب القصة بعنوان(قصص مشتركة)، ترى بأنه من غير المجدي التعليق على أعمالها بالشرح والتعليق، تسكنها الرواية حسب تعبيرها كأنفاس تشهق من رئتيها وتعجز عن تأويلها كارتفاع المباني وارتفاع الأصوات في حلق الوادي.
قبل ما يزيد عن العام والنصف تقريبًا، صدرت روايتك الأولى المعنونة (اقتربي بعيدًا) التي شاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع عام 2020م، حدثينا عن أجواء هذا العمل ؟
لن أُلقي موّشحةً عن مجهوداتي في العمل لكنّي أتساءل “كيف يمكن للقلق المقيت أن يرسل إنسانًا لطريق عبلا الركود المعهود”، صدّقني إن فكرة التعليق عما كتبت تبدو لي غير مجدية، فلا يوجد عبارة أقوى على التواري خلفها بالكامل، كون أن كل الكلمات معتادة.
لغة البوح تستحوذ على حيّز كبير من تقنية سردك هل ساعدك عالم الرواية على كتابة ما لم تتمكّني من قوله ؟
إنني حتى توقفت عن السؤال لي منذ مدة كَان الصدىٰ يصلني موخراً لكنّه رديئ جداً هَذِهِ الْمَرَّةِ كأنهُ يَهَاب أمرٌ مَا يُلازمني وَكَانَ كُلُّ الْحَقِيقَةِ قَد اِقتُلِعَت عَن ثَوْبِهَا الثَّقِيل فِي تَفَكَّك مُبْهَمٌ أَرَاهَا أَنَا، تَتَمَايَلُ فِي رَشَاقَة منمقة لِلْغَايَة أَرَاهَا تَنْحَدِر عنْ أَيِّ ارْتِفَاعَ علىٰ حِينِ غَفْلَةٍ ارْتِفَاعِ الْأَصْوَاتِ ارْتِفَاع البَنادِق إرتفاعات الْمَبَانِي أَو حتىٰ فِي ارْتِفَاعِ عيّناي لَمْ تَلْبَثْ فِي اِنْسِيَابُهَا قَطّ متطايره هِي گ أَنْفَاس أَكْتُبُهَا جيداً وَأَعْجِزُ عَنْ قراءتها لِأَنَّهَا بَعِيدَة متقاطعة فِي همهماتها شَعَرْت اخيراً أَنَّهَا لَا تَرْغَب فِي الْوُصُولِ لِأَنَّهَا وِجدت لِتَكُون فَقَط فَفِكْرَة إلتقاطها سَاذَجَةٌ الِاحْتِمَال تماماً كَمَا أضُم يَسَار يَدَي إليَّ دائماً فِي تَأَنٍّ لأتوهم بِأَنَّنِي أَشَم الْحَقِيقَةِ فِي هَلَاكِهَا، لا الكتابة ولا البَوح، لم تتوفر الكتابة للمعونه هي أداة تجعلني أكثر وعياً لما يجِري..
الرواية اشتغال معماري دقيق يقتضي من الروائي أن يقبض على فكرة خلاقة تدفع به إلى عدة اتجاهات، برأيك ماهي الإضافة التي جاءت بها روايتك؟
إن كانت فنون البوح وجودة الاختصارات هي الإضافات التي تغنّى بها الكثير، فحتماً ستكمن إضافتي في أساليب الإختفاء بمحاور السرد.
ما الذي تجدين بأنه يسكنك ويؤرق قلمك حتى تكررين تجربتك مع الرواية في (آل برلين)؟
منذ مئات السنين حينما كان العقل البشري يبحث عن خصالة في كل ما يحيطه من طبيعة ومناخ، مواقف، و هزائم منذ أن كان أعداؤنا قليلون والتفرّد أمرٌ مريب ولا نعرف الأحلام إلا تلك ما تزورنا في المنام كان الإنسان يطمع في التأمل بأي أمرٌ يبعث فيه شيء من السكينة في نفسه ولو كان بمجرد النظر في حركة اهتزاز النار عندما تتآكل والأن الرّسام يجد نفسه في زوايا لوحاته العازف تمكن طمأنينته على حواف أوتاره والطباخ يستمد البهجة في رائحة أطباقه إن الموهبة ليست مادة ثانوية كما تعتقد الشعوب في برامجها الترفيهية وما تجنيه من غايات عملية بل إنها روحٌ تتلبسنا لا يمكننا ركنها أو تفاديها علينا أن نقبع في معانيها بكل ما نحملة من أعباء لنكون على قيدها أن تكون على قيد الحياة يعني أن تكون شيء مؤقت أمر لا يكفي بالإفصاح عن وجودك إن الحياة منصة هوائية صغيرة جداً تتشبث روحك فيها بأمرٍ يعنيك كل ماعليك أن تثبت أقدامك فيه وإن كانت ملامحك ستندثر بضرورية الفناء فإن الأثار لا تُدفن.
ماذا تشكل لك الرواية أهي حالة شاعرية للتعبير عما يجيش في أغوار ومشاعر ذاتك؟ أم واقع موازي يحقق لك نوعًا من التعويض؟
الرواية هي صديقة لا تزول، وتعويض طائل عن مرتكبي أركانها.
كلمة أخيرة
كل أمرٍ وارد الحدوث ليس بهدف “. لقد غضضت أبصار العمل عن طمعه في الإمكانيات ووضعت طمعي بالكتابة في جهاتي الاربعة.
إذ لم يكن هناك شيء ينقذنا من الحرب مثلاً
فليكن هناك أمرٌ يكتبنا من السّلام.