حوارات

رحاب شنيب: نحن بحاجة إلى الأدب و الفن، حتى نتنفس، حتى نشعر بوجودنا.

يجب علينا أن لا نتوقف عن الكتابة، الرسم، اللحن

الكاتب الليبي موجود و يكتب عن واقعه الذي يعايشه

حاورها: رامز النويصري

ثمة مقولة بأن القصة القصيرة هي فن المدينة، وأنا عبرت عن الحياة والمعاش، والتقطت اللحظات وأعادة إنتاجها أدباً في شكل القصة.

القاصة رحاب شنيب، تكتب القصة القصيرة وهي تراقب المدينة من شباكها، ومن خلال تعاملها اليومي، خاصة وإنها تسكن مدينة تضج بالحياة والحكايات، وها هي في مجموعتها التي تصدر قريباً (العالم ذبابة حطت على أنفها)، تهديها إلى مدينة بنغازي، التي مرت بمحنة الحرب، وتجاوزتها بقوة.

نلتقيها، في محاول للتعرف إلى هذا الإصدار الجديد، محاولين بناء علاقية بين المكان، القصة، القاص.

الشاعرة والقاصة رحاب شنيب.
الشاعرة والقاصة رحاب شنيب.

 

قلت إن المجموعة إهداء لبنغازي.. فهل نفهم من ذلك إن أجواء المجموعة مستوحاة من المدينة؟ أو أوجاعها؟

نعم، أجواء المجموعة مستوحاة من وجع المدينة، ومن فترة الحرب. ركزت على معاناة الناس، من نزوح وغياب ضروريات سبل الحياة، و العيش في ظل الخطف والاغتيالات، وتحت رحمة الرصاص. وبعض أحداث القصص مررت بها شخصياً.

يقال بأن القصة القصيرة فن المدينة، فإلى أي حد في رأيك مصداقية هذه المقولة؟

اتفق مع هذا الرأي. فالقصة القصيرة هي فن الحياة اليومية، والتقاط المدهش والمختلف من ممارساتنا وعاداتنا وحكاياتنا.

يمكن لمجموعة قصصية أن ترصف شوارع المخيلة، وتبني عالماً من العلاقات المتشابكة، ويمكن لحدث صغير ننحته قصة قصيرة، أن يكون جدارية أو إشارة مرور.

ماذا عن المجموعة وبنغازي!!

المجموعة تخص أحداث بنغازي و أغلب الوقائع مررت بها، حاولت أن أنقش هذه اﻷحداث في الذاكرة، أهديتها إلى بنغازي، رفيقة الحلم، المدينة المتمردة، فالحديث عنها لا يسع حدود إجاباتنا، الكثير من الذكريات، من الخوف و من الشجاعة.

سنظل دائما نتذكر، في المقدمة كتبت “حين يتسرب الوجع بداخلي، لا يمكن أن يغفل عنكما، عبد السلام المسماري ومفتاح بوزيد قناص ذكراكما ماهر ولا يمل التصويب”.

غلاف المجموعة القصصية العالم ذبابة تقف على أنفها.
غلاف المجموعة القصصية العالم ذبابة تقف على أنفها.

 

ماذا عن العنوان؛ أليس العنوان غريباً؟

مفهوم الغرابة في اﻷدب مختلف، و يرى الكاتب “عبد الفتاح كليليطو” في كتابه (اﻷدب والغرابة): أن اﻷدب  يتميز عن اللأدب بالغرابة، فالثاني أساسه الألفة، بينما اﻷول أساسه اﻹيهام والتغريب. ومع ذلك لا أشعر بأن العنوان غريباً، ربما ﻷن القصة صاحبة العنوان مألوفة وبسيطة في تركيبة أحداثها.

على الهامش: ما علاقة الكتابة بما تعيشه ليبيا الآن؟ وما هو دوره في هذه المرحلة؟

في رأيي يجب علينا أن لا نتوقف عن الكتابة، الرسم، اللحن.. على الشاعر أن ينحت شهقتنا، والقاص أن يترجم انفعالاتنا، والرسام  أن يلون أحلامنا، والعازف أن يراقص حكاياتنا.

نحن بحاجة إلى الأدب و الفن، حتى نتنفس، حتى نشعر بوجودنا.

هل حقيقة أن الكاتب الليبي يعيش بمعزل عن واقعه؟

أولاً الحكم بالمجمل هو حكم غير دقيق، وثانياً يكفي إضافة كلمة ليبي ليتجسد الواقع حتى في وصفه، كما أنني أعتقد أنها نظرة خاطئة، فالكاتب الليبي موجود و يكتب عن واقعه الذي يعايشه .

كلمة أخيرة

اجعلوا من الكلمة و اللحن و اللون مناطيد أحلامنا.

مقالات ذات علاقة

جمعة الموفق…على المجتمع أن يواجه نفسه أولاً قبل أن يصطدم بي

مهند سليمان

محمد الأمين: “الفن والثقافة لهما الدور الاول في إعادة التعايش الليبي-الليبي”

المشرف العام

رسولة المرأة الليبية… تعزف بوحهن

المشرف العام

اترك تعليق