نساء من تونس ومصر وليبيا وسوريا يثرن تجاربهن، ويؤكدن ان الاسلاميين لن يستطيعوا سرقة الثورات العربية.
طرابلس – بتفاؤل حذر مصحوب بايمان لا يتزعزع بالمستقبل بعزيمة لا تلين، قدمت مناضلات من تونس ومصر وسوريا الى جانب ليبيات، تجاربهن الغنية والموجعة خلال الثورات العربية المستمرة ومخاضهن المترافق ومخاض المجتمعات في طريقها نحو رسم مستقبل اكثر ديمقراطية يكون فيه للمرأة حضورها ومشاركتها في صنع قرار البلاد.
وجاءت المشاركات في اطار اليوم الاول من فعاليات “نحن وصندوق الاقتراع” الذي تنظمه وزارة الثقافة والمجتمع المدني في العاصمة الليبية على مدى ثلاثة ايام. والمقصود بنحن، المرأة في ليبيا كما في بقية بلدان الربيع العربي.
الكاتبة والناشطة السورية ريما فليحان الناطقة باسم التنسيقيات المحلية السورية، باشرت مداخلتها بالقول “اكتشفت صوتي لاول مرة حين انطلقت في اول تظاهرة تنادي بالحرية انخرطت في الثورة من بدايتها لاصبح لاجئة بتاريخ 29 ايلول/ سبتمبر 2011 في بلاد الجوار ليصبح الوطن حلما والعودة هاجسا”.
واستعرضت ريما فليحان جوانب من نضال المرأة السورية في سعيها لنيل حريتها وحرية الشعب السوري مستعينة بشريط “حرة بنت حرة” الوثائقي الذي يتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي والذي يشهد بنضال المراة السورية.
وتحدثت عن نضالات المراة السورية في كل المواقع وذاكرة اصدقائها المناضلات سمر يزبك وسهير اتاسي ومي سكاف بين كثيرات فضلا عن نزار زيتوني “التي لا زالت في سوريا حتى الآن”.
واشارت الى انه بين قتلى الثورة الاثني عشر الفا يوجد 377 طفلة و950 سيدة.
وفي تطلع الى مرحلة ما بعد زوال النظام السوري، اعتبرت ان الحرية تجعل الحراك المدني اسهل.
اما حول سعي الاسلاميين للسيطرة على الحكم في سوريا في مرحلة مقبلة فاعتبرت ان “من يهزم نظام الدكتاتورية قادر على ان يثور مرة اخرى ضد اي دكتاتورية” مؤكدة ان نساء سوريا “يعددن للمرحلة القادمة من اجل ضمان المساواة بين المرأة والرجل بدءا من الدستور والتشريعات الى كل ميادين الحياة”.
وختمت فليحان مداخلتها بالقول “نريد للمواطنة ان تكون اساسا تقوم عليه سوريا” لتقف القاعة تقديرا للثورة السورية وقتلاها وليذرف بعضهم من الليبيين الدموع متذكرا ثورته.
وكانت البداية مع تونس السباقة الى الثورات مع سيدة بادرت الى الاستقالة من التعليم ثم من حزبها في تونس علما انه كان من اكثر الاحزاب التي ناوشت سلطة زين العابدين بن علي. وهي اشتهرت بكنيتها التي كانت تكتب بها: “ام زياد”.
وام زياد هي الناشطة نزيهة رجيبة. نضالها لم يبدأ في زمن الثورات وانما لها تاريخ طويل في التحرك. وهي قدمت مقاربتها الشخصية للثورة وبينت في مداخلتها كيف ان “الارث البورقيبي مهد للثورة التونسية بالتعليم وتحرير المرأة” وكيف ان “الثورة اتت ايضا كنتاج للاصلاحات والتيار الحداثي الذي قاده بورقيبة” مشيرة الى ان الضغط الشديد هو ما قاد في النهاية الى الانفجار.
واعتبرت نزيهة رجيبة ان الرئيس المخلوع بن علي حين جاء الى السلطة “لغم ايجابيات بورقيبة وبنى قلاعا فارغة في الهواء مبنية على مفهوم (كرامة التوانسة) وشعارات الديمقراطية والانتخابات”.
وشرحت الناشطة كيف ان “الحكم تحول حقيقة الى مافيا تمتلك كل مقومات الجريمة المنظمة وخطرها انها امتلكت ادوات الدولة لتعزز مكانتها وتبسط نفوذها”.
وفي ردها على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية اعقب مداخلتها، قالت حول تجربة الانتخابات في تونس “لم تكن سليمة بسبب المال السياسي وتجييش المشاعر الدينية” كما اعتبرت ان “التحالف غير المتكافئ بين الاسلاميين وبين حزبين علمانيين في السلطة تحول الى غطاء لمحاولة اسلمة الدولة”.
من ناحيتها قدمت الكاتبة المصرية منى برنس شهادة ساخرة لكن معبرة عن التحولات الحاصلة في مصر مؤكدة “شاركت المرأة المصرية في الثورة من اول يوم لكن مع الانتخابات وجدت المرأة نفسها وقد تهمشت فجأة”.
وتابعت فيما يخصها شخصيا “قبل الثورة كنت اعمل في الخزف بسبب من التبلد الفكري الذي كان حاصلا في مصر وتفاجأت بالثورة”. مع ذلك فقد كانت من اول من نزل الى ميدان التحرير.
غير ان منى برنس التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في مصر رأت، فيما يمكن ان يعتبر درسا من دروس ما بعد الثورة “انسحابنا كمثقفين هو الذي ادى لان تسوء الاوضاع الى هذه الدرجة في مصر”.
وقالت ان ترشحها للانتخابات مع انها لا تمتلك خبرة سياسية، جاء “من باب اثارة الوعي” لكنها هوجمت بشدة.
واشتكت برنس من الاقارب والاهل والاصدقاء الذين لم يساندوها كما رأت ان الاعلام في مصر لم يعر انتباها للمرشحين الذين هم مثلها، لكنها اكدت في مداخلتها انها تحضر بشكل جدي لانتخابات العام 2016 في مصر حيث “يمكن تدارك الاخطاء التي وقعنا فيها في الماضي”.
واكدت برنس ان هناك “تهميشا وحطا لشأن المرأة في مصر بعد الثورة” والقت باللائمة على بعض النائبات التابعات للتيار السلفي في مجلس الشعب حيث تنادي احداهن بزواج الفتيات في سن الرابعة عشرة.
وكانت عواطف الطشاني وكيلة وزارة الثقافة والمجتمع المدني افتتحت الجلسة الاولى من مؤتمر “نحن وصندوق الاقتراع”، متوقفة عند تجربة المرأة الليبية خلال الثورة وخالصة الى قدرة ليبيا على تنظيم الانتخابات المقبلة في فترة قصيرة ومركزة على دور المرأة في المشاركة في “معركة البناء وصنع القرار” في ليبيا.