كتب: سعيد فرحات
في ظل الانفتاح الثقافي الذي تشهد ليبيا بعد رحيل نظام القذافي ..اقيمت بمدينة طرابلس – ندوة حول أدب السجن بعنوان “فضاء السجن: جدلية القمع والحرية”، والتي تنظمها وزارة الثقافة والمجتمع المدني، على مدى يومين في قاعة فندق باب البحر بطرابلس.
وحضر الافتتاح الدكتور عبد الرحمن هابيل وزير الثقافة والمجتمع المدني بليبيا والذي ظل ينتظر أكثر من ساعة لحضور المشاركين والحضور الذي كان ضعيفا جدا لم يتجاوز عشرة اشخاص .
وتضمن برنامج الندوة أدب السجون في ليبيا، قدم خلالها عدد من الكتاب الليبيين دراسات عن أدب السجن، وقرأ فيها سجناء سياسيون ليبيون أعمالا شعرية وسردية كانوا قد كتبوها أثناء فترة بقائهم في السجن وعقب خروجها، كما شمل البرنامج جلسات لمجموعة من الأوراق قدمها كل من عمر أبو القاسم الككلي، ومحمد الترهوني، وأسماء الأسطى، وسالم العوكلي، ونور الدين النمر، وعبد الحكيم المالكي، ورمضان سليم.
وعبّر وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبيى عن سعادتة بتحرك المثقفين الليبي في شتى مجالات الابداع من اجل ابراز ابداعاتهم ..موضحا ان كل الوزارات في ليبيا تدار من قبل موظفين لكن وزارة الثقافة تدار من خلال المثقفين والمبدعين في شتى الميادين.
وقال الدكتور عبد الرحمن هابيل ..إن هذه الندوة هي الاولى من نوعها في تاريخ ليبيا امعاصر ولأول مرة نتكلم عن أدبيات السجون ..ونتكلم عن السجن بحرية ..الكلام عن السجن في الماضي معاناة السجن لمن يتكلم ..اما اليوم في ندوة مفتوحة نتكلم عن ادبيات السجن ونتذكر صفحة مهمة في تاريخنا الادبي ونحيي فيها كافة الادباء والمبدعون الذين عانوا من مرارة السجن بسبب انهم قالوا لا وغيبوا في السجون وانتجوا بذلك ادبا متميز واصبح يسمى بأدب السجن.
وعن المشهد الثقافي الليبي بعد رحيل نظام القذافي ..قال الوزير ان واقع الثقافة في ليبيا مشرق جدا بدليل تواجدنا في هذه الندوة التي نتحدث فيها عن أدب السجون …ونحن نتطلع دائما الى الأفضل والأحسن بالتأكيد وأقول نحن لسنا بالكمال الكامل لكننا اصبحنا نعمل من خلال المبدعين والمثقفين وكل من له مبادرة نحن نرحب بها واصبحت ساحة الحرية متاحة الى كل من يريد ان يساهم.
وعن طموحات الوزير من أجل عودة ليبيا الة مكانتها فى المشهد الثقافى العربى ..قال الوزير الليبي ان طموحاتنا ليس لها حدود .. لن تحدها الا الامكانيات المادية والبشرية.. ونعمل على عودة ليبيا الى مكانتها لأن ليبيا كان بها اعظم مدينة يونانية بعد أثينا ( قورينا ) ويوجد بليبيا اعظم مدينة رومانية بعد روما وهي ( لبدة ) وحرمت ليبيا من الادب والثقافة والتنوير طوال 40 من العهد الهمجي ونتمنى ان تدب شرايين الثقافة في شرايين المثقفين الليبيين من جديد ونحاول بكل جهدنا بمعاونة المثقفين وناشطي المجتمع المدنى ان نعيد المشهد الثقافي والفني والمدني وان نعيد المجتمع المدني وحتى تتبوأ ليبيا مكانتها اللائقة عربيا واقليميا ودوليا .
وعن خطط وزارة الثقافة الليبية للنهوض بالثقافة والمثقفين قال الوزير هابيل ..نعم لدينا خطط كثيرة نحن الآن في سبيل تأسيس المجلس الأعلى للثقافة ، والهيئة العامة للكتاب ، والهيئة العامة للفنون ، وصندوق هيئة الثقافة والفنون ، وصندوق دعم المجتمع المدني ، ولدين خطط شتى منها إحياء المراكز الثقافية في شتى انحاء البلاد ، لدينا أكثر من 50 مركزا ثقافيا ..ونحن نعمل الآن على اعادة افتتاحها من جديد بعد صيانتها، كما لدينا خطط في شتى المجالات سواء في مجال الثقافة او المجتمع المدني.
وأكد وزير الثقافة أن البلاد تمر الآن بمرحلة تحول حرجة وان تظهر ليبيا بمظهر ديمقراطى حقيقي يليق بثورة 17 فبراير وان تقوم فيها المؤسسات الديمقراطية وان يقام انتخابات حرة نزيهة ديمقراطية والتي ستجرى قبل نهاية هذا الشهر سنكون فهلا قد قطعنا شوطا كبيرا من بناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة واظهرنا ليبيا بالمظهر الديمقراطى اللائق الذى يليق بها بعد الثورة.
وعن دور الوزارة في اعطاء مؤسسات المجتمع المدني دور في ليبيا الجديدة قال الوزير نحن نبني مركز مستقلا لدعم المجتمع المدني يسمى مركز دعم المجتمع المدني وهذا المركز سيكون مستقلا عن السلطة وسيكون مستقلا عن الوزارة وسيكون مجلس ادارتة من مختصين ليس فيهم موظف واحد من الوزارة وهذا يدل على حرصنا على استقلالية هذا المركز وعلى الدعم والتشجيع عن بعد وهذا المركز سيكون له فروع في شتى انحاء ليبيا وسيقوم بالتسجيل والتدريب والمشورة الفنية وبشتى انواع الدعم لكافة مؤسسات المجتمع المدني، بالاضافة الى اننا فى طريقنا الى تأسيس صندوق لدعم المجتمع المدنى ، وسيكون تمويلة من خلال ناشطون من المجتمع المدني ولا يقع تحت سلطة الحكومة أو رقابة الوزارة وهذه خطط الوزارة من أجل النهضة بالمجتمع المدني.
وعن تهميش بعض الاقليات في المهرجانات الثقافية والإبداعية في ليبيا الجديدة ..قال الدكتور عبد الرحمن هابيل ..إن الوزارة تعمل من خلال المثقفين ولعلها الوزارة التي لا تعمل من خلال الموظفين فقط بل من خلال المبدعين والمثقفين وأى مبدع او مثقف لدية مبادرة او تصور نحن نستجيب وندعم هؤلاء على حساب آخرين.