حامد الصالحين
أُمَيمة من الحجارة
تتوالى ضرباتها
على رأسي حتى تشدخ
هكذا تعاملني الحياة
كما لو أنني
كتلة من الحديد الخام
توالت الضربات
إلى أن أصبحت هشا تماما…
كنواة ذرة ثقيلة
انشطرت من الداخل إلى نصفين
كل نصف مني
صار سريع الانشطار
وبت في أي لحظة
قابل للإنفجار…
صرت أتلاشى
كتلاشي حرف الفاء
بين شفاهي
اثناء نطقي لكلمة وفاء
عندما خذلتني أسناني
وتكسرت جميعها
من ضربة الأولى
وسقطت حينها ابتسامتي أرضا…
حاولت كثيرا
ترميم نفسي من الداخل
غير أنني
عجزت عن جمع أجزائي المبعثرة
حتى ذاك الذي
أراد إعادة ترميمي
اخرجني بصورة غير تلك الصورة
التي عهدتها لنفسي
عندها أعادني كومة واحدة
وسرق أجزائي الثمينة
ثم لاذ بالفرار…