الشاعر محمد بومختاظة
حوارات

الشاعر بومختاظة: لم يحن الوقت بعد ﻹطلاق ديواني الأول والتكالب على النشر اليوم يفقدنا الإحساس بالجديد

لا يمكن للقصيدة التي تنفصل عن الواقع أن تترك جدلا عند المتلقي

ثنائية الحب والحياة إذا امتزجت أنجبت شعرا

الشاعر محمد بومختاظة
الشاعر محمد بومختاظة

يمارس الشعر بهدوء على الرغم من الضجيج الذي يحدثه فعل الشعر دائما في كل الأروقة المفعمة به، شغفه باللغة العربية صنع منه شاعرا فصيحا ينهل من فيوض الشعر العمودي لينحت كيانا خاصا به من جملة الرؤى والمواقف الحياتية، لا يسعى للشهرة والظهور بل يسير حاملا هموم إحياء اللغة العربية ولعل أيسر الدروب لهذا هو أن ينقش الحرف ويسطر الكلمة ويرسم الوطن في قصيدة هو الشاعر محمد صالح حسن بومختاظة، من مواليد1981بالمرج، تحصل على دبلوم ماستر في اللغة العربية وبقي شهران على مناقشة السالة الماجستير في الأدب، موظف حاليا بقطاع التعليم ومتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية المرج. 

منى: تأخر الوقت للتحاور معك وتقديمك للقارئ الكريم ولكن الاقتراب من عالم بو مختاظة يتطلب الكثير من التحضير، بداية كيف تقدم نفسك للقارئ الكريم؟

بومختاظة: صباح الود أحبابي

 صباح المسك والعنبر

صباح في ندى أفقي

كغصن فؤادي الأخضر

و أنداء…….  تغازلني

و سحر عببرها ينشر..

شكرا لاهتمامك أستاذة منى وشكرا لرحابة صدرك التي استغرقتني، هو سؤال له شقان إما أن يكون المقصود نبذة تعريفية عن الأديب صالح

وإما أن يكون المقصود كيف يتعرف عليك القراء من خلال أعمالك فأي المعنيين تريدين؟

منى: الاثنان معا غير أن حوارنا سيقتصر على تناول الجانب الشعري ولنا مساحات قادمة معك بإذن الله.

بومختاظة: أنا ذاك الذي عشق ولم يكتم عشقه بل كان عشقه أنهارا وجداول تروي العطاش وتشبع الجائعين ،، معشوقتي بات الجمال بوجهها أنجما و أقمارا.

أحبها و تحبني، أحبها لأني أجد فيها سلوتي ومهجتي

وتحبني لأنها لا تخذلني أبدا، تسعفني بما ينبس به لساني، دائما أجدها حاضرة معي في خلوتي، في المواقف العائلية والشخصية، حاضرة في لحظات الحزن ولحظات الفرح، عندما يشتد الألم تمنحني الأمل.

إنها اللغة!!.. نعم أحبها و تحبني.

منى: كيف تكونت ذائقتك الشعرية ومتى اكتشفت نفسك شاعرا؟

بومختاظة: أعتقد أنني كنت أحب الشعر العربي القديم لاسيما شعر الفارس المحب عنترة بن شداد و أحفظه، لاحظ أحد الدكاترة أني أحفظ كثيرا إذ طالما ما كنت أسعفه بالشواهد الشعرية، فقال لي:(يوما ما ستكون شاعرا ) رحم الله الدكتور ابريك، فضلا عن شغفي المجنون بعلم العروض التي أحببتها حبا جما، فبعد إتمام الدراسة التحقت بالتعليم وقمت بتدريس العروض لسنوات عدة، هذه العوامل اجتمعت لتحاكي صوتا في داخلي وافق حدثا غير متوقع في حياتي كان سببا في انفتاق لساني بالشعر وإن لم يكن في المستوى الجيد بادي الأمر، وقد بدأ شعري بالتغني عندما اكتملت تكوينة النص من صورة ولغة و صوت وكان ذلك قبل تسع سنوات مضت، إلا أن اكتمال النص من التزام الوزن و القافية بدأ عام 2012، وذلك عندما تحصلت على الليسانس في اللغة العربية 2007 بتقدير ممتاز، بعدها التحقت بالتعليم حيث قمت بتدريس أحب العلوم اللغوية إلى قلبي وهي علم العروض، والصوتيات، والنحو، عام 2014 تحصلت على دبلوم الماجستير وفي العام التالي نلت الموافقة على المقترح المقدم بعنوان اللغة والصور والأخيلة في الأدب الأندلسي عام 2016 تحصلت على الترتيب الثالث على مستوى الجامعات الليبية في مسابقة المختار وللقصيدة العمودية والتي كانت تحت إشراف اتحاد طلاب ليبيا وبرعاية جامعة عمر المختار وفي العام نفسه تم تكليفي بمهام مسؤول رواق اللغة والأدب في بيت المرج الثقافي قدمت من خلاله العديد من الندوات العلمية والأمسيات الأدبية

شاركت في جملة من المهرجانات على مستوى المنطقة الشرقية والمدينة وقد كنت مديرا عاما لبعضها مثل مهرجان سمو العطاء ومهرجان زهور الأقحوان ومهرجان يد بيضاء، في العام نفسه ساهمت بشكل مباشر في معرض المرج للكتابوبدعوة من الأخت الكريمة والأديبة الأريبة نعمة الفيتوري التحقت بمنبر الأدب العربي شغلت وظيفة مدقق لغوي لبعض الأمسيات وحكما لبعضها الآخر، عينت مدققا لغويا لصحيفة محلية بعنوان صحيفة شموع للمعلمين وكذلك صحيفة الأمن والمواطن، وحاليا أدير مكتب النشاط بمدرسة براعم النور الإبتدائية إذ عالمي السحري ودهشتي في عالم الأطفال اللذين يتلقفون كل ما نقدمه لهم بفرح و سرور.

منى: إلى أي صنوف الشعر تميل في القراءة والكتابة؟

بومختاظة: نعم ! أحب القصيدة العمودية مع رحلتها عبر العصور ففي أدب ماقبل الإسلام كانت أفخم القصائد و أجزلها بينما كانت في العصر الأموي أعذب القصائد، وأعزلها في الأندلس. 

منى: كيف استقبلت ظهور صنوف شعرية حديثة كالهايكو؟

بومختاظة: هذا السؤال يجعلني في حرج مع بعض الأصدقاء ولكن توغل الأدب في نفسي يحملني على القول بأنه من المعلوم أن الهايكو إنما أدب يعتمد على التكثيف المعنوي ولكنه يفتقد إلى العناصر الرئيسة للقصيدة وهي الموسيقى والوزن والقافية إضافة إلى تناغم اللفظ والمعنى، فضلا على أن الهايكو أدب مترجم عن الياباني، هذا الكلام ينطبق على الهايكو و كذلك مصطلح (القصيدة النثرية) الذي بدا يطفو بل ويطغى على المشهد، وفي الحقيقة لايوجد شيء اسمه شعر نثري فالأمر باختصار هناك شعر و هناك نثر.

منى: القصيدة التي تنفصل عن الواقع ولا ترتبط إلا بالخيال. هل من الممكن أن تترك جدلا مع المتلقي؟

بومختاظة: لا يمكن للقصيدة التي تنفصل عن الواقع أن تترك جدلا مع المتلقي إذ الدارس للأدب بعين فاحصة يجد أن هناك شعراء كبار أنشدوا أبياتا أو ربما قصائد حتى وليس لها علاقة بالواقع بل هي من الخيال وتلقفها السامعون بشيء من الزهو ،، بيد أن هذا النوع من القصائد يستوقف المتخصص وكذلك الناقد.

منى: يقول لمبورن:” لا يمكن فهم معنى الشعر إلا إذا عرفنا الحياة والحب الذي يترجم عنهما، ما فلسفتك في في هذا؟

بومختاظة: الحياة والحب هما ثنائية الشعر، فأنا الحب هو من جعلني شاعرا، أحب فأطرب فأقول شعرا، الحياة لا تستوي دون النقيضين الأمل والألم..القلق و الطمأنينة.. الفرح والترح

الوصل والهجر..هذه العناصر إذت امتزجت أنجبت شعرا.

منى:كل صورة شعرية أو مجاز هما من أعمال المخيلة، فكيف يمكن إعمال العين الافتراضية لخلقهما؟

بومختاظة: إعمال العین الافتراضیة لخلقهما

هل هي تلک العین ذاتها التي یری بها المتلقي أو یفترض به أن یتلقی بها العین الافتراضیي ربما عالم آخر مغایر تتزاوج فیه الأخیلة والصور لتنتج منظورا آخر بعین تفوق مالاعین رأت

فالناظر بتلک العین لما یجسده الخیال وما تفعله الصور وما وراء الصورة من الماوراء إنما یمتلک عین غیر التي یری بها الواقع هي تشف وتصف دنیا الخیال بأکثر مما یشعر به، فالعین الافتراضیة هي التي تتصور ذلک المخیال متجسدا فی لوحات منظورة تصل من خلاله لعمق الاستعارة وضبابیة الرمز تخلقه بالتجسید المؤطر فی معناه ورمزیته.

منى: لماذا تأخر صدور ديوانك الأول إلى الآن؟

بومختاظة: أعتقد أنه لم يحن الوقت بعد لإطلاق ديواني الأول إذ الآن مجموع قصائدي لم يتجاوز الستون قصيدة تطول في أحيان وتقصر في أحيان أخرى، أريد لديواني الأول أن يكون حدثا فريدا، أحلم أن يحدث الدهشة في زمن الملل، كما أن التكالب على النشر اليوم يفقدنا الإحساس بماذا يعني أن يولد إصدار جديد.

منى: بماذا تريد أن نختم حوارنا معك؟

بومختاظة: سأختم بالقول ( استوصوا باللغة خيرا دللوا رحابها بمجدولات فرح أنيقة، واعلموا أن اللغة كائن حي يتنفس عبر رئتين اثنتين هما اللفظ والمعنى، فإذا نحن أهملنا إحدى الرئتين فإننا نكون بذلك قد أسهمنا بشكل مباشر في وأد اللغة و ذلك بكتم أنفاسها)

أخيرا وليس آخرا ممتن أنا لك أستاذة منى على ألق الحوار و توقد الأسئلة و ها هو علاء الدين يطوي بساطه ليختم هذا الحوار بقبلة من رفيف الزهر لتصبح شامة في خد السماء دمتم بود ووئام ولكم مني صفو الوداد.

مقالات ذات علاقة

الكاتب الليبي إبراهيم عثمونه: أكتب لأمتع نفسي لا لأغير العالم

خلود الفلاح

سهام الدغاري: الكتابة محض هروب

حنان كابو

الشاعر: محمد الفقيه صالح/ الشعر.. هوية الغموض

المشرف العام

اترك تعليق