حاورها: سالم الحريك
تحب الحروف والسطور لأنها لا تقاطعها وتصغي إليها بشكل جيد وأما عم تعنيه الكتابة لها فتقول بأنها وسيلة ناجحة لتحرير الأجساد والأفكار والأماكن في أخيلة القرّاء، فتخلق بها ما تشاء من عالم يروقها وتقول بأن الحب هو تلك الملعقة الذهبية التي تجعلنا قادرين على استساغة كل شيء، والتحدث عن كل شيء ببساطة.
نلتقي في هذا الحوار مع الكاتبة الأردنية رجاء فوزي.
النقاش مع السطور يجدي أكثر بكثير من نقاش العقول
س1/ بداية من هي رجاء فوزي وكيف تقدمين نفسك للقراء الكرام؟
رجاء فوزي
عربية، مسلمة، كاتبة
بلا عمر، لا جنسية، ولا اسم عائلة
ذلك أني ككاتبة أعيش ما أنتقيه لأكتب عنه، ولا أكتب ما أعيش.
أما عن لقبي العنقاء والذي لقبني به أحد الأساتذة الكرام عقب قراءته لأحد نصوصي، فهو هوية ارتضيتها لتمثلني وتمثل المرأة بشكل عام في نصوصي.
س2/ ماذا تعني لك الكتابة ومتى بدأتِ بالكتابة؟
كتبت ذات مرة: بدأت بالكتابة حقًا حين أدركت أن النقاش مع السطور يجدي أكثر بكثير من نقاش العقول.
وذلك لسببين؛ أوّلهُما أن الناس تقدّس المكتوب؛ فقد بُرمِجوا على الحفظ صمًا، وثانيهما وهو الأهم أن السطور لا تقاطعني أنها تحسن الإصغاء.
لا أذكر عمراً معينًا بدأت الكتابة فيه، لكنني أذكر أنني تعلمت الكتابة لأكتب، وكانت أول قصة قصيرة كتبتها في مدرستي وكُرِّمت لأجلها في الصف الثاني، وكونها لم تكن موهبتي الوحيدة أو طريقة التعبير الوحيدة فلم يكن وقتي مكرسًا لها سابقاً، بينما قد احتلت الكتابة مكانها في حياتي تقريباً منذ عام 2017.
وأما عم تعنيه الكتابة لي، فهي وسيلة ناجحة لتحرير الأجساد والأفكار والأماكن في أخيلة القرّاء، فأخلق بها ما أشاء من عالم يروقني.
فأصف فيها تقلب الشعور وأحلله قولاً وتمثيلاً، وأفرض حواراً يروقني، وأفتح أبواباً لأسئلة عن بديهيات وأقلّب دفتر الخبايا والذكريات والأوجاع لتصير أنفاس القراء واحدة وأفئدتهم واحدة لكن بصور مختلفة وبإسقاطات تمنحهم مساحة كافية ليبدو النص كمائدة فيم بيننا تتفق أذواقنا حول بعض أطباقها أحياناً وتختلف أحياناً أخرى، وكوني طاهية أحب النكهة الحارة (اللاذعة) فيروقني جدًا أن أرى أثرها عليهم بالرفض و الغضب و الانتقاد وما شابه ذلك.
س3/ يقال لن تكتب حتى تقرأ. لمن قرأت رجاء وبمن تأثرت في قراءاتها المختلفة؟
أؤمن جدًا بهذا فالقراءة بالنسبة لي جرعات من الأسئلة، والأفكار، والاختلاف الراق الذي يجعلنا قادرين على رؤية الأشياء بترددات ونطاقات ربما لا تتيح لنا خبرتنا المحدودة على احتواءها وتذوقها بم يكفي لتصبح لدينا مفهوماً يمكننا من استيعاب الآخر لأقصى حد ممكن، وكما قلت سابقاً صاحب الرأي الواحد لا مجلس له على طاولة الحوار.
بالنسبة لي، فقراءتي بالحقيقة فيم يتعلق بالأدب فهي تركز أكثر على الشعر منها للروايات والقصص، ولكنها إجمالاً لا تمثل النوع المفضل بالنسبة لي، فأنا أميل لقراءة الكتب والمقالات حول تحليل النفس و المنطق والفلسفة و نقاش الأديان و الدراسات النقدية وما شابه، ولا أظن أن كاتبًا ما قد أثّر علي أكثر من غيره، فأنا بالغالب أقرأ بعين الناقد لا المتلقي.
س4/ قارئة متنوعة اذن. افهم اختيارك للرواية كأول إصدار لك أنها القالب الأشمل ربما الذي يمكن من إيصال كل المفاهيم والقضايا التي تريدين ايصالها في شكل سردي؟
ربما لكن بشكل أدق فأنا أرى الرواية تحديداً فرصة لأرافق القارئ للأفكار التي أريدها خطوة بخطوة فنبلغها بلا أن يفقد متعته، فيصل معي للنهاية بمتعة وفكر فلا يُفسِد أحد الجانبين متعة الآخر.
أما اختياري للرواية ك أول إصدار فهي ليست إصداري الأول فلقد أُصدِرَ لي قبلها كتاب خواطرٍ مشترك مع مجموعة من الكتّاب بعنوان “أنين المشاعر”.
تبدأ بالأحلام والتخاطر وتنتهي بالزواج
س5/ متى بدأتِ بالتفكير جدياً بنشر روايتك “حب محمدي” وهل عانيتِ من تردد قبل نشرها؟
بالحقيقة أنا أكتب مباشرة على الفيسبوك في مجموعة ببلومانيا، وحين أنهيتها تبنت الدار نشرها، ولأكون صادقة فلم أعط الأمر بداية تلك الجديّة ولم أتردد أبدًا، لكنها حين أصبحت ورقية بين يدي اختلفت النظرة وترددت من إصدار روايتي التالية “حريق الورق” والتي أتممتها في عام نشر روايتي حب محمدي، والتي لم أعرض فكرة نشرها حتى الآن.
س6/ ما سبب عدم عرض فكرة نشرها حتى الآن؟
الرواية مليئة بالنقاشات الجدلية حول الدين الإسلامي تحديداً، والفكر العربي والغربي بشكل عام.
أشعر أني في كل يوم أتعلم شيئاً جديداً ربما أرغب بإضافته لها، وتوسعة الأبحاث التي تضمنتها وربما إضافة قضايا جديدة.
حالياً أعمل على مجموعة قصصية المتوقع أن تنشر في نوفمبر هذا العام بإذن الله بعنوان “حكايا نوفمبر” مع دار النشر الرائعة ببلومانيا للنشر والتوزيع.
س7/ حدثينا قليلا عن روايتك الأولى “حب محمدي”؟
تتحدث عن قصة حب حلال لفتاة وشاب من بلد آخر، تبدأ بالأحلام والتخاطر وتنتهي بالزواج، لم تنطوي حكايتهما على الكثير من الأحزان أو المحكّات القوية، تظهر وكأن أبطالها محمد وسارة بينما البطل الحقيقي في الرواية هو العم والد سارة الرجل الذي طغت حكمته وطريقته بالتعامل مع ابنته على الرواية واعطتها بعدًا دينياً ومجتمعيًا
ومن المتوقع أن يكون للرواية جزء ثالث فيم بعد إن شاء الله.
س 8/ كما ذكرتِ ستصدر لك مجموعة قصصية ربما خلال شهر نوفمبر المقبل. كم عدد هذه القصص على الأرجح وهل تأخذ مسارات مختلفة في القضايا التي تتناولها أم تصب جميعا في نفس السياق وبأحداث واماكن وشخصيات مختلفة؟
الملعقة الذهبية لهذه الحكايا الحب لكنه حب تشرين أكثر الشهور اختلافًا وجنونًا، فلا حال له، ولا قوام ثابت.
كما قلت في مناقشة روايتيَّ في اتحاد الكتاب الأردني الحب هو تلك الملعقة الذهبية التي تجعلنا قادرين على استساغة كل شيء، والتحدث عن كل شيء ببساطة.
وعددها أظن ما يقارب الأربعين حكاية.
س9/ هل ستصدر أيضا عن دار نشر ببلومانيا للنشر والتوزيع؟
نعم، ببلومانيا أكثر من دار نشر فهي عالم حقيقي لاحتواء الأدب والكتّاب، والأستاذ جمال سليمان من أروع مسؤولي دور النشر وأكثرهم تعاونًا حقيقة.
الفيسبوك هو المنصة التي أستخدمها بشكل مستمر للكتابة والتواصل مع القراء
س10/ تجربتك مع دار النشر ببلومانيا كانت بسيطة وايجابية جدا ولم تجدي أي صعوبات. ولكن ما تقييمك لواقع النشر بشكل عام وخصوصاً في الأردن؟
لأكون صادقة لست مطلعة جيداً على ذلك، لدي بعض المعارف من مسؤولي دور النشر بالأردن لكن لست بإلمام حول حركة النشر أو تعاملها.
س11/ إلى أي مدى تستفيدين من مواقع التواصل الإجتماعي في التواصل مع جمهورك من القراء وزيادة انتشار اعمالك؟
الفيسبوك تقريباً هو المنصة التي أستخدمها بشكل مستمر للكتابة والتواصل مع القراء، وهم تقريباً من يتولون مهمة الترويج لأعمالي من خلال مشاركاتهم ونسخهم لم أكتبه على صفحاتهم.
س12/ هل تسعين لترجمة أعمالك خلال الفترة القادمة إلى إحدى اللغات؟
الفكرة واردة جدا، وقد طرحت من قبل، لكن لم أتخذ خطوة جديّة في الأمر.
س13/ ما الذي تسعين إلى الوصول إليه في عالم الكتابة مستقبلاً؟
أن أكون حرة حتى آخر رمق فيم أكتب، لا أسعى للوصول لعدد من الكتب ولاجوائز ولا ألقاب، أسعى فقط لأن أكون صادقة فيم أكتب فتصل حروفي بصورة حقيقية لمدارك القرّاء، وأن أمثل لوني الخاص الذي يروقني.
س14/ كلمة أو إضافة أخيرة في نهاية الحوار؟
لا شيء في خاطري حقيقة
فقط أشكرك على هذه الحوارية اللطيفة، تشرفنا وأُسعِدنا بكم.